سورة البقرة

البحث الثالث : حول تقدّم الختم علی الکفر

‏ ‏

البحث الثالث

‏ ‏

حول تقدّم الختم علی الکفر

‏ ‏

‏هل یُستشَمّ من الآیـة الـشریفـة: أنّـه تعالـیٰ طبع علیٰ قلوبهم فکفروا،‏‎ ‎‏أم یُستشعَر من الآیـة الـسابقـة: أنّهم کفروا فطبع اللّٰه علیٰ قلوبهم؟ وجهان.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 212
‏مقتضیٰ ما تحرّر فی الأسالـیب الـسالـفـة هو الـثانی، وقضیّـة ما تحرّر‏‎ ‎‏فی الـعلوم الـعرفانیـة هو الأوّل، والـیـه یُشیر الـخواجـه عبداللّٰه الأنصاری‏‎ ‎‏بالـفارسیـة: «همـه از آخر کار می ترسند من از اوّل»؛ أی کلّ الـناس یخافون‏‎ ‎‏من الـعواقب، وأنا أخاف من الـمبادئ.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ الآیـة الـثانیـة لا تشعر بتفرّعها علیٰ الاُولیٰ؛ إن لم تکن‏‎ ‎‏فی حکم الـعلّـة والـسبب للحکم الـمزبور فی الآیـة الـسابقـة. واللّٰه الـعالـم.‏

‏نعم لا یثبت من الـکریمـة الـشریفـة أنّ الـغشاوة فعل اللّٰه تعالـیٰ.‏

‏وعلیٰ هذا هنا لطیفـة: وهو استناد حجاب الـقلب والـسمع الـیـه‏‎ ‎‏تعالـیٰ دون حجاب الـبصر، وفیـه سرّ کون الـحجاب فی الأوّلین معنویّاً‏‎ ‎‏واقعیّـاً، وفی الـثانی مادّیاً ادّعائیاً.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 213