المقصد الأوّل موضوع الاُصول وتعریفه مع نبذة من مباحث الألفاظ

توضیح وتشریح : حول جامع المشتقّات وعموم الموضوع له

توضیح وتشریح : حول جامع المشتقّات وعموم الموضوع له

‏ ‏


کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 405
قد عرفت :‏ أنّ المبادئ والموادّ مختلفة‏‎[1]‎‏:‏

فمنها :‏ ماهی القائمة بالذوات قیامَ صدور، کـ «الضرب، والشتم».‏

ومنها :‏ ماهی القائمة بها قیام حلول، کـ «الحسن والقبح».‏

ومنها :‏ ماهی القائمة بها قیام تعلّق، کـ «اللبن والتمر» فی «اللابن والتامر».‏

ومنها :‏ ماهی المحقّقة للذوات والمقوّمة لها خارجاً، وإن کانت متعلّقة بها‏‎ ‎‏ذهناً، کالوجود بناءً علی أصالة الوجود، فإنّه متقدّم علی الماهیّة تقدّماً بالحقیقة فی‏‎ ‎‏الأعیان، وعارض علی الماهیّات فی الأذهان.‏

‏وفی الجمیع یکون الموضوع له، هی الذات المبهمة والشخص الإبهامیّ، إلاّ‏‎ ‎‏أنّ مجرّد لحاظ النسبة غیر کافٍ ؛ ضرورة أنّ جمیع المشتقّات مشترکة فی ذلک،‏‎ ‎‏فیلزم الترادف، فلابدّ من ملاحظة النسبة الخاصّة، کالمحلّیة والعلّیة والواجدیّة،‏‎ ‎‏وأمثال ذلک، حتّیٰ یختصّ الوضع باسم الفاعل والصفة المشبّهة.‏

‏وحیث إنّ الذات فی بعض الموادّ علّة لها، وفی بعضها محلّ لها، وتکون‏‎ ‎‏واجدةً لها، فلابدّ من تصویر الجامع کما اُشیر إلیه‏‎[2]‎‏، فإن أمکن فهو، وإلاّ فلابأس‏‎ ‎‏بالالتزام بتعدّد الوضع، کما مرّ فی السابق تفصیله‏‎[3]‎‏، وأشرنا إلیه آنفاً.‏

‏وأمّا الموضوع له، ففی کونه خاصّاً أو عامّاً، خلاف ناشئ من الخلاف فی أنّ‏‎ ‎‏مفاد تلک الذوات الجاریة والمشتقّات المحمولة، معنی حرفیّ، أو هو کلّی، فمن قال‏‎ ‎‏بالأوّل اختار الأوّل، ومن اختار الثانی قال بالثانی.‏

وقد مرّ منّا :‏ أنّ الملازمة ممنوعة‏‎[4]‎‏، فلامنع من الالتزام بکون المعنی حرفیّاً،‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 406
‏والموضوع له عامّاً؛ لأنّ المعانی الحرفیّة المتصوّرة، بلحاظات اسمیّة اعتبرت فی‏‎ ‎‏الخارج بمفاهیمها الاسمیّة، فتکون فی الخارج متدلّیة، وفی الذهن مستقلّةً، وقد‏‎ ‎‏عرفت منّا تفصیل البحث فی المعانی الحرفیّة بالاصطلاح العقلیّ، والمعانی الحرفیّة‏‎ ‎‏بالمعنی الأعمّ منها‏‎[5]‎‏، فتدبّر.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 407

  • )) تقدّم فی الصفحة 334 ـ 335 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 312 ـ 315 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 368 ـ 371 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 268 ـ 270 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 91 ـ 98 .