سورة البقرة

رسم الخطّ

رسم الخطّ

‏ ‏

یشکل الأمر هنا من ناحیتین:

‏الاُولیٰ:‏‏ من ناحیـة إضافـة الـواو فی کتابـة «اُولئک»، فإنّ الـمشهور‏‎ ‎‏علیٰ قراءتها بالـضمّـة من غیر إشباع، ولو فرضنا وجوب الإشباع، ولکنّـه‏‎ ‎‏لایستلزم کتابـة الـواو، فلابدّ من الالتزام بأحد أمرین: إمّا أنّ الـکتابـة غیر‏‎ ‎‏صحیحـة، أو أنّ الإشباع کان واجباً بحسب الـلغـة لا بحسب الـقراءة؛ أی‏‎ ‎‏کانت الـعرب تنطق بذلک مظهرة للواو، فعند ذلک لابدّ من الـمحافظـة علیٰ‏‎ ‎‏الـملفوظ فی الـکتابـة حسب الأصل الأوّلی الـمحرّر فیما سبق.‏

الناحیة الثانیة:‏ حذف الألف الـملفوظ من «اُولئک»، فإنّـه أیضاً إشکال‏‎ ‎‏علیهم؛ لما لابدّ من أن یکتب «اُولائک»، وهذا علیٰ أساس الأصل الـعقلی، وهو‏‎ ‎‏لزوم الـمطابقـة بین الـوجودین الـکتبی والـلفظی.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ الـخروج عن الأصل الـمزبور کان ممکناً لأجل بعض‏‎ ‎‏الـمناسبات، ومنها الإشارة الـیٰ اُصول الـلغـة، مثل کتابـة «هدیٰ» بالـیاء‏‎ ‎‏إشارة الـیٰ أنّها یائیـة، أو کتابـة «الـصلاة» بالـواو إیماءً الـیٰ أنّها واویـة‏‎ ‎‏حسب اختلاف مسالـکهم فی تلک الـمسألـة، ولکن الـخروج هنا غیر ممکن‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 76
‏لعدم الـمناسبات الـمقتضیـة؛ لما عرفت فی بحث الـصرف والـلغـة: أنّـه لا‏‎ ‎‏أصل لمثلـه، ولا مفرد من لفظـه، فیحمل علیٰ الـغلط الـذی لابدّ من‏‎ ‎‏الـمحافظـة علیـه؛ لما أنّ أهل الـلّغـة صنعوا بها ما صنعوا.‏

‏والـبحث حول کتابـة الـهمزة طویل الـذیل، وقد وضع فی بحوثهـا‏‎ ‎‏بعض فضلاء الـعصر رسالـة خاصّـة، تذکر فی الـکتاب لدیٰ الـمناسبات ـ إن‏‎ ‎‏شاء اللّٰه تعالـیٰ ـ والأمر بعد ذلک کلّـه سهل، لایهمّنا الـغور فیها وإتلاف‏‎ ‎‏الـوقت حولها.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 77