المبحث الأوّل فیما یتعلّق بماهیّة الصوم

الفصل الرابع عدم الفرق بین الصیام الواجب والمستحبّ فی اعتبار التعیین

الفصل الرابع عدم الفرق بین الصیام الواجب والمستحبّ فی اعتبار التعیین

‏ ‏

‏قضیّـة ما مرّ‏‎[1]‎‏ من اعتبار الـتعیـین ولحاظ الـقیود اللحاظیّـة‏‎ ‎‏الـملاکیّـة فی مقام الامتثال، عدم الـفرق بین الـصیام الـواجب والـمستحبّ.‏‎ ‎‏وفیما کان الـصوم الـمندوب ممتازاً ـ لأجل الـلابدّیّـة الـعقلیّـة، کما أشرنا‏‎ ‎‏إلـیها ـ فهو غیر معتبر فی مقام الامتثال.‏

‏وفیما إذا لـم یتمکّن الـعبد من الـفرار من الـمحذور الـعقلیّ ـ وهو‏‎ ‎‏لـزوم الـترجیح بلا مرجّح، أو الـقول بعدم الإجزاء ـ فعلیـه لـحاظ مایمتاز بـه‏‎ ‎‏الـمأتیّ بـه ـ حتّیٰ لایلزم الـمحذور الـمشار إلـیـه ـ معتبر جدّاً، وإلاّ یشکل‏‎ ‎‏الـصحّـة.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الصومصفحه 65
مثلاً:‏ إذا صام بلا لـحاظ لـون خاصّ، فإمّا یسقط أحد الأوامر‏‎ ‎‏الـمتوجّهـة إلـیـه، أو لایسقط، فإن سقط فهو من الـترجیح بلا مرجّح، وإن لـم‏‎ ‎‏یسقط فهو من الـتفکیک بین الـعلّـة والـمعلول؛ لأنّ سقوط الأمر بعد الإتیان‏‎ ‎‏بالـمتعلّق قهری، فمنـه یعلم لـزوم الـتعیـین. إلاّ إذا کان نفس الـصوم‏‎ ‎‏الـخالـی من اللون ذا مصلحـة، وکان الـقید الـمأخوذ فی الأمر من الـلابدّیّـة‏‎ ‎‏الـعقلیّـة کما عرفت، فإنّـه یقع صحیحاً قهراً، وطبعاً یکون الأمر الـمتوجّـه‏‎ ‎‏إلـیـه ساقطاً؛ لأنّ عدم تلوّنـه بلون وجودیّ ـ کالـکفّاریـة، والـغدیریّـة،‏‎ ‎‏والـقربانیّـة ـ یکفی لوقوع الـصوم عنـه صحیحاً.‏

فبالجملة:‏ لا فرق بین الـواجب والـمندوب.‏

‏کما لایشترط قصد الـوجـه؛ وهو الـوجوب والـندب، بل الـظاهر من‏‎ ‎‏«الـحدائق» أنّ الـذین یعتبرون قصد الـوجـه لایعتبرونـه فی صوم شهر‏‎ ‎‏رمضان؛ لعدم وقوع الـصوم الـمندوب فیـه‏‎[2]‎‏.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الصومصفحه 66

  • )) تقدّم فی الصفحة 45 .
  • )) الحدائق الناضرة 13 : 18 .