سورة البقرة

علیٰ مشرب الحکیم

وعلیٰ مشرب الحکیم

‏ ‏

‏«‏خَتَمَ اللّٰهُ عَلَیٰ قُلُوبِهِمْ‏»‏‏ بطبائع مجرّدة ومعنویّـة بعد حصول مبادئها‏‎ ‎‏وشرائطها، وبعد تحقّق مقدّماتها وعللها الـتی هی مستندة الـیٰ إصرارهم علیٰ‏‎ ‎‏الـباطل وإمعانهم فی الـعاطل، وقد حصل هذا الـطابع من سوء فعالـهم بعدم‏‎ ‎‏استماعهم الـیٰ أرباب الـهدایـة وأسباب الـسعادة الـیٰ أن طبع اللّٰه ‏‏«‏عَلَیٰ‎ ‎سَمْعِهِمْ‏»‏‏ أیضاً لتمرّنهم فی تلک الـضلالـة ورسوخهم علیٰ الـغوایـة، کما کان‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 223
‏أمرهم هکذا بالـنسبـة الـیٰ سائر الأسباب الإحساسیـة الـنوریـة الـبصریـة،‏‎ ‎‏فبلغوا الـیٰ أن صار ‏‏«‏عَلَیٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ‏»‏‏، فعند ذلک بسبب الاُمور‏‎ ‎‏الاختیاریـة الـحاصلـة من سوء اختیارهم، یکون ‏‏«‏لَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ‏»‏‏، وهو‏‎ ‎‏محصول خصائصهم الـسیّـئـة وأعمالـهم الـردیئـة.‏

وقریب منه: ‏«‏خَتَمَ اللّٰهُ عَلَیٰ قُلُوبِهِمْ‏»‏‏ الـقاسیـة بذهاب الإمکان‏‎ ‎‏الاستعدادی للحرکـة الـیٰ الـهدایـة، وبزوال الـصور الإعدادیـة لقبول أنوار‏‎ ‎‏الـحقّ، وعلیٰ أسماعهم الـمنحرفـة عن الإصغاء الـیٰ الـحقائق الإیمانیـة‏‎ ‎‏والأصوات الإسلامیـة، ویکون ذلک الـطبع بعد تلک الإزالـة والانحراف قضاء‏‎ ‎‏لحقّ الـمقتضیات الـموجودة فی الـموادّ والـهیولیٰ، ویکون أیضاً ذلک الـطبع‏‎ ‎‏معلول الـغشاوة الـمبسوطـة علیٰ أبصارهم والـمحیطـة بها، وعند ذلک‏‎ ‎‏یستحقّون الـعذاب الـعظیم، وما هو الـمنصرف الـیـه منـه هو الـعذاب‏‎ ‎‏الـخالـد تبعاً لخلودهم فی الـغوایـة والـضلالـة.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 224