الجواهر و الأعراض

فصل (5) فیما لیس بکمّ بالذات و إنّما هو بالعرض

فصل (5) فیما لیس بکمّ بالذات و إنّما هو بالعرض

‏ ‏

قوله:‏ عدّدناها.‏‏[‏‏4 : 17 / 21‏‏]‏

‏و هو الاستقامـة و الانحناء و الـطول و الـقِصَر، فإنّ هذه الاُمور من‏‎ ‎‏الـکیفیات الـمختصّـة بالـکمّیات بمعنیٰ عروضها لها. و الـدلیل علـیـه أنّهما‏‎ ‎‏أی الانحناء و الاستقامـة ـ کما یأتی من ذی قبل ـ مشترکان فی نوع الـکمّ‏‎ ‎‏الـمتّصل و هو الـخطّ و کذلک الـطول و الـقصر بل الـطول و الـعرض. فکلّ ما‏‎ ‎‏یلـحق الـمقدار الـنوعی فیکون مصنِّفاً لـه، متکمّم بالـعرض.‏

قوله:‏ یوجد فی الـمفارقات.‏‏[‏‏4 : 18 / 1‏‏]‏

‏و هذا أیضاً یدلّ علـیٰ أنّ مفهوم الـعدد خارج الـمحمول لا الـضمیمـة،‏‎ ‎‏فیخرج عن تحت الـمقولات.‏

الخمینی عفی عنه

قوله:‏ الـعالـم الـمادّی.‏‏[‏‏4 : 18 / 3‏‏]‏

‏أقول: بعد الـغضّ عن الـمفارقات الـعقلـیـة الـصرفـة و أنّها لا توصف‏‎ ‎‏بالـمادّة و الـمادّیات، یقع الـکلام فی أنّ الـمجرّد هل یمکن أن یتعلّق بـه‏‎ ‎‏عوارض الـمادّة مطلـقاً سواءً کان مسبوقاً بها أو سابقاً علـیها أی سواءً کان فی‏‎ ‎‏قوس الـنزول أو قوس الـصعود، أو لایمکن ذلک أو یفصّل فی الـقولین؟‏

‏ثمّ یقع الـبحث فی الـخیال الـمتّصل و الـمنفصل و أنّ الـمنفصل لو تمّ‏‎ ‎

کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 184
‏ثبت ثبوت الـمتّصل ممّا لا یکاد یرتاب مع ضمّ الـوجدان إلـیـه و الأدلّـة‏‎ ‎‏الـناهضـة علـیٰ إثبات تجرّد الـصور الـخیالـیـة ـ کما علّقنا علیٰ مباحثـه فی‏‎ ‎‏الـعلم الإلهی ـ . فالانتقال فی الـمجرّدات ممّا لاریب فیـه، و أمّا أنّـه مصداقـه‏‎ ‎‏حتّیٰ یکون الـحمل شائعاً أو لیس مصداقـه فهو کلام آخر. اختار الأوّل صاحب‏‎ ‎‏الـکتاب و الـثانی بعض الأصحاب، فافهم و اغتنم.‏

قوله:‏ و بالـعرض.‏‏[‏‏4 : 18 / 4‏‏]‏

‏معطوف علـیٰ الـزمان؛ أی الـزمان متّصل بالـعرض من جهـة إضافتـه‏‎ ‎‏إلـیٰ الـمسافـة الـتی متّصلـة بالـذات، و الـمسافـة إذا لوحظت بالإضافـة إلـیٰ‏‎ ‎‏الـزمان یکون مثالاً للـکمّ الـمتّصل الـقارّ بالـذات و بالـعرض.‏

قوله:‏ بحسب انقسامـه إلـیٰ الـساعات.‏‏[‏‏4 : 18 / 5‏‏]‏

‏بناء علـیٰ کون الـزمان الـمتّصل مقسماً لتلـک الانقسامات، لا الـزمان‏‎ ‎‏الآخر کما تقرّر تفصیلـه فی مباحث الـزمان.‏

قوله:‏ لا یتفاوت فیـه بحسب الـمدّة.‏‏[‏‏4 : 18 / 15‏‏]‏

‏مثال الـفرض الأوّل واضح. مثال الـفرض الـثانی و هو أنّ الـموجودان‏‎ ‎‏فی الـحرکـة إذا کان اشتدادهما مختلـفـة من حیث الاستقامـة و الـسیر فلابدّاً‏‎ ‎‏یزید أحدُهما علـیٰ الآخر فی الـقوّة، ولـکن بلـوغ الأوّل إلـیٰ الـمکان الـثانی‏‎ ‎‏یقع فی مدّة بلـوغ الـثانی إلـیٰ الـمکان الـثانی فلامانع عقلاً فی هذه الـتفرقـة‏‎ ‎‏و إن یتوهّم امتناعـه.‏

‏ ‏

 

کتابتعلیقات علی الحکمه المتعالیه [ص‍درال‍دی‍ن ش‍ی‍رازی ]صفحه 185