الجواهر و الأعراض

فصل (5) فی تعدید المبادئ التی للطبیعیین أن یأخذوها علیٰ سبیل المصادرة و الوضع

فصل (5) فی تعدید المبادئ التی للطبیعیین أن یأخذوها علیٰ سبیل المصادرة و الوضع

‏ ‏

قوله:‏ و بقاء الـموضوع شرط فی الـحرکـة.‏‏[‏‏5 : 269 / 6‏‏]‏

أقول:‏ قد یتوهّم من کلامـه أنّـه ینکر الـحرکـة فی الـجوهر، و یشکل من‏‎ ‎


کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 576
‏جهـة بقاء الـموضوع و هو الإشکال الـذی أبدعـه شیخ الـمشّائین، ولـکنّـه‏‎ ‎‏توهّم فاسد لا شأن لـه؛ ضرورة أنّـه صرّح بالـحرکـة فی الـجوهر الـمادّی.‏‎ ‎‏فالـمقصود منـه أنّ الـصورة بما هی صورة لا حرکـة لها بل الـحرکـة للـصورة‏‎ ‎‏بتبع الـمادّة الـمتحرّکـة. و لعمری إنّـه  ‏‏قدس سره‏‏ لم یبیّن روح الـحرکـة فی‏‎ ‎‏الـجوهر؛ بمعنیٰ أنّـه لم یبیّن اعتبار الـصورة و أنّها مادّة و فعل، أمّا أنّها مادّة‏‎ ‎‏فهو بالـنسبـة إلـیٰ الـصورة الآتیـة، و أمّا أنّها صورة فهو بالـقیاس إلـیٰ‏‎ ‎‏الـمادّة الـفعلـیـة. فهنا ـ فعلاً ـ أمران: فعل و مادّة، ولـکنّ الـمادّة مادّةٌ مطلـقاً‏‎ ‎‏و الـصورةُ صورةٌ للـمادّة الـفعلـیـة و مادّة للـصورة الآتیـة، فافهم.‏

‏و أمّا مسألـة بقاء الـموضوع فقد منّ الله تعالـیٰ ببیان علمی وافٍ قوی‏‎ ‎‏جدّاً فی کیفیـة بقاء الـموضوع فانتظر.‏

من العبد السیّد مصطفیٰ الخمینی عفی عنه

قوله:‏ فإنّ الـعدم شرط.‏‏[‏‏5 : 272 / 11‏‏]‏

أقول:‏ للـعدم اعتبارات: أحدها: مفهومها الـمطلـق، ثانیها: مفهومـه‏‎ ‎‏الـمقیّد و الـمضاف، ثالـثها: الـمعنیٰ الـعدمی أی ما هو الـخارج ظرف نفسها‏‎ ‎‏لا وجودها کالإمکان، رابعها: ما هو الـخارج ظرف نفسها و وجودها إلاّ أنّـه‏‎ ‎‏بمرتبـة من الـضعف یُعدّ عدماً فی مقابل الـوجود کالـهیولیٰ.‏

‏و الـمقصود من الـشرط: إن یرجع إلـیٰ الأخیر فهو لیس بعدم، و إن‏‎ ‎‏یرجع إلـیٰ الأوّل فهو غیر معقول أن یکون شرطاً؛ لأنّـه وجود و هو عدم، و إن‏‎ ‎‏یرجع إلـیٰ الـثالـث فهو یمکن أن یکون شرطاً إلاّ أنّـه لیس الـمقصود هاهنا،‏‎ ‎‏و إن یرجع إلـیٰ الـثانی فهو أیضاً عدم فإنّـه فی مقام الـتعلـیم و الـتعلّم یقال‏‎ ‎‏بالـفرق بین الـعدم الـمطلـق و الـعدم الـمضاف و إلاّ فعند الـعقل لا فرق‏‎ ‎


کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 577
‏بینهما، فکون الـعدم شرطاً غیر صحیح بل ممتنع. فعلـیـه لابدّاً یرجع إلـیٰ‏‎ ‎‏الـوجود فیصیر الـنطفـة مزاحماً مع الـعلـقـة کما أنّ الـسواد یضادّ الـبیاض و‏‎ ‎‏لیس عدمـه شرطاً إلاّ فی الـتوهّم.‏

مصطفیٰ عفی عنه

قوله:‏ کان عن الـعدم.‏‏[‏‏5 : 273 / 3‏‏]‏

أقول:‏ قد مرّ أنّ الـعدم لیس شیء حتّیٰ یصدق ذلک فهو فی وعاء الـتخیّل‏‎ ‎‏و الاعتبار الـمحض و اللـغـة و الـعرف. و أیضاً قد تقرّر أنّ الـحقائق‏‎ ‎‏الـحِکْمیـة لا تقتنص من الإطلاقات الـعرفیـة. فعلـیٰ ذلک لا وجـه للـحکیم‏‎ ‎‏الـبحث عن کلـمـة «عن» و «من» و «بعد»؛ فإنّها مشوبـة بما لا یرضیٰ بـه‏‎ ‎‏الـعقل کما فی الـعدم، فلـیتأمّل.‏

لمحرّره العبد السیّد مصطفیٰ عفی عنه

‏ ‏

 

کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 578