المقصد الأوّل موضوع الاُصول وتعریفه مع نبذة من مباحث الألفاظ

الأمر الأوّل : فی تحریر مصبّ النزاع

الأمر الأوّل : فی تحریر مصبّ النزاع

‏ ‏

اعلم :‏ أنّ البحث فی المشتقّات؛ حول أنّ الهیئات الجاریة علی الذوات‏‎ ‎‏الموضوعة بالوضع النوعیّ ـ من غیر النظر إلی الموادّ والموارد الخاصّة من‏‎ ‎‏الاستعمالات ـ موضوعة للأعمّ، أو الأخصّ، فما کان من الهیئات غیر الجاریة‏‎ ‎‏علی الذوات ـ کهیئات الأمر والنهی، والماضی والمضارع، وکالمصادر وأمثالها ـ‏‎ ‎‏فهی لیست مندرجة فی أصل البحث، وإن کانت تلیق بذلک، کما یأتی فی بعض‏‎ ‎‏الاُمور الآتیة.‏

‏والمراد من قولنا : «الموضوعة بالوضع النوعیّ» الإشارة إلیٰ ما ارتکبه جمع‏

کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 337
‏ـ ومنهم «الکفایة» والعلاّمة الأراکیّ ‏‏رحمه الله‏‎[1]‎‏ـ من توهّم خروج ذاتیّات بابی‏‎ ‎‏الإیساغوجی والبرهان، وعرضیّات الباب الأوّل أیضاً؛ لعدم إمکان خلوّ الذات منها‏‎ ‎‏فی زمن حتّیٰ یبحث عنها. ومنهم العلاّمة النائینیّ ؛ لتصریحه «باختصاص النزاع‏‎ ‎‏بالعناوین العرضیّة المتولّدة من قیام إحدی المقولات بمحالّها»‏‎[2]‎‏.‏

‏وأنت خبیر بما فی ذلک؛ لأنّ الخصوصیّة المزبورة ـ وهی عدم فقدان الذات‏‎ ‎‏لتلک الأوصاف، وثبوت التلازم العقلیّ بین الذاتیّات الاشتقاقیّة والذوات ـ جیئت‏‎ ‎‏من الموادّ وتلک الموارد، وإلاّ فلاتدلّ الهیئة فی الکلّ إلاّ علی المعنی الواحد،‏‎ ‎‏فلاینبغی الخلط بین هذه الاُمور الواضحة.‏

‏وتوهّم تعدّد الوضع فی الهیئات المزبورة، أفحش فساداً.‏

‏وکأنّهم ظنّوا أنّ القائل بالأعمّ یقول: بأنّ الهیئة فی کلّ مورد تدلّ علیه، فإذا‏‎ ‎‏لاحظوا ذلک فی الطوائف الثلاث من المشتقّات الجاریة علی الذوات المشار إلیها،‏‎ ‎‏ورأوا أنّ ذلک ـ غیر معقول هناک، قصروا محلّ البحث فی المقولات والأعراض‏‎ ‎‏المصطلحة فی باب البرهان، أو المرادة من المقولات العشر، غفلةً عن ‏‏«‏إنَّ الظَّنَّ‎ ‎لاٰیُغْنِی مِنَ الْحَقِّ شَیْئَاً‏»‏‎[3]‎‏.‏

فبالجملة :‏ عنوان المسألة ـ وهو قولهم: «إنّ الهیئة فی المشتقّات الجاریة،‏‎ ‎‏موضوعة لذات المتلبّس بالمبدأ بالفعل، أوللأعمّ منه وممّا انقضیٰ» ـ لایستدعی کون‏‎ ‎‏کلّ مورد من الموارد التی تحمل فیها تلک المشتقّات علی الذوات، أن یکون المبدأ‏‎ ‎‏قابلاً للزوال عن الذات، أوکون موضوعه مندرجاً تحت الزمان، وداخلاً فیالزمانیّات.‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 338
‏نعم، لو کان فی جمیع الموارد التلازم الثبوتیّ العقلیّ بین الذوات والمبادئ،‏‎ ‎‏کان البحث لغواً، وأمّا إذا وجدنا الأوصاف المفارقة، فالبحث الکلّی المزبور ینتج‏‎ ‎‏عند زوال تلک الأوصاف، فلاتخلط.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 339

  • )) کفایة الاُصول: 58 ، نهایة الأفکار 1: 128.
  • )) فوائد الاُصول (تقریرات المحقّق النائینی) الکاظمی 1: 83 .
  • )) یونس (10) : 36 .