الجواهر و الأعراض

فصل (11) فی مباحث اُخریٰ متعلّقة بالمقادیر

فصل (11) فی مباحث اُخریٰ متعلّقة بالمقادیر

‏ ‏

قوله:‏ لأنّـه لایقتضیـه الـصورة الـجسمیـة لذاتها و إلاّ لاشترکت‏‎ ‎‏ الأجسام کلّها.‏‏[‏‏4 : 37 / 11‏‏]‏

‏و لا تقتضیـه الـمادّة لذاتها و إلاّ لاشترکت الأجسام کلّها أیضا بلا فرق.‏

‏إن قلـت: الـهیولیٰ لا تقتضی شیئاً بل هو صرف الـقوّة، فاقتضائها من‏‎ ‎‏جهـة الـصورة الـتی تخصّها و تمیّزها و تتنوّع بتبعها لا من ذاتها، و الـصورة‏‎ ‎

کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 205
‏تحدّها بحدّ خاصّ و بذلک تقتضی الـمقدار الـمحدود و الـبعد الـمخصوص.‏

‏قلـت: الـصورة الـجسمیـة لا تقتضی الـمقدار لذاتها و لا لمادّتها‏‎ ‎‏الـمتحصّصـة بها، بل اقتضاها لما یخصّصها و یقسّمها و ینوّعها و هو الـصورة‏‎ ‎‏الـنوعیـة. فکما أنّ الـصورة الـجسمیـة لیست باقتضاء ذاتها مقتضیـة لمقدار، و‏‎ ‎‏لا یمکن إیجاد ذلک للـمادّة الـمطلـقـة؛ فإنّ الـصورة الـجسمیـة لیست‏‎ ‎‏متخصّصـه بالـتعیّن الـخاصّ و کذلک الـمادّة الـتی محلّها، فتختصّ الـکلّ‏‎ ‎‏بالـصورة الـنوعیـة بالـحدّ الـمعیّن و الـنوع الـخاصّ لابذاتها. فما هو‏‎ ‎‏الـواسطـة لعروض الـمقدار لذات الـصورة هو الـنوعیـة کما یستفاد ذلک من‏‎ ‎‏کون الـمقدار من أمارات الـتشخّص، و لا تشخّص حقیقـة إلاّ بالـصورة‏‎ ‎‏الـنوعیـة الـمساوقـة للـوجودات الـخاصّـة کما اختاره الـماتن فی جمیع‏‎ ‎‏کتبـه.‏

قوله:‏ و أتمّ من هذا.‏‏[‏‏4 : 37 / 20‏‏]‏

‏لعلّـه نظره هنا إلـیٰ أنّ تجرید الـمقدار یمکن، بخلاف الـصورة؛ فإنّها أتمّ.‏‎ ‎‏ولـکن فیـه ـ أیضاً ـ : أنّ الـمقدار الـمجرّد أقویٰ و أتمّ من الـمقدار الـحالّ فی‏‎ ‎‏الـمادّة، فتأمّل.‏

قوله:‏ کلّها فصول منوّعـة.‏‏[‏‏4 : 38 / 2‏‏]‏

‏و إلاّ یلـزم کونها أضداداً و قد مضیٰ نفی الـضدّیـة فی الـمقولات.‏

قوله:‏ من تراکمها الـخطّ.‏‏[‏‏4 : 38 / 7‏‏]‏

‏و هذا هو الـبرهان الـقائم علـیٰ نفی الـجواهر الـفردة.‏

قوله:‏ صُمتیـة.‏‏[‏‏4 : 38 / 11‏‏]‏

‏فی قبال الـنُطقیـة، فإنّ الأعداد الـصُمتیـة ما لیس حاصل ضرب‏‎ ‎

کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 206
‏الـعددین کالـسبعـة مثلاً، و الأعداد الـنطقیـة ما یمکن أن یکون حاصل ضرب‏‎ ‎‏الـعددین مثل الـتسعـة الـحاصلـة من ضرب ثلاثـة فی ثلاثـة، و لم یظهر لی‏‎ ‎‏وجـه تقیید الـمقدار بـه.‏

قوله:‏ بین اثنین.‏‏[‏‏4 : 38 / 11‏‏]‏

‏و ذلک لأنّ الـملاحظـة لا تکون بین الـثلاث کما هو الـمقرّر فی محلّـه.‏

قوله:‏ بما لاجزء لـه.‏‏[‏‏4 : 38 / 13‏‏]‏

‏ولـکن من شأنـه أنّ لـه الـجزء، فتخرج الـوجود و الـوحدة لعدم‏‎ ‎‏الـشأنیـة لهما. و فیـه أنّ الـنقطـة لیست شأنـه ذلک و إلاّ لیست نقطـة.‏

قوله:‏ إلاّ لسهم الـمخروط.‏‏[‏‏4 : 38 / 19‏‏]‏

‏أی الـخطّ الـمفروض فی عمقـه الـمنتهی إلـیٰ وسط الـرأس.‏

قوله:‏ لاتّصاف الأقطار الـمتقاطعـة.‏‏[‏‏4 : 38 / 20‏‏]‏

‏الـواقعـة فی مرکز الـکرة، و مراده أنّ مرکز الـکرة إن فرضت نقطـة فهی‏‎ ‎‏محلّ الأقطار الـمتقاطعـة ولو فی الـوهم، و إلاّ ففی الـخارج لا نقطـة و لا‏‎ ‎‏خطّ، و إلاّ یلـزم کون الـفلـک منفصلـة، و هو فیـه محال.‏

‏ ‏

 

کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 207