إزاحة شبهة متعلّقة بالوضع المستقلّ لمادّة المشتقّات
المحکیّ عن الاُستاذ السیّد الفشارکیّ: أنّ مادّة المشتقّات لو کانت مخصوصة بوضع للزم دلالتها علیٰ أمر غیر مادلّ علیها الهیئة، وهو خلاف الضرورة. وحدیث البساطة والترکیب، غیر القول بتعدّد المعنیٰ، وهذا ممّا لم یقل به أحد.
وقد یقال : بأنّ قضیّة اختصاصها بوضع، دلالتها علی المعنی وإن کانت الهیئة مجهولة، مع أنّ الأمر لیس کذلک.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 383
أقول : قد عرفت أنّ المحکیّ بالمادّة لیس إلاّ نفس الحدث وطبیعة المعنیٰ، ولمّا کانت هی مقرونة بخصوصیّة أو خصوصیّات فی الوجود ـ من الزمان، والمکان، والفاعل، والمفعول، والاسم الذی وقعت فیه، وهکذا من الاشتداد، والضعف، والکثرة، والوحدة ـ فلابدّ من حکایتها بأمر آخر غیر مادلّ علیٰ أصل الطبیعة.
فعندئذٍ تارة : یتوسّل إلی الوضع الشخصیّ، فیلاحظ الطبیعة مع کلّ واحدة من تلک الخصوصیّات، فیوضع بإزائها لفظ، فیکون جمیع الألفاظ جامدات. وهذا خلاف ما بنوا علیه من الوضع النوعیّ فی هذه المواقف.
واُخریٰ : یتوسّل إلی الوضع النوعیّ، فتوضع الهیئات الخاصّة والأشکال والأطوار المخصوصة؛ للدلالة علیٰ تلک الخصوصیّة، وعندئذٍ لابدّ من الالتزام بتعدّد المعنیٰ، والموضوع له، والدلالة، والاستعمال، وهکذا.
ولکن تعدّد هذه الاُمور فیما نحن فیه، لیس علیٰ نعت التفصیل والتفکیک؛ بحیث یفهمه العرف والعادة، بل المتبادر من اللفظ المتخصّص بهیئة، هو المعنی المتخصّص بخصوصیّة؛ بحیث یتوهّم الوضع الشخصیّ بین اللفظ المزبور مع المعنی المذکور.
ولولا الاتفاق وحکم الوجدان علیٰ ممنوعیّة الوضع الشخصیّ، کان القول بالوضع المزبور أقرب إلی فهم الناس، فیکون ما نحن فیه من قبیل وضع آلاف لغة مثلاً للناقة، فإنّ هذا لیس إلاّ بلحاظ الخصوصیّات الزائدة علیٰ أصل الطبیعة، وقد اُخذت تلک الخصوصیّة فی الموضوع له، فصارت الناقة ذات لغات کثیرة بالوضع
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 384
الشخصیّ، فافهم وتدبّر جیّداً.
کتابتحریرات فی الاصول (ج. ۱)صفحه 385