سورة البقرة

التوجیه الأوّل : وجه تأکید الجملة

التوجیه الأوّل

‏ ‏

وجه تأکید الجملة

‏ ‏

‏کان الـمقام یناسب تأکید الـجملـة بـ «إنّ» ؛ لأنّ الـمراد من «الـذین‏‎ ‎‏کفروا» فی مثلها غیر الـمراد من «الـذین کفروا» فی قولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏یَا أَیُّهَا‎ ‎الَّذِینَ کَفَرُوا لاَتَعْتَذِرُوا الْیَوْمَ‏»‏‎[1]‎‏ حسب الـظاهر ولأجل ما اشتهر عنهم: أنّ‏‎ ‎‏الـمقصود من «الـذین کفروا» فی هذه الآیـة هی الأشخاص الـمعیّـنون وإن‏‎ ‎‏اختلفوا فی تعدیدهم:‏

‏فعن ابن عبّاس: أنّهم رؤساء الـیهود الـمعاندون.‏

‏وقال الآخرون: بل الـمراد قوم من الـمشرکین، کأبی لهب وأبی جهل‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 116
‏والـولید بن الـمغیرة وأمثالـهم‏‎[2]‎‏.‏

والحقّ:‏ أنّـه لمطلق الـمعاندین حسب اقتضاء الـعموم، إلاّ أنّهم‏‎ ‎‏الـمعاندون الـمخصوصون الـذین یحقّ أن یعبّر عنهم بمثل ما فی هذه‏‎ ‎‏الـکریمـة.‏

فبالجملة:‏ الآیـة تشهد علیٰ أنّ الـمقام یناسب الـتأکید.‏

ومن هنا یظهر:‏ فساد ما عن الـکندی الـمتفلسف من توهّم: اتّحاد معنیٰ‏‎ ‎‏«زید قائم» و«إنّ زیداً قائم» و«زید لقائم» وهکذا‏‎[3]‎‏؛ غفلـة عن أنّ الـمقتضیات‏‎ ‎‏تختلف فی کیفیّـة الاستعمالات، وقد کان علم الـبلاغـة متصدّیاً لرعایـة هذه‏‎ ‎‏الـشؤون والـجهات.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 117

  • )) التحریم (66) : 7 .
  • )) راجع مجمع البیان 1 : 43 ، والتفسیر الکبیر 2 : 40 ، والبحر المحیط 1 : 50 .
  • )) التفسیر الکبیر 2 : 36 ـ 37 .