إرشاد وإیقاظ : فی بیان مصحّح الحمل وهو الاتحاد الواقعی
لاشبهة فی أنّ صحّة الحمل، متقوّمة بالاتحاد بین الموضوع والمحمول، وهذا لایحصل إلاّ بین الشیء ونفسه واقعاً، واعتبارُ الاتحاد لایکفی، وإلاّ یلزم صحّة حمل کلّ شیء علی کلّ شیء، فلابدّ من اعتبار الذات فی المحمولات والجواری علی الذوات؛ حتّیٰ یصحّ الحمل.
نعم، الفرق بین الذات الواقعة موضوعاً للقضیّة الشخصیّة، والذاتِ المأخوذة فی المشتقّ: هو التحصیل، والإبهام، ولذلک صحّ الحمل.
ففی الحقیقة ماهو الصحیح من الحمل؛ هو حمل الشیء علیٰ نفسه، وجمیع القضایا الحملیّة لاشتمالها علیٰ حمل الشیء علیٰ نفسه، یصحّ فیها الحمل، وتکون الخصوصیّة المأخوذة مع الذات المبهمة، سببَ إفادة الحمل، والذاتُ المأخوذة مع تلک الخصوصیّة، سببَ صحّة الحمل، فافهم وتأمّل.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 405