الجواهر و الأعراض

فصل (6) فی کیفیة کون هذه المبادئ المقارنة أعنی المادّة و الصورة و العدم مشترکة

فصل (6) فی کیفیة کون هذه المبادئ المقارنة أعنی المادّة و الصورة و العدم مشترکة

‏ ‏

قوله:‏ و الـکون و الـفساد و الـنفس الـفلـکیـة.‏‏[‏‏5 : 276 / 15‏‏]‏

أقول:‏ الـکون و الـفساد الـمنفیّ عند الـحکماء قاطبـة فی الأفلاک هو‏‎ ‎‏الـذی ساقـه الـبرهان و وافقـه الـحکیم الـماتن و هو الـتبدّلات الـعرضیـة و‏‎ ‎‏الانتقالات الآنیـة عندهم. و أمّا الـکون و الـفساد الـثابت عند الـحکیم‏‎ ‎‏الـماتن فی الأفلاک الـکلّیـة و الـجزئیـة هو الـحرکـة الـجوهریـة فی ذات‏‎ ‎‏الأفلاک بلا تغیّر فی الـجسم من حیث الـعوارض، مثل الـمقدار و غیره. نعم،‏‎ ‎

کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 578
‏الـحرکـة الـوضعیـة الـتی تقتضی الـحرکـة الـجوهریـة فیها لا تقتضی‏‎ ‎‏الـتبدّل فی الـجسم بمعنیٰ الـکمّ و الـکیف مثلاً بخلاف الـجوهر. و هذا لیس‏‎ ‎‏الـکون و الـفساد الـمصطلـح بل هو أمر آخر منفیّ عند الـمشهور؛ لإنکارهم‏‎ ‎‏الـحرکـة الـجوهریـة رأساً و إثباتهم الـکون و الـفساد فی عالـم الـعناصر‏‎ ‎‏دون الـحرکـة الـجوهریـة.‏

‏ثمّ إنّ فی مواقع کثیرة من کلـماتـه أنظاراً واضحـة، مثل إثبات الـحکم‏‎ ‎‏للأعدام و إثبات الـعدم للـوجود و إثبات الـشرکـة بینهما و إثبات الـشرکـة‏‎ ‎‏للـعدم؛ فإنّ ذلک فی مقام الـتعلـیم و الـتعلّم دون الـواقع و الـتکوین.‏

من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه

‏ ‏

 

کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 579