سورة البقرة

المسألة السادسة : حول تسمیة المعاد بالآخرة

المسألة السادسة

‏ ‏

حول تسمیة المعاد بالآخرة

‏ ‏

‏یستظهر من توصیف الـمعاد بالآخرة، أو من الـتکنّی عنها بلفظـة‏‎ ‎‏«الآخرة»: أنّ الـدار الآخرة والـنشأة الآتیـة متأخّرة فی الـوجود، وهذه‏‎ ‎‏الـنشأة متقدّمـة علیها تقدّماً تکوینیّـاً، وربّما یعبّر عن هذه الـنشأة بالـدار‏‎ ‎‏الاُولیٰ مقابل الآخرة، وهذا یناسب أیضاً قول من یقول لا خارجیّـة لها وراء‏‎ ‎‏خارجیّـة أهل الآخرة، فإنّ الـمتأخّر وجوداً تکویناً معلول الـمتقدّم، وکیف‏‎ ‎‏یُعقل أن یکون الـفیض نازلاً الـیٰ الـمادّة أوّلاً ثمّ الـیٰ الـمجرّد ثانیاً، ولایکون‏‎ ‎‏الـدار الآخرة متحصّلـة من هذه الـدار لأجل أنّ أهلها یسیرون ویمرّون‏‎ ‎‏علیها؟!‏

اللهمّ إلاّ أن یقال:‏ إنّ الـتوصیف بالآخرة لأجل تأخّر نزول أهلها الـیها،‏‎ ‎‏فإنّهم ینزلون أوّلاً الـیٰ هذه الـنشأة، ثمّ الـیٰ تلک الـنشأة، فافهم وتدبّر، وهنا‏‎ ‎‏بعض دقائق اُخر یأتی تفصیلها فی الـمناسبات الاُخر إن شاء اللّٰه تعالـیٰ.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 47