المسألة الاُولیٰ
حول کلمة «اُولئکَ»
«اُولٰئکَ» اسم إشارة للجمع، یشترک فیـه الـمذکّر والـمؤنّث علیٰ الـمشهور بینهم، وقد مضیٰ أنّ أسماء الإشارات الـیٰ الـحرفیـة أقرب من الاسمیـة، فتکون حروف إشارة.
وربّما تجیء لغیر الـعقلاء: «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ کُلُّ أُولَئِکَ کَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً»؛ وذلک لأنّ صفـة الـسّؤال من أوصاف الـعقلاء.
والـمشهور عندهم أنّـه للرتبـة الـقصویٰ کـ «اُولالک». وقال بعضهم: هو للمرتبـة الـوسطیٰ قیاساً علیٰ مثل «ذا» حین ما إذا لم یُزَدْ علیـه غیر حرف
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 67
الـخطاب.
والحقّ: أنّ «اُولئک» مرکّب من الـکاف الـدالّ علیٰ الـعلامیّـة؛ أی یکون علامـة للمخاطب، وماهو للإشارة هی «اُولاء»، وهی فی حکم الـجمع ، ولا مفرد لـه من لفظـه، وعلیٰ هذا یصحّ أن یقال: «اُولئک اُولئکم واُولئکنّ» وإن لم یسمع ؛ لأنّ عدم الـسماع لاینافی صحّتـه علیٰ الـقواعد، ولو کان الـکاف داخلاً فی الـلفظ وضعاً للزم الإشارة بـه الـیٰ الـغائب، وهو أیضاً غیر معهود، ولا یوافق الـقواعد، مع أنّ الـقُرْطُبی صرّح: بأنّ الـکاف منـه للخطاب، غافلاً عن أساس الـبحث وروح الـمسألـة.
وربّما یمکن أن یتخیّـل: أنّ أصل «اُولئک» «اُولالک» . ویظهر من الـنحاس: أنّ اختلاف الـنطق من جهـة اختلاف الـبلاد، وقال: إنّ أهل نجد یقولون: «اُلاَک»، وبعضهم یقول: «اُلاَُلِک».
ومقتضی التحقیق: أنّـه لا أصل لـه، وإنّما الاختلاف من ناحیـة الـشعوب والـقبائل بلا شبهـة، وما حکاه الـنحاس من أهل نجد غیر ثابت بعدُ، وغیر مذکور عن غیره، بل فی کتاب «الـتبـیان» ما ینافیـه، کما یأتی فی ذیل بحث الـقراءة إن شاء اللّٰه تعالـیٰ.
کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 68