العلم الإلهی بالمعنی الأخصّ

فصل (3) فی الإشارة إلیٰ وجوه من الدلائل ذکرها بعض المحقّقین من أهل فارس و ظنّ أنّها برهانیة و إلیٰ ما فیها من الاختلال

فصل (3) فی الإشارة إلیٰ وجوه من الدلائل ذکرها بعض المحقّقین من أهل فارس و ظنّ أنّها برهانیة و إلیٰ ما فیها من الاختلال

‏ ‏

قوله:‏ الـموجود الـمطلـق.‏‏[‏‏6 : 38 / 3‏‏]‏

‏یمکن تقریر هذا الاستدلال بحیث یتمّ بلا احتیاج إلـیٰ بطلان الـدور‏‎ ‎‏والـتسلـسل، و ذلک أنّ الـوجود بما هو مفهوم لیس لـه حُکم إلاّ الـحکایـة‏‎ ‎‏عن الـواقع و یکون من الـمعقولات الـثانیـة باصطلاحنا. و من حیث‏‎ ‎‏الـخارجیـة إذا نظرنا إلـیـه فلابدّ إمّا أن یکون لـه مبدأ أو لا، فعلـیٰ الـثانی‏‎ ‎‏یثبت أنّ الـموجود الـمطلـق هو الـواجب تعالـیٰ کما هو الـحقّ عندنا لا‏‎ ‎‏مطلـق الـوجود، و إن کان لـه مبدأ فذلک إمّا هو الـوجود فهو فی منطقـة‏‎ ‎‏الـوجود الـمطلـق إذ لا تکرار و لا اثنینیـة، و إمّا یکون غیر الـوجود فهو غیر‏‎ ‎‏لائق لذلک.‏

‏و من هنا ینقدح ما فی توهّمٍ من الإیراد علـیٰ هذا الـتقریر؛ ضرورة أنّ‏‎ ‎‏وجود الـمطلـق لیس مورد الـنظر، بل الـمورد للـنظر هو مطلـق الـوجود‏‎ ‎‏فافهم.‏

من العبد السیّد مصطفیٰ عفی عنه

 

کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 603