کتاب الطهارة

اعتبار تغیّر الماء بسبب النجاسة

مسألة 6 : المناط تغیّر أحد الأوصاف الثلاثة.

‏______________________________________________________________________________‏

‏ ‏

‏ ‏

قوله مدّ ظلّه: «أحد الأوصاف».

‏بلا خلاف، فلا تعتبر الـثلاثـة مجموعةً، وهو مقتضیٰ کثیر من الأخبار‏‎[1]‎‏.‏

‏نعم، فی الـروایات صحیح حَریز بن عبداللّٰه، عن أبی عبداللّٰه ‏‏علیه السلام‏‏ أنّـه‏‎ ‎‏قال: ‏«کلّما غلب الماء علیٰ ریح الجیفة، فتوضّأ من الماء واشرب، فإذا تغیّر‎ ‎الماء وتغیّر الطعم، فلا توضّأ منه، ولا تشرب»‎[2]‎‏.‏

‏ومثلـه خبر أبی خالـد الـقمّاط‏‎[3]‎‏.‏

وتوهّم:‏ أنّـه إن أمکن عرفاً الـجمع بینهما فهو، وإلاّ فالـخبران معرض‏‎ ‎‏عنهما، مع ما فی سند الـخبر الـثانی.‏

مندفع: ‏بعدم موهنیّـة هذا الإعراض الـواضح الاستـناد، وسند الـثانی‏‎ ‎‏یصحّ عندهم بحمّاد بن عیسیٰ؛ فإنّـه من أصحاب الإجماع.‏

‏نعم، الـترجیح مع الـطائفـة الاُولیٰ، ومجیءُ «أو» بمعنی الـواو ـ ولو‏‎ ‎‏کان فی الـکتاب الإلهیّ ـ لا یکفی، کما لا یخفیٰ.‏


کتابمستند تحریر الوسیله (ج. ۱)صفحه 33

‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏

‏______________________________________________________________________________‏

‏ ‏

بقی شیء:‏ وهو أنّ الـمشهور کفایـة الـتغیّر بالـلّون‏‎[4]‎‏، وربّما یناقش‏‎ ‎‏فیـه بخلوّ الأخبار منـه، وهو فی محلّ الـمنع؛ لاشتمال الـنبویّ‏‎[5]‎‏ وحدیثی‏‎ ‎‏الـعلاء بن الـفضیل‏‎[6]‎‏ وشهاب بن عبد ربّـه‏‎[7]‎‏ علیـه.‏

‏والـمناقشةُ فی الـنبوی بما مرّ‏‎[8]‎‏، وفی الـثانی بوجود محمّد بن سِنان‏‎ ‎‏فیـه، وفی الـثالـث من جهات کثیرة، قابلةٌ للدفع، بعد صراحة کلمات‏‎ ‎‏الأقدمین‏‎[9]‎‏ فیـه، مع مساعدة الاعتبار لـه.‏

‏والإشکال الـعقلیّ: بسبق الـطعم والـریح علی الـلّون‏‎[10]‎‏، فلا وجـه لعدّه‏‎ ‎‏کما فی «الـحدائق»‏‎[11]‎‏، أو الـمناقشـة: بأنّ الـلّون غیر موجود إلاّ فی الـنهار،‏‎ ‎

کتابمستند تحریر الوسیله (ج. ۱)صفحه 34
بسبب النجاسة وإن کان من غیر سنخ النجس، فلو اصفرّ الماء مثلاً بوقوع الدم‎ ‎فیه تنجّس.

‏______________________________________________________________________________‏

‏ ‏

‏ ‏

‏دون الـلّیالـی، أو فی حال وجود الأنوار، دون صورة فقدها؛ لأنّ الألوان من‏‎ ‎‏الأنوار، ولعلّ إهمال الأخبار بالـنسبـة إلـیـه کثیراً؛ للإشارة إلـیٰ هذه الـنکتـة،‏‎ ‎‏قابل للدفع بحسب الـفهم الـعرفیّ والـمسامحـة الـعقلائیّـة، فتأمّل .‏

‏ ‏

قوله مدّ ظلّه: «بسبب النجاسة».

‏للإطلاق الـمعتضد بالاعتبار؛ بناءً علی الـقول: بنجاسـة الـماء الـمتغیّر.‏

‏وتوهّم الانصراف لأجل قلّـة الـوجود والاتفاق، أو لأجل اُنس الـذهن‏‎ ‎‏بالـمسانخـة بین الـعلّـة والـمعلول، لا یرجع إلـیٰ محصّل.‏

‎ ‎

کتابمستند تحریر الوسیله (ج. ۱)صفحه 35

  • )) وسائل الشیعة 1 : 137 ، کتاب الطهارة ، أبواب الماء المطلق ، الباب 3 .
  • )) تهذیب الأحکام 1 : 216 / 625 ، وسائل الشیعة 1 : 137 ، کتاب الطهارة ، أبواب الماء المطلق ، الباب 3 ، الحدیث 1 .
  • )) تهذیب الأحکام 1 : 40 / 112 ، وسائل الشیعة 1 : 138 ، کتاب الطهارة ، أبواب الماء المطلق ، الباب 3 ، الحدیث 4 .
  • )) مدارک الأحکام1:57، حبل المتین 106/السطر 13، ذخیرة المعاد: 116/ السطر37 .
  • )) المعتبر 1 : 40 ، وسائل الشیعة 1 : 135 ، کتاب الطهارة ، أبواب الماء المطلق ، الباب 1 ، الحدیث9 .
  • )) تهذیب الأحکام 1 : 415 / 1311 ، وسائل الشیعة 1 : 139 ، کتاب الطهارة ، أبواب الماء المطلق ، الباب 3 ، الحدیث 7 .
  • )) بصائر الدرجات : 258 ، الجزء الخامس ، الباب 10 ، الحدیث 13 ، وسائل الشیعة 1 : 161 ، کتاب الطهارة ، أبواب الماء المطلق ، الباب 9 ، الحدیث 11 .
  • )) تقدّم فی الصفحة : 29 .
  • )) المقنعة : 64 ، المبسوط 1 : 6 ، تذکرة الفقهاء 1 : 15 ، المسألة 2 .
  • )) حبل المتین : 106 / السطر 15 .
  • )) الحدائق الناضرة 1 : 181 .