سورة البقرة

رسم الخطّ والکتابة

رسم الخطّ والکتابة

‏ ‏

‏قد اشتهر فی أدب الـخطّ والـکتاب أن یکتب «الـیٰ» و«علیٰ» و«لدیٰ»‏‎ ‎‏وبعض آخر بالـیاء، وهو خلاف الأصل الـمحرّر من لزوم مطابقـة الـوجود‏‎ ‎‏الـکتبی مع الـوجود الـلفظی وعلیٰ هذا الأصل لابدّ وأن یکتب فی صورة‏‎ ‎‏الإضافـة: إلاک وعلاک ولداک.‏

‏وقد یقال: إنّ الألف غُیِّرت مع الـمضمر فاُبدلت یاءً؛ لیفصل بین الألف فی‏‎ ‎‏آخر الاسم الـمتمکّن، وبینها فی آخر الاسم الـغیر الـمتمکّن، الـذی تکون‏‎ ‎‏الإضافـة لازمـة لـه؛ ألا تریٰ أنّ «الـیٰ» و«علیٰ» و«لدیٰ» لاتنفرد عن‏‎ ‎‏الإضافـة، فشُبّهت بها «کِلا» إذا اُضیفت الـیٰ الـمضمر؛ لأنّها لاتنفرد ولا تکون‏‎ ‎‏کلاماً إلاّ بالإضافـة‏‎[1]‎‏. انتهیٰ.‏

أقول:‏ لا شبهـة فی لزوم قراءة «الـیک» و«علیک» بالـیاء، وعلیـه‏‎ ‎‏الـشهرة الـقویّـة جدّاً. فعلیٰ هذا لایجوز حسب الأصل الـمزبور کتابتها‏‎ ‎‏بالألف.‏


کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 19
‏وأمّا کتابتها بها فی صورة غیر الإضافـة، کقولنا: «اللهمّ صلِّ علیٰ محمّد‏‎ ‎‏وآل محمّد»، فهی خلاف الأصل الـمزبور إلاّ أنّ لزوم إظهار الـیاء فی صورة‏‎ ‎‏الإضافـة، کافٍ فی ترخیص کتابتها بالـیاء مطلقاً؛ حذراً عن بعض الاشتباهات‏‎ ‎‏الـناشئـة من الـرسم، ومنها: أنّ «علا» و«إلاّ» وغیر ذلک من الـحروف، قد‏‎ ‎‏تکون فعلاً ماضیاً أو اسماً مُعرباً، ولحصول الـفرق بین «علا» الـذی هو فعل،‏‎ ‎‏وبین «علیٰ» الـذی هو حرف، کُتبت بالـیاء مطلقاً، فلایلزم خلاف الأصل‏‎ ‎‏الـمحرّر، فلاتخلط.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 20

  • )) مجمع البیان 1 : 40 .