کتاب الطهارة

القول:فی الأوانی

‏ ‏

القول:فی الأوانی

‏         (مسألة 1): أوانی الکفّار-کأوانی غیرهم-محکومة بالطهارة ما لم یعلم ‏‎ ‎‏ملاقاتهم لها مع الرطوبة الساریة،وکذا کلّ ما فی أیدیهم من اللباس و الفرش ‏‎ ‎‏وغیر ذلک.نعم،ما کان فی أیدیهم من الجلود محکومة بالنجاسة؛لو علم کونها ‏‎ ‎‏من الحیوان الذی له نفس سائلة،ولم یعلم تذکیته،ولم یعلم سبق ید مسلم ‏‎ ‎‏علیها،وکذا الکلام فی اللحوم و الشحوم التی فی أیدیهم،بل فی سوقهم،فإنّها ‏‎ ‎‏محکومة بالنجاسة مع الشروط المزبورة.‏

‏         (مسألة 2): یحرم استعمال أوانی الذهب و الفضّة فی الأکل و الشرب وسائر ‏‎ ‎‏الاستعمالات؛نحو التطهیر من الحدث و الخبث وغیرها،والمحرّم هو الأکل ‏‎ ‎‏والشرب فیها أو منها،لا تناول المأکول و المشروب منها،ولا نفس المأکول ‏‎ ‎‏والمشروب،فلو أکل منها طعاماً مباحاً فی نهار رمضان لا یکون مفطراً ‏‎ ‎‏بالحرام،و إن ارتکب الحرام من جهة الشرب منها.هذا فی الأکل و الشرب. ‏

‏و أمّا فی غیرهما فالمحرّم استعمالها،فإذا اغترف منها للوضوء یکون الاغتراف ‏‎ ‎‏محرّماً دون الوضوء.وهل التناول الذی هو مقدّمة للأکل و الشرب أیضاً ‏

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 139
‏محرّم من باب حرمة مطلق الاستعمال؛حتّی یکون فی الأکل و الشرب ‏‎ ‎‏محرّمان:هما والاستعمال بالتناول؟فیه تأمّل وإشکال؛و إن کان عدم حرمة ‏‎ ‎‏الثانی لا یخلو من قوّة.‏

‏ویدخل فی استعمالها المحرّم علی الأحوط وضعها علی الرفوف للتزیین، ‏‎ ‎‏و إن کان عدم الحرمة لا یخلو من قرب.والأحوط الأولی ترک تزیین المساجد ‏‎ ‎‏والمشاهد بها أیضاً،والأقوی عدم حرمة اقتنائها من غیر استعمال.والأحوط ‏‎ ‎‏حرمة استعمال الملبّس بأحدهما إن کان علی وجه لو انفصل کان إناءً مستقلاًّ، ‏‎ ‎‏دون ما إذا لم یکن کذلک،ودون المفضّض و المموّه بأحدهما،والممتزج منهما ‏‎ ‎‏بحکم أحدهما و إن لم یصدق علیه اسم أحدهما،بخلاف الممتزج من أحدهما ‏‎ ‎‏بغیرهما؛لو لم یکن بحیث یصدق علیه اسم أحدهما.‏

‏         (مسألة 3): الظاهر أنّ المراد بالأوانی ما یستعمل فی الأکل و الشرب ‏‎ ‎‏والطبخ و الغسل و العجن،مثل الکأس،والکوز،والقصاع،والقدور،والجفان، ‏‎ ‎‏والأقداح،والطست،والسماور،والقوری،والفنجان،بل وکوز القلیان ‏‎ ‎‏والنعلبکی،بل و الملعقة علی الأحوط،فلا یشمل مثل رأس القلیان،ورأس ‏‎ ‎‏الشطب،وغلاف السیف و الخنجر و السکّین و الصندوق،وما یصنع بیتاً للتعویذ، ‏‎ ‎‏وقاب الساعة،والقندیل،والخلخال و إن کان مجوّفاً،وفی شمولها للهاون ‏‎ ‎‏والمجامر و المباخر وظروف الغالیة و المعجون و التریاک ونحو ذلک،تردّد ‏‎ ‎‏وإشکال،فلا یترک الاحتیاط.‏

‏         (مسألة 4): کما یحرم الأکل و الشرب من آنیة الذهب و الفضّة؛بوضعهما ‏‎ ‎‏علی فمه وأخذ اللقمة منها-مثلاً-کذلک یحرم تفریغ ما فیها فی إناء آخر بقصد ‏

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 140
‏الأکل و الشرب.نعم،لو کان التفریغ فی إناء آخر بقصد التخلّص من الحرام ‏‎ ‎‏لا بأس به،بل ولا یحرم الأکل و الشرب من ذلک الإناء بعد ذلک،بل لا یبعد أن ‏‎ ‎‏یکون المحرّم فی الصورة الاُولی أیضاً نفس التفریغ فی الآخر بذلک القصد،دون ‏‎ ‎‏الأکل و الشرب منه،فلو کان الصابّ منها فی إناء آخر بقصد أکل الآخر أو شربه، ‏‎ ‎‏کان الصابّ مرتکباً للحرام بصبّه،دون الآکل و الشارب.نعم،لو کان الصبّ بأمره ‏‎ ‎‏واستدعائه لا یبعد أن یکون کلاهما مرتکباً للحرام:المأمور باستعمال الآنیة، ‏‎ ‎‏والآمر بالأمر بالمنکر؛بناءً علی حرمته،کما لا تبعد.‏

‏         (مسألة 5): الظاهر أنّ الوضوء من آنیة الذهب و الفضّة کالوضوء من الآنیة ‏‎ ‎‏المغصوبة،یبطل إن کان بنحو الرمس،وکذا بنحو الاغتراف مع الانحصار، ‏‎ ‎‏ویصحّ مع عدمه کما تقدّم.‏

کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 141