المبحث الأوّل فیما یتعلّق بماهیّة الصوم

التمسّک بالأخبار لإثبات اعتبار النیّة

التمسّک بالأخبار لإثبات اعتبار النیّة

‏ ‏

‏وهنا وجـه آخر یتأیّد بـه مقالـة الـمشهور؛ وهی الأخبار:‏

ومنها:‏ ما رواه «الـوسائل» فی الـباب الـثانی، من أبواب وجوب‏‎ ‎‏الـصوم، بسند معتبر، عن عمّار الـساباطیّ، عن أبی عبداللّٰه ‏‏علیه السلام‏‏ : عن الـرجل‏‎ ‎‏یکون علیـه أیّام من شهر رمضان... إلـی أن قال: سئل فإن کان نوی الإفطار،‏‎ ‎‏یستقیم أن ینوی الـصوم بعدما زالـت الـشمس؟‏

‏قال: ‏«لا...»‎[1]‎‏ الـحدیث.‏

‏فإنّ موضوعها وإن کان الـواجب غیر الـمعیّن، إلاّ أنّ مقتضیٰ فساد‏‎ ‎‏الـصوم بلا نیّـة قبل الـزوال فی هذه الـصورة؛ هو الـفساد فیما نحن فیـه قطعاً.‏

‏اللهمّ إلاّ أن یقال: إنّ الـمفروض هی نیّـة الإفطار، وماهو محلّ الـکلام‏‎ ‎‏هو الـفارغ عن الـنیّـة، لا الـناوی لـضدّ الإمساک؛ وهو الإفطار، فلاتصیر‏‎ ‎‏شاهدة علیٰ عدم کفایـة الـنیّـة الـمتوسّطـة بین الـحدّین.‏

ومنها:‏ ما فی الـباب الـمزبور عن هشام بن سالـم، عن أبی عبداللّٰه ‏‏علیه السلام‏‎ ‎‏قال قلت لـه: الـرجل یصبح ولاینوی الـصوم، فإذا تعالـی الـنهار حدث لـه‏‎ ‎‏رأی فی الـصوم.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الصومصفحه 171
‏فقال: ‏«إن هو نوی الصوم قبل أن تزول الشمس حسب له یومه، وإن‎ ‎نواه بعد الزوال، حسب له من الوقت الذی نویٰ»‎[2]‎‏.‏

‏فإنّ مقتضیٰ إطلاقـه بطلان الـصوم الـمعیّن إذا نواه بعد الـزوال.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ الـروایـة لـو صحّ الاستناد إلـیها لـبطلان هذا الـرأی،‏‎ ‎‏یلزم صحّـة الاستناد إلـیها لـصحّـة مذهب الـسیّد‏‎[3]‎‏.‏

والإنصاف:‏ أنّ موردها الـواجب غیر الـمعیّن؛ لـقولـه: «حدث لـه رأی‏‎ ‎‏فی الـصوم» فتکون بالأولویّـة شاهدة علیٰ بطلان قول ابن الـجنید‏‎[4]‎‏.‏

‏وأمّا مقالـة الـسیّد فهی فی هذا الـوجـه أقویٰ من قولـه؛ لـما أنّ فی‏‎ ‎‏الأخبار بعض الإطلاقات ـ کما عرفت ـ الـتی تؤیّد اشتراک الـصوم الـمعیّن مع‏‎ ‎‏غیر الـمعیّن فی سعـة الـنیّـة، وکفایتها قبل الـزوال.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الصومصفحه 172

  • )) تهذیب الأحکام 4 : 280 / 847 ، وسائل الشیعة 10 : 13، کتاب الصوم ، أبواب وجوب الصوم ، الباب 2 ، الحدیث 10 .
  • )) تهذیب الأحکام 4 : 188 / 532 ، وسائل الشیعة 10 : 12، کتاب الصوم ، أبواب وجوب الصوم ، الباب 2 ، الحدیث 8 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 168 ، الهامش 4 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 169 ، الهامش 1 .