سورة البقرة

القراءة وأنحاؤها

القراءة وأنحاؤها

‏ ‏

‏1 ـ قرأ الـجمهور : ‏‏«‏بِمَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِکَ‏»‏‏ مبنیّـاً للمفعول.‏

‏وقرأهما الـنخعی وأبو حیاة ویزید بن قطیب مبنیّـاً للفاعل.‏

‏وقُرئ شاذّاً بتشدید الـلام. وقیل فی وجهـه: إنّـه أسکن لام «اُنزل»، کما‏‎ ‎‏اُسکن وضّاح آخر الـماضی فی بعض الـمقامات، ثمّ حذف همزة «الـیٰ» ،‏‎ ‎‏ونقل کسرتها الـیٰ الـلام، فإذاً الـتقیٰ الـمِثْلان من کلمتین، والإدغام ـ حینئذٍ ـ‏‎ ‎‏یکون جائزاً، فاُدغم‏‎[1]‎‏.‏

‏2 ـ قرأ الـجمهور: «یوقنون» بواو ساکنـة بعد الـیاء، وهی مُبدلـة من‏‎ ‎‏یاء؛ لأنّـه من «أیقن».‏

‏وقرأ أبو حیّـة الـنمری بهمزة ساکنـة بدل الـواو.‏

‏وقیل: إنّ الأصحاب رخّصوا فی ذلک لدیٰ الـضرورة، وقالـوا: إنّ هذه‏‎ ‎‏الـواو لمّا جاورت الـمضموم فکانت الـضمّـة فیها، وهم یُبدلون من الـواو‏‎ ‎‏الـمضمومـة همزة، فقالـوا فی کلمـة «وجوه» و«وقّتتْ»: «اُجوه» و«اُقِّتَتْ»،‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 14
‏فأبدلوا عن هذه همزة؛ إذ قدّروا الـضمّـة فیها‏‎[2]‎‏.‏

‏3 ـ الـجمهور علیٰ تسکین لام الـتعریف من الآخرة.‏

‏وأمّا ورش ـ الـذی هو من الـشاذّ فی الـقراءات الـنادرة ـ فیحذف‏‎ ‎‏وینقل الـحرکـة الـیٰ الـلام‏‎[3]‎‏. وقیل: کان یقف حمزة قبل الـهمزة من الآخرة،‏‎ ‎‏فیسکت علیٰ الـلام شیئاً، ثمّ یبتدی بالـهمزة، والـباقون علیٰ خلافـه‏‎[4]‎‏.‏

‏وهذه الـخلافات ناشئـة من اختلاف الـقبائل والأقطار، واختلاف‏‎ ‎‏لهجتهم وسهولـة الأداء وصعوبتـه.‏

‏4 ـ قد مـرّ بعض الـکلام حول اختلافهم فی قراءة «یؤمنون» بإبراز‏‎ ‎‏الـهمزة وعدمـه‏‎[5]‎‏.‏

‏5 ـ أهل الـحجاز غیر ورش وأهل الـبصرة لایمدّون حرفاً لحرف، وهو‏‎ ‎‏أن تکون الـمدّة من کلمـة والـهمزة من اُخریٰ نحو ‏‏«‏بِمَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ‏»‏‏، وأمّا‏‎ ‎‏أهل الـکوفـة وابن عامر وورش فیمدّون‏‎[6]‎‏.‏

‏6 ـ عن حمزة یجوز الـسکتـة فیقرأ: ‏‏«‏بِمَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ‏»‏‏، ووافقـه‏‎ ‎‏الـکسائی وعاصم علیٰ خلاف‏‎[7]‎‏.‏

وبالجملة:‏ قرأ بالـمدّ عاصم وعلی وحمزة وخلف وابن ذکوان،‏

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 15
‏فلایفرّقون بین مدّ الـکلمـة والـکلمتین، وکذلک رویٰ ورش عن نافع،‏‎ ‎‏والـباقون یفرّقون، فیمدّون الـکلمـة، ولایمدّون الـکلمتین، فأطول الـناس مدّاً‏‎ ‎‏ورش عن نافع وحمزة وخلف فی اختیاره والأعشیٰ، ومدّهم بمنزلـة أربع‏‎ ‎‏ألـفات ، وأوسطهم مدّاً علی وابن ذکوان وعاصم غیر الأعشیٰ ، وأقصرهم مدّاً‏‎ ‎‏ابن کثیر وأبوجعفر ونافع غیر ورش وأبو عمرو وسهل ویعقوب وهشام.‏

ولنعم ما أفاده الوالد المحقّق مدّ ظلّه:‏ أساس اختلافات الـقُرّاء، واختلاف‏‎ ‎‏أرباب الـقراءة وأصحاب الـحرکات والـسکنات، ینشأ عن بعض الاُمور‏‎ ‎‏الـذی لاینبغی أن نشیر الـیـه الآن، ولم یکن للعرب قبل الـقرآن هذه‏‎ ‎‏الـتسویلات والـتهذیات، مع أنّ أشعار الأسبقین والـمتون قبل الإسلام، لاتفرق‏‎ ‎‏عن الـقرآن فی الأسالـیب الـعربیّـة، فکأنّ هذه الـمأدُبـة سیقت لأن یُرتزق‏‎ ‎‏حولها جمع من الـمرتزقـة، وفی جنبها سیاسـة تعطیل علوم الـقرآن والـتدبّر‏‎ ‎‏والـتفکّر فی معارفـه؛ بصرف الـعمر والـوقت فی الآداب والـقراءة. نعوذ باللّٰه‏‎ ‎‏تعالـیٰ من الـشیطان ومکایده الـدقیقـة.‏

‎ ‎

کتابتفسیر القران الکریم: مفتاح أحسن الخزائن الالهیة (ج. 3)صفحه 16

  • )) البحر المحیط 1 : 41 ـ 42 .
  • )) البحر المحیط 1 : 42 / السطر 2 وما بعده .
  • )) البحر المحیط 1 : 41 / السطر 30 .
  • )) مجمع البیان 1 : 39 .
  • )) سورة البقرة ، الآیة 3 ، القراءة .
  • )) مجمع البیان 1 : 39 .
  • )) راجع نفس المصدر .