سورة البقرة

البحث الثالث : حول «ما أُ‏‏نْزِلَ من قبلک

البحث الثالث

‏ ‏

حول ‏«‏‏ما أُ نْزِلَ من قبلک‏‏»‏

‏ ‏

‏ربّما یخطر بالـبال أن یقال: إنّ الـطبع کان علیٰ أن تُنزّل الآیـة هکذا:‏‎ ‎‏«والـذین یؤمنون بما اُنزل الـیک وما أنزلناه من قبلک»؛ لقولـه تعالـیٰ: ‏‏«‏وَمِمَّا‎ ‎رَزَقْنَاهُمْ یُنْفِقُونَ‏»‏‏.‏

‏وقال أبوحیّـان: وهو عندی من الالتفات، فخرج من الـمتکلّم الـیٰ‏‎ ‎‏الـغائب‏‎[1]‎‏.‏

‏وفیـه مالایخفیٰ؛ لأنّ الـبحث حول وجـه الالتفات لو صحّ مثلـه،‏‎ ‎‏ومجرّد کونـه من الالتفات عنده لایکفی لحمل الـکلام الإلهی علیـه.‏

أقول:‏ سیظهر سرّ الإتیان بصیغـة الـمجهول فی بحوث عقلیّـة ـ إن شاء‏‎ ‎‏اللّٰه تعالـیٰ ـ فإنّ من الـممکن أن یستدلّ بعض الـقاصرین بهذه الآیـة علیٰ أنّ‏‎ ‎‏حدیث «امتناع صدور الـکثیر من الـواحد» ممّا لا أصل لـه؛ نظراً الـیٰ ما‏‎ ‎‏یتراءیٰ منها من صدور الـکتب الـکثیرة منـه تعالـیٰ.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 25

  • )) البحر المحیط 1 : 42 / السطر 14 .