کتاب الصلاة

القول:فی أحکام الجماعة

‏ ‏

القول:فی أحکام الجماعة 

‏الأقوی وجوب ترک المأموم القراءة فی الرکعتین الاُولیین من الإخفاتیة، ‏‎ ‎‏وکذا فی الاُولیین من الجهریة لو سمع صوت الإمام ولو هَمهَمته،و إن لم یسمع ‏‎ ‎‏حتّی الهمهمة جاز بل استحبّ له القراءة.والأحوط فی الأخیرتین من ‏‎ ‎‏الجهریة ترکه القراءة لو سمع قراءته وأتی بالتسبیح،و أمّا فی الإخفاتیة فهو ‏‎ ‎‏کالمنفرد فیهما،یجب علیه القراءة أو التسبیح مخیّراً بینهما؛سمع قراءة الإمام ‏‎ ‎‏أو لم یسمع.‏

‏         (مسألة 1): لا فرق بین کون عدم السماع للبُعد أو لکثرة الأصوات أو ‏‎ ‎‏للصمم أو لغیر ذلک.‏


کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 284
‏         (مسألة 2): لو سمع بعض قراءةِ الإمام دون بعض فالأحوط ترک القراءة ‏‎ ‎‏مطلقاً.‏

‏         (مسألة 3): لو شکّ فی السماع وعدمه أو أنّ المسموع صوت الإمام أو غیره، ‏‎ ‎‏فالأحوط ترک القراءة و إن کان الأقوی جوازها.‏

‏         (مسألة 4): لا یجب علی المأموم الطمأنینة حال قراءة الإمام و إن کان ‏‎ ‎‏الأحوط ذلک،وکذا لا تجب علیه المبادرة إلی القیام حال قراءته فی الرکعة ‏‎ ‎‏الثانیة،فیجوز أن یُطیل سجوده؛ویقوم بعد أن قرأ الإمام بعض القراءة؛لو لم ‏‎ ‎‏ینجرّ إلی التأخّر الفاحش.‏

‏         (مسألة 5): لا یتحمّل الإمام عن المأموم شیئاً غیر القراءة فی الاُولیین إذا ‏‎ ‎‏ائتمّ به فیهما،و أمّا فی الأخیرتین فهو کالمنفرد؛و إن قرأ الإمام فیهما«الحمد» ‏‎ ‎‏وسمع المأموم؛مع التحفّظ علی الاحتیاط المتقدّم فی صدر الباب،ولو لم یدرک ‏‎ ‎‏الاُولیین وجب علیه القراءة فیهما؛لأنّهما أوّلتا صلاته،و إن لم یمهله الإمام ‏‎ ‎‏لإتمامها اقتصر علی«الحمد»وترک السورة ولحق به فی الرکوع،و إن لم یمهله ‏‎ ‎‏لإتمامه أیضاً فالأقوی جواز إتمام القراءة و اللحوق بالسجود،ولعلّه أحوط ‏‎ ‎‏أیضاً؛و إن کان قصد الانفراد جائزاً.‏

‏         (مسألة 6): لو أدرک الإمام فی الرکعة الثانیة تحمّل عنه القراءة فیها،ویتابع ‏‎ ‎‏الإمام فی القنوت و التشهّد،والأحوط التجافی فیه،ثمّ بعد القیام إلی الثانیة تجب ‏‎ ‎‏علیه القراءة فیها؛لکونها ثالثة الإمام؛سواء قرأ الإمام فیها«الحمد»أو التسبیح.‏

‏         (مسألة 7): إذا قرأ المأموم خلف الإمام وجوباً-کما إذا کان مسبوقاً برکعة ‏‎ ‎‏أو رکعتین-أو استحباباً-کما فی الاُولیین من الجهریة إذا لم یسمع صوت ‏

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 285
‏الإمام-یجب علیه الإخفات و إن کانت الصلاة جهریة.‏

‏         (مسألة 8): لو أدرک الإمام فی الأخیرتین،فدخل فی الصلاة معه قبل ‏‎ ‎‏رکوعه،وجبت علیه القراءة،و إن لم یُمهله ترک السورة،ولو علم أنّه لو دخل ‏‎ ‎‏معه لم یمهله لإتمام«الفاتحة»،فالأحوط عدم الدخول إلّابعد رکوعه،فیحرم ‏‎ ‎‏ویرکع معه،ولیس علیه القراءة حینئذٍ.‏

‏         (مسألة 9): تجب علی المأموم متابعة الإمام فی الأفعال؛بمعنی أن لا یتقدّم ‏‎ ‎‏فیها علیه ولا یتأخّر عنه تأخّراً فاحشاً.و أمّا فی الأقوال فالأقوی عدم ‏‎ ‎‏وجوبها عدا تکبیرة الإحرام،فإنّ الواجب فیها عدم التقدّم و التقارن،والأحوط ‏‎ ‎‏عدم الشروع فیها قبل تمامیة تکبیرة الإمام؛من غیر فرق فیما ذُکر بین ‏‎ ‎‏المسموع من الأقوال وغیره؛و إن کانت أحوط فی المسموع وفی خصوص ‏‎ ‎‏التسلیم.ولو ترک المتابعة فیما وجبت فیه عصی،ولکن صحّت صلاته وجماعته ‏‎ ‎‏أیضاً إلّافیما إذا رکع حال اشتغال الإمام بالقراءة فی الاُولیین منه ومن ‏‎ ‎‏المأموم،فإنّ صحّة صلاته فضلاً عن جماعته مشکلة بل ممنوعة،کما أنّه لو ‏‎ ‎‏تقدّم أو تأخّر فاحشاً علی وجه ذهبت هیئة الجماعة بطلت جماعته فیما ‏‎ ‎‏صحّت صلاته.‏

‏         (مسألة 10): لو أحرم قبل الإمام سهواً أو بزعم تکبیره کان منفرداً،فإن أراد ‏‎ ‎‏الجماعة عدل إلی النافلة وأتمّها رکعتین.‏

‏         (مسألة 11): لو رفع رأسه من الرکوع أو السجود قبل الإمام سهواً،أو لزعم ‏‎ ‎‏رفع رأسه،وجب علیه العود و المتابعة،ولا یضرّ زیادة الرکن حینئذٍ،و إن لم یَعُد ‏‎ ‎‏أثم وصحّت صلاته إن کان آتیاً بذکرهما وسائر واجباتهما،وإلّا فالأحوط ‏

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 286
‏البطلان،وأحوط منه الإتمام ثمّ الإعادة.ولو رفع رأسه قبله عامداً أثم وصحّت ‏‎ ‎‏صلاته؛لو کان ذلک بعد الذکر وسائر الواجبات،وإلّا بطلت صلاته إن کان الترک ‏‎ ‎‏عمداً.ومع الرفع عمداً لا یجوز له المتابعة،فإن تابع عمداً بطلت صلاته للزیادة ‏‎ ‎‏العمدیة،و إن تابع سهواً فکذلک لو زاد رکناً.‏

‏         (مسألة 12): لو رفع رأسه من الرکوع قبل الإمام سهواً،ثمّ عاد إلیه للمتابعة، ‏‎ ‎‏فرفع الإمام رأسه قبل وصوله إلی حدّ الرکوع،لا یبعد بطلان صلاته،والأحوط ‏‎ ‎‏الإتمام ثمّ الإعادة.‏

‏         (مسألة 13): لو رفع رأسه من السجود فرأی الإمام فی السجدة،فتخیّل أنّها ‏‎ ‎‏الاُولی،فعاد إلیها بقصد المتابعة،فبان کونها الثانیة،ففی احتسابها ثانیة إشکال ‏‎ ‎‏لا یترک الاحتیاط بالإتمام و الإعادة.ولو تخیّل أنّها الثانیة فسجد اخری بقصدها ‏‎ ‎‏فبان أنّها الاُولی،حُسبت ثانیة،فله قصد الانفراد و الإتمام،ولا یبعد جواز ‏‎ ‎‏المتابعة فی السجدة الثانیة وجواز الاستمرار إلی اللحوق بالإمام،والأوّل ‏‎ ‎‏أحوط،کما أنّه مع المتابعة إعادة الصلاة أحوط.‏

‏         (مسألة 14): لو رکع أو سجد قبل الإمام عمداً لا یجوز له المتابعة.و إن کان ‏‎ ‎‏سهواً فوجوبها بالعود إلی القیام أو الجلوس ثمّ الرکوع أو السجود لا یخلو من ‏‎ ‎‏وجه؛و إن لا یخلو من إشکال،والأحوط مع ذلک إعادة الصلاة.‏

‏         (مسألة 15): لو کان مشتغلاً بالنافلة،فاُقیمت الجماعة وخاف عدم ‏‎ ‎‏إدراکها،استحبّ قطعها.ولو کان مشتغلاً بالفریضة منفرداً استحبّ العدول ‏‎ ‎‏إلی النافلة وإتمامها رکعتین إن لم یتجاوز محلّ العدول،کما لو دخل فی رکوع ‏‎ ‎‏الرکعة الثالثة.‏

‏ ‏

‏ ‏

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 287