سورة البقرة

المسألة الثانیة : حول کلمة «مفلحون»

المسألة الثانیة

‏ ‏

حول کلمة «مفلحون»

‏ ‏

‏أفلح الـرجل: فاز وظفر بما طلب، ونجح فی سعیـه وأصاب فی عملـه،‏‎ ‎‏ومنـه ‏‏«‏قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَکَّیٰ* وَذَکَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّیٰ‏»‏‏ ، والـفلح: الـفوز بما‏‎ ‎‏یغتبط بـه، وفیـه صلاح الـحال والـبقاء والـنجاة، الـفلاح: الـنجاة والـفوز.‏‎ ‎‏هذا ما فی الـلغـة فی مادّة «الإفلاح»‏‎[1]‎‏.‏

‏ومن الـعجیب: أنّـه لایوجد فیها ثلاثی مجرّد منها یدلّ علیٰ الـفلاح‏‎ ‎‏والـفوز، بل جاءت «فَلَحَ» بمعنیٰ شقّ، وفی الـمثل: «إنّ الـحدید بالـحدید‏‎ ‎‏یُفْلَح»؛ أی یُشقّ ویُقطع، وفَلَحَ بفلان: مکر بـه، وبالـرجل فَلَحاً: نَجش علیـه.‏‎ ‎‏هذا أیضاً بحسب الـلغـة وکُتُبها‏‎[2]‎‏.‏

‏وفی بعض الـتفاسیر: فکأنّ الـمُفلِح قد قطع الـمصاعب حتّیٰ نال‏‎ ‎‏مطلوبـه، وقد یُستعمل فی الـفوز والـبقاء، وهو أصلـه أیضاً فی الـلغـة. وقال‏‎ ‎‏بعضهم هو بمعنیٰ الـفوز وأصلـه الـشقّ والـقطع‏‎[3]‎‏. انتهیٰ.‏

وغیر خفیّ:‏ فساد اجتهادهم، فإنّ الـفوز والـنجاة ربّما لایحصلان بتحمّل‏‎ ‎‏الـمصاعب، ولا معنیٰ أساساً للاجتهاد بالـنحو الـمزبور.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 69
فبالجملة:‏ یظهر من کتب الـلغـة أنّ مادّة «الـفلاح» لا استعمال لها فی‏‎ ‎‏الـثلاثی، بل هی بمعنیٰ الـفوز تجیء فی الـرباعی الـمزید، فیکون الـفلاح‏‎ ‎‏اسماً من الإفلاح، أو یقال: إنّـه لم یستعمل الإفلاح، بل یجوز أن یکون الأمر‏‎ ‎‏هکذا: أفلَح یُفلح فلاحاً، فتدبّر تعرف.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 70

  • )) أقرب الموارد 2 : 941 .
  • )) نفس المصدر .
  • )) الجامع لأحکام القرآن 1 : 182 .