القول:فی أحکام النجاسات
(مسألة 1): یشترط فی صحّة الصلاة و الطواف-واجبهما ومندوبهما- طهارة البدن؛حتّی الشعر و الظفر وغیرهما ممّا هو من توابع الجسد و اللباس الساتر منه وغیره،عدا ما استثنی من النجاسات وما فی حکمها من
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 124
المتنجّس بها.وقلیلها-ولو مثل رأس الإبرة-ککثیرها عدا ما استثنی منها.
ویشترط فی صحّة الصلاة أیضاً طهارة موضع الجبهة فی حال السجود،دون المواضع الاُخر،فلا بأس بنجاستها ما دامت غیر ساریة إلی بدنه أو لباسه بنجاسة غیر معفوّ عنها.
ویجب إزالة النجاسة عن المساجد بجمیع أجزائها؛من أرضها وبنائها حتّی الطرف الخارج من جدرانها علی الأحوط،کما أنّه یحرم تنجیسها.ویلحق بها المشاهد المشرّفة و الضرائح المقدّسة،وکلّ ما علم من الشرع وجوب تعظیمه علی وجه ینافیه التنجیس،کالتربة الحسینیة،بل وتربة الرسول صلی الله علیه و آله و سلم وسائر الأئمّة علیهم السلام،والمصحف الکریم حتّی جلده وغلافه،بل وکتب الأحادیث عن المعصومین علیهم السلام علی الأحوط،بل الأقوی لو لزم الهتک،بل مطلقاً فی بعضها.
ووجوب تطهیر ما ذکر کفائی لا یختصّ بمن نجّسها،کما أنّه یجب المبادرة مع القدرة علی تطهیرها،ولو توقّف ذلک علی صرف مال وجب،وهل یرجع به علی من نجّسها لا یخلو من وجه.ولو توقّف تطهیر المسجد-مثلاً-علی حفر أرضه أو تخریب شیء منه جاز،بل وجب.وفی ضمان من نجّسه لخسارة التعمیر وجه قویّ.ولو رأی نجاسة فی المسجد-مثلاً-و قد حضر وقت الصلاة تجب المبادرة إلی إزالتها مقدّماً علی الصلاة مع سعة وقتها،فلو ترکها مع القدرة واشتغل بالصلاة عصی،لکن الأقوی صحّتها،ومع ضیق الوقت قدّمها علی الإزالة.
(مسألة 2): حصیر المسجد وفرشه کنفس المسجد علی الأحوط فی حرمة تلویثه ووجوب إزالته عنه ولو بقطع الموضع النجس.
(مسألة 3): لا فرق فی المسجد بین المعمور و المخروب و المهجور،بل
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 125
الأحوط جریان الحکم فیما إذا تغیّر عنوانه،کما إذا غُصب وجُعل داراً أو خاناً أو دکّاناً.
(مسألة 4): لو علم إخراج الواقف بعض أجزاء المسجد عنه لا یلحقه الحکم،ومع الشکّ فیه لا یلحق به مع عدم أمارة علی المسجدیة.
(مسألة 5): کما یحرم تنجیس المصحف یحرم کتابته بالمداد النجس، ولو کتب جهلاً أو عمداً یجب محوه فیما ینمحی،وفی غیره کمداد الطبع یجب تطهیره.
(مسألة 6): من صلّی فی النجاسة متعمّداً بطلت صلاته،ووجبت إعادتها من غیر فرق بین الوقت وخارجه.والناسی کالعامد.والجاهل بها حتّی فرغ من صلاته لا یعید فی الوقت ولا خارجه؛و إن کان الأحوط الإعادة،و أمّا لو علم بها فی أثنائها،فإن لم یعلم بسبقها،وأمکنه إزالتها-بنزع أو غیره-علی وجه لا ینافی الصلاة مع بقاء الستر فعل ومضی فی صلاته،و إن لم یمکنه استأنفها لو کان الوقت واسعاً،وإلّا فإن أمکن طرح الثوب و الصلاة عریاناً یصلّی کذلک علی الأقوی،و إن لم یمکن صلّی بها،وکذا لو عرضت له فی الأثناء،ولو علم بسبقها وجب الاستئناف مع سعة الوقت مطلقاً.
(مسألة 7): لو انحصر الساتر فی النجس فإن لم یقدر علی نزعه-لبرد ونحوه-صلّی فیه إن ضاق الوقت،أو لم یحتمل احتمالاً عقلائیاً زوال العذر، ولا إعادة علیه،و إن تمکّن من نزعه فالأقوی إتیان الصلاة عاریاً مع ضیق الوقت،بل ومع سعته لو لم یحتمل زوال العذر،ولا قضاء علیه.
(مسألة 8): لو اشتبه الثوب الطاهر بالنجس،یکرّر الصلاة فیهما مع
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 126
الانحصار بهما،ولو لم یسع الوقت فالأحوط أن یصلّی عاریاً مع الإمکان، ویقضی خارج الوقت فی ثوب طاهر،ومع عدم الإمکان یصلّی فی أحدهما، ویقضی فی ثوب طاهر علی الأحوط،وفی هذه الصورة لو کان أطراف الشبهة ثلاثة أو أکثر،یکرّر الصلاة علی نحو یعلم بوقوعها فی ثوب طاهر.
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. 1)صفحه 127