سورة الفاتحة

المسألة الثانیة : حول کون «إیّاک» اسماً أم حرفاً

المسألة الثانیة

‏ ‏

حول کون «إیّاک» اسماً أم حرفاً

‏ ‏

‏ظاهر کلمات جماعـة: أنّها کلمـة موضوعـة لـلمخاطب وغیره‏‎[1]‎‏،‏‎ ‎‏وصریح آخرین: أنّها لـیست اسماً ظاهراً‏‎[2]‎‏ وإن کان مقصودهم من نفی‏‎ ‎‏الاسمیّـة إثبات أنّها ضمیر ویقولون: إنّ الـضمائر موضوعات لـمراجعها،‏‎ ‎‏وتکون هی معرفـة، ویُبتَدأ بها ویُخبَر عنها، وکلّ ذلک شواهد علیٰ أنّهم یعتقدون‏‎ ‎‏أنّ الـضمائر أسماء، خلافاً لابن الـسرّاج، فإنّـه صرّح بأنّ الـکاف هنا حرف‏‎ ‎‏خطاب‏‎[3]‎‏، کما یأتی.‏

والذی هو التحقیق:‏ أنّ الـضمائر حروف الـخطاب والإشارة والإیماء‏‎ ‎‏إلـیٰ الـغائب والـحاضر والـمتکلّم، ولیست أسماء أصلاً، فما اختلفوا فیـه لا‏‎ ‎‏یرجع إلـیٰ محصّل، کما تحرّر منّا فی الاُصول‏‎[4]‎‏.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 6
‏فعلیٰ هذا کلمـة «إیّاک» موضوعـة لـلخطاب وآلـة یخاطب بها، ولیست‏‎ ‎‏موضوعـة لـنفس الـمخاطب جدّاً، فتکون هی حرف الـخطاب کسائر‏‎ ‎‏الـحروف.‏

‏وممّا یؤیّد ما سلکناه فی الـمسألـة الـسابقـة: أنّ هذه الـکلمـة لا یُؤتیٰ‏‎ ‎‏بها إلاّ فی موضع لا یمکن الإتیان بالمتّصل ـ مثلاً ـ یقال: ‏‏«‏إیَّاکَ نَعْبُدُ‏»‏‏ ولا‏‎ ‎‏یقال: نعبد إیّاک؛ لإمکان قولهم: نعبدک، فمنـه یعلم أنّ ما هو الـضمیر هو‏‎ ‎‏الـکاف، وکلمـة «إیّا» لـیست إلاّ لـلعماد والاعتماد، فلیتدبّر جیّداً.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 2)صفحه 7

  • )) الصحاح 6: 2545، لسان العرب 1 : 284، أقرب الموارد 1 : 26 .
  • )) لسان العرب 1 : 284 .
  • )) راجع تفسیر التبیان 1 : 37 .
  • )) راجع تحریرات فی الاُصول 1 : 130 .