المبحث الأوّل فیما یتعلّق بماهیّة الصوم

فذلکة البحث: فی الأوامر والنواهی الواردة فی المرکبات

فذلکة البحث: فی الأوامر والنواهی الواردة فی المرکبات

‏ ‏

‏إنّ الـمساعد علیـه الاعتبار، والـمناسب لـفهم الـعرف والـعقلاء فی‏‎ ‎‏أمثال الأوامر والـنواهی الـواردة حول الـمرکّبات الـشرعیّـة والـعرفیّـة، أنّها‏‎ ‎‏لیست إلاّ لأمرین:‏

‏إمّا إفادة الـشرطیّـة والـمانعیّـة الـمنتهیـة إلیٰ بطلان الـمرکّب فی‏‎ ‎‏صورة الإخلال به .‏

‏وإمّا إفادة دخالـة الـمأمور بـه فی کمال الـمرکّب، والـمنهیّ عنـه فی‏‎ ‎‏نقصـه ومنقصتـه.‏

‏وأمّا کون الـمأمور بـه مستحبّاً نفسیّاً حال الإتیان بالـمرکّب، أو کون‏‎ ‎‏الـمنهیّ عنـه مکروهـاً أو حرامـاً حال الـتلبّس بـه، فهو ـ مضافاً إلـیٰ شبهـة‏‎ ‎‏فی امتناعـه محرّرة فی محلّـها‏‎[1]‎‏ ـ غیر صحیح حسب الـذوق الـعرفیّ.‏

‏وممّا یؤیّد أنّ الارتماس هنا لـیس فی حدّ ذاتـه مکروهاً ولا حراماً؛‏‎ ‎‏نسبـة تضرّر الـصائم بـه، بعد کونـه لـیس ضراراً بالـغاً إلـیٰ حدّ الـبطلان کما‏‎ ‎‏عرفت.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الصومصفحه 375
‏وممّا یؤیّد ذلک: أ نّ الالتزام بالـحرمـة والـکراهـة الـنفسیّـة لـعنوان‏‎ ‎‏«الارتماس» ذاتاً بعید، ومقتضی الـنصّ والـفتویٰ إفاضـة الـماء علی الـرأس،‏‎ ‎‏وارتماس الـرأس تدریجاً ـ بنحو یعقب بعضـه بعضاً، ویخرج الـطرف الآخر‏‎ ‎‏منـه ـ جائز حسب الـفتویٰ وغیر ذلک، بل قیل: بجواز الـرأس بلا بدن‏‎[2]‎‏،‏‎ ‎‏ولکنّ ارتماس الـرأس بمجموعـه حرام مثلاً، أو مکروه، فإنّـه ممّا لا یساعده‏‎ ‎‏الـفقـه والـفقاهـة، بخلاف تنقّص الـصوم بورود هذه الاُمور علیـه؛ لأنّها‏‎ ‎‏توجب الاختلال فیما هو حکمـة الـجعل ونکتـة الـتشریع، فالأقرب ما أبدعناه‏‎ ‎‏إنصافاً، فلاحظ جیّداً.‏

‏وعلی هذا یسقط فروع الـمسألـة، ومن شاء الاطّلاع علی بعض منها‏‎ ‎‏فلیراجع «مستند الـتحریر»‏‎[3]‎‏ وغیره‏‎[4]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الصومصفحه 376

  • )) تحریرات فی الاُصول 4 : 270 .
  • )) مستند الشیعة 10 : 264 .
  • )) مستند تحریر الوسیلة ، المؤلف قدس سره 1 : 276 .
  • )) العروة الوثقیٰ 2 : 184 ، کتاب الصوم ، فصل فی المفطرات ، المسألة 30 وما بعدها .