البحث السابع
رفع الإجمال عن «لهم عذاب عظیم»
فی قولـه تعالـیٰ: «وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِیمٌ» جهات من الإجمال:
1 ـ ولهم ـ بما هم علیـه من الـخلاف ـ عذاب عظیم.
2 ـ ولهم یوم الـقیامـة عذاب عظیم.
3 ـ ولهم فی الـدنیا عذاب عظیم.
4 ـ ولهم فی الـدنیا والآخرة عذاب عظیم.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 189
5 ـ ولهم عذاب عظیم دائماً.
6 ـ ولهم عذاب عظیم غیر دائم.
7 ـ ولهم عذاب عظیم، وهو الابتداء بالـختم والـغشاوة.
8 ـ ولهم عذاب عظیم آخر غیر الابتلائین.
9 ـ ولهم عذاب عظیم یذوقونـه.
10 ـ ولهم عذاب عظیم لا یذوقونـه، فإنّ الإخبار عن الاستحقاق أعمّ من الابتلاء بالـعذاب والـذوق والإحساس.
11 ـ ولهم نوع من الـعذاب الـعظیم.
12 ـ ولهم عذاب فَخْم عظیم.
13 ـ ولهم عذاب عظیم لأجل الـغشاوة وعمیٰ الأبصار.
14 ـ ولهم عذاب عظیم لأجل ختم الـقلوب والأسماع.
15 ـ ولهم عذاب عظیم لأجل هذه الاُمور کلّها.
16 ـ ولهم عذاب عظیم تابوا أو لم یتوبوا.
17 ـ ولهم عذاب عظیم؛ لأنّهم لا یؤمنون ولا یرجعون حتّیٰ تُقبل توبتهم.
18 ـ ولهم عذاب عظیم مُعَدّ من قِبَل أنفسهم ومن سوء اختیارهم.
19 ـ ولهم عذاب عظیم من قِبَل اللّٰه تعالـیٰ لاستحقاقهم.
20 ـ ولهم عذاب عظیم بتحصیلهم الـمبادئ الـموصلـة، وبإفاضـة الـقدیر علیٰ تلک الـموادّ والـمبادئ الـمهیّـأة بسوء فعالـهم وغیر ذلک.
أقول: الخروج عن هذه الـتسویلات وإن کان یمکن باستظهار الـمعنیٰ الـمقصود، کما استظهره الـمفسِّرون صدراً وذیلاً، إلاّ أنّ الأظهر کون هاتین الآیتین فی موقف إفادة الـمعنیٰ علیٰ نعت الإبهام والإجمال؛ حذراً عن کونها
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 190
آیـة الإغواء والإضلال؛ ضرورة أنّ جمعاً من الـناس إذا کانوا من ضعفاء الـعقول، ومن الـمتوغّلین فی الـدنیا وزُخرُفها، ومن الـمشتغلین بها عن الآخرة وأحکامها، ربّما یضلّون بها باختیار الـعمیٰ علیٰ الـهدایـة؛ معلّلین بأنّ اللّٰه تبارک وتعالـیٰ یعلم بکفرنا، وبأنّا لا نؤمن لربّ الـعالـمین، وأنّـه تعالـیٰ أخبر بهذه الاُمور، وأنّ قلوبنا غُلْف وفی أکنّـة، وأسماعنا وأبصارنا مختومـة ومغشیّـة، وقد هیّـأ اللّٰه لنا الـعذاب الـعظیم الـخالـد، فلا ینفع إیماننا ولا رجوعنا وإنابتنا، وهکذا.
مع أنّ الأمر ـ بحسب الـتحقیق ـ لیس کذلک، فإذا ألقینا علیـه هذه الـمجاملات الـکثیرة من نواحٍ شتّیٰ، وتلک الإبهامات الـمختلفـة فی جهات غیر عدیدة؛ لیظهر فی قلبـه رجاء الـهدایـة، ویشرق فی اُفُق نفسـه نور الأمل، ویهتدی بهداه تعالـیٰ، ویخرج من الـظلمات الـثلاثـة الـیٰ الأنوار الـبهیّـة الـخالـدة إن شاء اللّٰه تعالـیٰ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 191