سورة البقرة

البحث الثالث : استعمال الختم مع القلب والسمع بخلاف الغشاوة

البحث الثالث

‏ ‏

استعمال الختم مع القلب والسمع بخلاف الغشاوة

‏ ‏

‏قیل: إنّ الـنکتـة فی استعمال الـختم مع الـقلب والـسمع، واستعمال‏‎ ‎‏الـغشاوة مع الـبصر، هی: أنّ الـختم من شأنـه أن یکون علیٰ الـمکنون‏‎ ‎‏الـمستور، وهکذا موضع حسّ الـسمع وموضع الإدراک من الـعقل والأسماع‏‎ ‎‏فی ظاهر الـخلقـة، وأمّا الـبصر فالـحاسّـة منـه ظاهرة منکشفـة. وفی‏‎ ‎‏«الـمنار»: إنّ مثل هذه الـدقائق هی الـمرادة بقول صاحب «الـتلخیص»:‏‎ ‎‏ولکلّ کلمـة مع صاحبتها مقام‏‎[1]‎‏. انتهیٰ.‏

أقول: قد عرفت أوّلاً ‏ـ فی بحث الإعراب ـ : أنّ کون الـغشاوة مفعولاً بـه‏‎ ‎‏ـ بحسب الـمعنیٰ أرقّ وأحقّ، مع أنّ بعضاً قرأها بالـنصب.‏

وثانیاً:‏ أنّ وجـه الاستعمال: هو أنّ الـبصر فیـه الـغشاوات الـسبعـة،‏‎ ‎‏وفیـه الـتغطیـة الـحسّیـة، فیناسب دعویٰ الـغشاوة الـعقلیـة، أو ادّعاء‏‎ ‎‏الـغشاوة الـحسّیـة عند عدم ترتّب الآثار لمقصودة من الـهدایـة والإیمان،‏‎ ‎‏بخلاف الـقلب والـسمع، فالـطبع یناسب الـبصر، بخلاف الـغشاوة، فإنّها لا‏‎ ‎‏تناسب الـقلب والـسمع، وتکون أشدّ تناسباً مع الـبصر، ولذلک اختیر لـه. واللّٰه‏‎ ‎‏الـعالـم.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 185

  • )) راجع تفسیر المنار 1 : 146 ـ 147 .