البحث الأوّل
نسبة الختم إلی اللّٰه
إنّ فی نسبـة الـخَتْم الـیٰ اللّٰه تعالـیٰ إشعاراً بأنّ الـکفّار الـمعاندین والـمحجوبین، احتجبوا بالـحجاب الـشامل الـعامّ، وأنّ قلوبهم بجمیع مراتبها وشؤونها وعلیٰ جمیع إطلاقاتها الـمتداولـة مطبوعـة ومختومـة، وأنّ الـحجاب الـموجود هو حجاب اللّٰه الاسم الـعامّ الـجامع.
وبناء علیٰ هذا تکون الـقلوب مراتب الـنفس الإنسانیـة الـتی هی برزخ بین عالـم الـجِنّـة والـشیاطین وبین عالـم الـملائکـة، وتکون هذه الـقلوب جمع الـقلب الـذی هو معدن الـمشاهدة بأنواعها وأنحائها؛ من الـمشاهدة الـحاصلـة بالـتحقّق الـیٰ الـمشاهدة الـحاصلـة بالـتخیّـل والإحساس، وهذه الـقلوب وقلب کلّ واحد من الـکفرة الـمخذولین قد انظلمت عن الأنوار الإلهیـة، وتکدّرت عن انعکاس الـغیاثات الـربّانیـة علیٰ الـوجـه الـذی یصحّ
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 211
أن یقال: ختم اللّٰه؛ فی قبال من اختـتم قلبـه بسائر الأسماء الـجمالـیـة أو الـجلالیـة.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 212