کتاب البیع

القول:فی السلف

‏ ‏

القول:فی السلف

‏ویقال:السلم أیضاً،و هو ابتیاع کلّی مؤجّل بثمن حالّ عکس النسیئة.ویقال ‏‎ ‎‏للمشتری:المسلم بکسر اللام،وللثمن بفتحها،وللبائع:المسلم إلیه،وللمبیع: ‏

‏المسلم فیه.و هو یحتاج إلی إیجاب وقبول،وکلّ واحد من البائع و المشتری ‏‎ ‎‏صالح لأن یوجب أو یقبل من الآخر،فالإیجاب من البائع بلفظ البیع وأشباهه ‏‎ ‎‏بأن یقول:«بعتک وزنة من حنطة بصفة کذا إلی أجل کذا بثمن کذا».ویقول ‏‎ ‎‏المشتری:«قبلت»أو«اشتریت».و أمّا الإیجاب من المشتری فهو بلفظی ‏‎ ‎‏«أسلمت»أو«أسلفت»بأن یقول:«أسلمت إلیک أو أسلفت مائة درهم-مثلاً- ‏‎ ‎‏فی وزنة من حنطة بصفة کذا إلی أجل کذا»،فیقول المسلم إلیه و هو البائع: ‏

‏«قبلت».ویجوز إسلاف غیر النقدین فی غیرهما؛بأن یکون کلّ من الثمن ‏‎ ‎‏والمثمن من غیرهما،مع اختلاف الجنس،أو عدم کونهما أو أحدهما من ‏‎ ‎‏المکیل و الموزون.وکذا إسلاف أحد النقدین فی غیرهما وبالعکس.ولا یجوز ‏‎ ‎‏إسلاف أحد النقدین فی أحدهما مطلقاً.ولا یصحّ أن یباع بالسلف ما لا یمکن ‏‎ ‎‏ضبط أوصافه التی تختلف القیمة و الرغبات باختلافها،کالجواهر و اللآلی و العقار ‏‎ ‎‏والأرضین وأشباهها؛ممّا لا یرتفع الجهالة و الغَرَر فیها إلّابالمشاهدة.بخلاف ما ‏‎ ‎‏یمکن ضبطها بما لا یؤدّی إلی عزّة الوجود،کالخضر و الفواکه و الحبوبات ‏‎ ‎

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 578
‏کالحنطة و الشعیر و الأرُز ونحو ذلک،بل البیض و الجوز و اللوز ونحوها،وکذا ‏‎ ‎‏أنواع الحیوان و الملابس و الأشربة و الأدویة بسیطها ومرکّبها.‏

‏ویشترط فیه امور:‏

‏الأوّل:ذکر الجنس و الوصف الرافع للجهالة.‏

‏الثانی:قبض الثمن قبل التفرّق من مجلس العقد،ولو قبض البعض صحّ فیه ‏‎ ‎‏وبطل فی الباقی،ولو کان الثمن دَیناً فی ذمّة البائع،فإن کان مؤجّلاً لا یجوز ‏‎ ‎‏جعله ثمناً للمسلم فیه،و إن کان حالّاً فالظاهر جوازه و إن لم یخلُ من إشکال، ‏‎ ‎‏فالأحوط ترکه،ولو جعل الثمن کلّیاً فی ذمّة المشتری،ثمّ حاسبه به بماله فی ‏‎ ‎‏ذمّة البائع المسلم إلیه،سلم عن الإشکال.‏

‏الثالث:تقدیر المبیع ذی الکیل أو الوزن أو العدّ بمقدّره.‏

‏الرابع:تعیین أجل مضبوط للمسلم فیه بالأیّام أو الشهور أو السنین ونحو ‏‎ ‎‏ذلک،ولو جعل الأجل إلی أوان الحصاد أو الدیاس ونحو ذلک بطل.ولا فرق فی ‏‎ ‎‏الأجل بعد کونه مضبوطاً بین أن یکون قلیلاً کیوم أو نصف یوم،أو کثیراً ‏‎ ‎‏کعشرین سنة.‏

‏الخامس:غلبة الوجود وقت الحلول وفی البلد الذی شرط أن یسلّم فیه ‏‎ ‎‏المسلم فیه لو اشترط ذلک؛بحیث یکون مأمون الانقطاع ومقدور التسلیم ‏‎ ‎‏عادة.‏

‏         (مسألة 1): الأحوط تعیین بلد التسلیم،إلّاإذا کان انصراف إلی بلد العقد ‏‎ ‎‏أو بلد آخر.‏

‏         (مسألة 2): لو جعل الأجل شهراً أو شهرین،فإن کان وقوع المعاملة فی أوّل ‏‎ ‎‏الشهر عدّ شهراً هلالیاً أو شهرین کذلک،ولا ینظر إلی نقصان الشهر وتمامه،و إن ‏

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 579
‏أوقعاها فی أثنائه فالأقوی التلفیق؛بأن یُعدّ من الشهر الآخر ما فات وانقضی من ‏‎ ‎‏الشهر الأوّل،فلو وقع فی العاشر وکان الأجل شهراً حلّ الأجل فی عاشر الثانی ‏‎ ‎‏وهکذا،فربما لا یکون ثلاثین یوماً،و هو ما إذا کان الأوّل ناقصاً،والأحوط ‏‎ ‎‏التصالح؛لما قیل من أنّ اللازم عدّ ثلاثین یوماً فی الفرض.‏

‏         (مسألة 3): لو جعل الأجل إلی جُمادی أو الربیع حمل علی أقربهما،وکذا ‏‎ ‎‏لو جعل إلی الخمیس أو الجمعة،فیحلّ بأوّل جزء من الهلال فی الأوّل،ومن ‏‎ ‎‏نهار الیوم فی الثانی.‏

‏         (مسألة 4): لو اشتری شیئاً سلفاً لم یجز بیعه قبل حلول الأجل؛لا علی ‏‎ ‎‏البائع ولا علی غیره؛سواء باعه بجنس الثمن الأوّل أو بغیره،وسواء کان مساویاً ‏‎ ‎‏له أو أکثر أو أقلّ،ویجوز بعده-سواء قبضه أم لا-علی البائع وغیره بجنس ‏‎ ‎‏الثمن وغیره،بالمساوی له أو بالأقلّ أو الأکثر ما لم یستلزم الربا.‏

‏         (مسألة 5): لو دفع المسلم إلیه إلی المشتری-بعد الحلول-الجنس الذی ‏‎ ‎‏أسلم فیه،وکان دونه من حیث الصفة أو المقدار،لم یجب قبوله،و إن کان مثله ‏‎ ‎‏یجب القبول کغیره من الدیون.وکذا إذا کان فوقه من حیث الصفة؛بأن کان ‏‎ ‎‏مصداقاً للموصوف مع کمال زائد.وفی غیر ذلک فالظاهر عدم وجوبه،کما إذا ‏‎ ‎‏أسلم فی الفرس الشموس وأراد إعطاء المرتاض.وکذا إذا کان أکثر منه بحسب ‏‎ ‎‏المقدار لم یجب قبول الزیادة.‏

‏         (مسألة 6): إذا حلّ الأجل ولم یتمکّن البائع من أداء المسلم فیه لعارض ‏‎ ‎‏من آفة،أو عجز له من تحصیله،أو إعوازه فی البلد مع عدم إمکان جلبه ‏‎ ‎‏من غیره،إلی غیر ذلک من الأعذار حتّی انقضی الأجل،کان المشتری بالخیار ‏

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 580
‏بین أن یفسخ ویرجع بثمنه ورأس ماله،ویصبر إلی أن یتمکّن البائع من الأداء، ‏‎ ‎‏ولیس له إلزامه بقیمته وقت حلول الأجل علی الأقوی.‏

‏ ‏

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 581