کتاب البیع

المبحث الثانی فی إفادة المعاطاة للزوم

المبحث الثانی

‏ ‏

فی إفادة المعاطاة للزوم

‏ ‏

‏الـمشهور‏‎[1]‎‏ بل الـمدّعیٰ علیـه الإجماع بقسمیـه بسیطاً ومرکّباً‏‎[2]‎‏،‏‎ ‎‏جواز الـمعاطاة، وعن «الـغنیـة» نفی کونها بیعاً‏‎[3]‎‏، وعن «جامع الـمقاصد»‏‎ ‎‏اعتبار اللفظ فی الـعقود الـلازمـة بالإجماع‏‎[4]‎‏.‏

‏وقال الـمحقّق الـرشتی: «ویعضد جمیع ذلک الـسیرة الـواضحـة‏‎ ‎‏الـجاریـة علی الـجواز، والـسلطنـة علی الـترادّ قبل الـتلف، أو الـتصرّف‏‎ ‎‏فی أحد الـعوضین»‏‎[5]‎‏.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب البیع (ج.۱)صفحه 75
‏وما نسب إلـی الـمفید‏‎[6]‎‏ لیس موافقاً لما حکی عن عبارتـه‏‎[7]‎‏، بل قیل:‏‎ ‎‏«إنّـه فی موافقـة الـمشهور أظهر»‏‎[8]‎‏ وهو غیر بعید.‏

‏ویؤیّده ما عن «کاشف الـرموز» من نسبـة اشتراط الـصیغـة فی الـبیع‏‎ ‎‏إلـیـه وإلـی الـشیخ‏‎[9]‎‏، وقیل: «هذا من الـرموز الـتی کشف عنها، فجزاه اللّٰه‏‎ ‎‏خیراً»‏‎[10]‎‏.‏

‏ومایستظهر من عبارات الـعلاّمـة فی محکیّ «الـتذکرة» من نسبـة‏‎ ‎‏اعتبار الـصیغـة إلـی الأشهر‏‎[11]‎‏، وفی محکیّ «الـمختلف» إلـی الأکثر‏‎[12]‎‏،‏‎ ‎‏وفی محکیّ «الـتحریر» إلـی الأقویٰ‏‎[13]‎‏، لایضرّ بالإجماع والاتفاق؛ لاحتمال‏‎ ‎‏احتیاطهم فی الـتعبیر لما کان فی ذهنهم وجود الـخلاف، فتأمّل.‏

‏مع أنّ الاستظهار، لایعارض الـدعاوی الـصریحـة الـمشار إلـیها.‏

فقول:‏ الأردبیلیّ والـکاشانیّ ومیل «الـمسالـک» لایعبأ به‏‎[14]‎‏ بعد‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب البیع (ج.۱)صفحه 76
‏الاتفاق الـمشهود عنهم‏‎[15]‎‏، ولاسیّما الـسیرة الـمدّعاة علیٰ خلافهم‏‎[16]‎‏؛‏‎ ‎‏ضرورة أنّ الأدلّـة اللفظیّـة لو اقتضت اللزوم، فهی غیر قابلـة للاحتجاج بها؛‏‎ ‎‏لقیام الـسیرة الـقطعیّـة علیٰ خلافها، علیٰ ما ادّعاه ‏‏رحمه الله‏‎[17]‎‏ ولدعوی الإجماع‏‎ ‎‏صریحاً عن بعض الأساطین فی «شرح الـقواعد»‏‎[18]‎‏ علیٰ عدم لزومها، من غیر‏‎ ‎‏اعتناء بمخالـفتهم.‏

أقول:‏ لایعتنیٰ بالإجماعات الـمحکیّـة الـتی أخذ الـلاحق من‏‎ ‎‏الـسابق من غیر الـغور فی تحصیلها، ولیس الـمحصَّل منها موجوداً. بل‏‎ ‎‏الـمحصَّلات منها فی أمثال هذه الـمسائل غیر قابلـة للاعتماد؛ لسوء الـظنّ‏‎ ‎‏بها، ضرورة أنّ الـمسائل الـمبتلیٰ بها الـناس، هی الـتی بحیث یرد من‏‎ ‎‏الـشرع فیها نصّ صریح، فإنّ ردع الـناس لایمکن إلاّ بمثل ذلک، فلو قیل:‏‎ ‎‏بصدوره وعدم وصولـه، فیقال: بأنّـه لایصدر الـنصّ الـواحد؛ لأنّـه غیر کافٍ‏‎ ‎‏لارتداعهم عمّا علیهم من الالتزام، وما سمعت من الـسیرة فهو ممنوع، إلاّ فی‏‎ ‎‏الـمحقّرات غیر الـمعتنیٰ بشأنها.‏

فبالجملة:‏ دعویٰ عدم لزوم الـبیع فی الـمحقّرات ولو کان الـبیع لفظیّاً‏‎ ‎‏للسیرة، لاتخلو من خیال رجحان، ومع الـتردّد فی حاصلها یرجع إلـی‏‎ ‎‏الأصل الـمحرّر الآتی علی اللزوم.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب البیع (ج.۱)صفحه 77

  • )) المکاسب، الشیخ الأنصاری: 85 / السطر 30.
  • )) الإجارة، المحقّق الرشتی: 16 / السطر 24.
  • )) الغنیة، ضمن الجوامع الفقهیّة: 524 / السطر 25.
  • )) جامع المقاصد 5: 309.
  • )) الإجارة، المحقّق الرشتی: 16 / السطر 16 و 24.
  • )) جامع المقاصد 4: 58.
  • )) المقنعة: 591.
  • )) لاحظ الإجارة، المحقّق الرشتی: 16 / السطر 16.
  • )) کشف الرموز 1: 446.
  • )) الإجارة، المحقّق الرشتی: 16 / السطر 18 ـ 19.
  • )) تذکرة الفقهاء 1: 462 / السطر 5.
  • )) مختلف الشیعة: 348 / السطر 1.
  • )) تحریر الکلام 1: 164 / السطر6.
  • )) مجمع الفائدة والبرهان 8: 142، مفاتیح الشرائع 3: 48 ـ 49، مسالک الأفهام 1: 133 / السطر36.
  • )) الإجارة، المحقّق الرشتی: 16 / السطر 22.
  • )) الإجارة، المحقّق الرشتی: 16 / السطر 16.
  • )) نفس المصدر.
  • )) المکاسب، الشیخ الأنصاری: 85 / السطر 29، شرح قواعد الأحکام: 49 / السطر3 ـ 6 (مخطوط).