سورة البقرة

النحو و الإعراب

النحو والإعراب

‏ ‏

قد اشتهر عنهم :‏ أنّ الآیـة عطف علیٰ سابقتها، فتکون فی مورد الـخفض‏‎ ‎‏علیٰ الـنعت للمتّقین أو الـبدل، ویمکن أن تکون علیٰ الـنصب للمدح علیٰ‏‎ ‎‏الـقطع، أو بإضمار فعل، وعلیٰ الـرفع قطعاً؛ أی «وهم الـذین»، أو علیٰ الابتداء‏‎ ‎‏والـخبر.‏

‏ومن الـممکن أن یعتبر وصفاً للمتّقین وقیداً أو عطف بیان، أو یعتبر وصفاً‏‎ ‎‏للموصول الـسابق وقیداً أو عطف بیان.‏

‏ثمّ إنّ الـواو الأوّل والـثانی حرف عطف، والأوّل من عطف الـمفرد علیٰ‏‎ ‎‏الـمفرد، والـثانی من عطف الـجملـة علیٰ الـجملـة، کما لایخفیٰ. وأمّا الـواو‏‎ ‎‏الـثالـثـة فالـظاهر أنّـه حرف استئناف لقولـه: «یُوقِنُونَ» ، ومن الـممکن أن‏‎ ‎‏تکون حرف عطف؛ أی ویؤمنون بالآخرة وهم یوقنون بها، وقد حُذفت لدلالـة‏‎ ‎‏کلمـة یوقنون علیها.‏

‏ومن الـممکن أن تکون الآیـة هکذا: «والـذین یؤمنون بما اُنزل الـیک،‏‎ ‎‏والـحال أنّـه ما اُنزل من قبلک»، فتکون «ما» نافیـة أو استفهامیّـة إنکاریّـة،‏‎ ‎‏وبأنّ الـنازلـة هی الأخیرة من الـنوازل والآخرة منها یوقنون، فتکون الآخرة‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 17
‏صفـة الـنازلـة، والـمقصود هو الـکتاب، فعلیـه تکون الـواو الـثانیـة‏‎ ‎‏حالـیّـة، وتکون الآخرة صفـة للمحذوف، ولو اُرید منها الـنشأة الآخرة فلا‏‎ ‎‏محذوف؛ لأنّها وضعت بالـوضع الـتعیُّنی للنشأة الآخرة؛ حسب ما تحرّر فی‏‎ ‎‏بحث الـلّغـة والـصرف.‏

‏فما عنهم قاطبـة: أنّها نعت الـمحذوف، غیر صواب قطعاً.‏

‏ولک أن تقول: إن کانت الـباء للسببـیّـة، صحّ إرادة کلٍّ من الـمعانی‏‎ ‎‏الـشرعیّـة وغیرها من الإیمان، وإن کانت صلـة للإیمان فهو تابع للمراد من‏‎ ‎‏جملـة ‏‏«‏مَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ‏»‏‏.‏

والاحتمالات فی «ما» ثلاثـة :‏ موصولـة وموصوفـة ومصدریّـة، وعلیٰ‏‎ ‎‏الـثالـث یکون بأصل الـوحی علیـه ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏ فی الأیّام الـسابقـة.‏

‏والأظهر ما هو الـمشهور؛ لعدم جواز الـتجاوز عمّا صدّقتـه الـعقول فی‏‎ ‎‏هذه الـمواقف والـمواضیع، فلاتغترّ بما فی معرض الـذهول.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 18