القول:فیما یثبت به
(مسألة 1): یثبت الزنا بالإقرار،ویشترط فیه بلوغ المقرّ وعقله واختیاره وقصده،فلا عبرة بإقرار الصبیّ و إن کان مراهقاً،ولا بإقرار المجنون حال جنونه،ولا بإقرار المکره،ولا بإقرار السکران و الساهی و الغافل و النائم و الهازل ونحوهم.
(مسألة 2): لا بدّ وأن یکون الإقرار صریحاً أو ظاهراً لا یقبل معه الاحتمال العقلائی،ولا بدّ من تکراره أربعاً.وهل یعتبر أن یکون الأربع فی أربعة مجالس، أو یکفی الأربع ولو کان فی مجلس واحد؟فیه خلاف،أقربه الثبوت، والأحوط اعتبار أربعة مجالس.ولو أقرّ دون الأربعة لا یثبت الحدّ،والظاهر أنّ للحاکم تعزیره،ویستوی فی کلّ ما ذکر،الرجل و المرأة.وإشارة الأخرس
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. ۲)صفحه 491
المفهمة للمقصود تقوم مقام النطق،ولو احتاجت إلی الترجمان یکفی فیه شاهدان عادلان.
(مسألة 3): لو قال:«زنیت بفلانة العفیفة»،لم یثبت الزنا الموجب للحدّ فی طرفه إلّاإذا کرّرها أربعاً،وهل یثبت القذف بذلک للمرأة؟فیه تردّد،والأشبه العدم.نعم،لو قال:«زنیت بها و هی أیضاً زانیة بزنائی»فعلیه حدّ القذف.
(مسألة 4): من أقرّ علی نفسه بما یوجب الحدّ ولم یعیّن لا یکلّف بالبیان، بل یجلد حتّی یکون هو الذی ینهی عن نفسه.به وردت روایة صحیحة،ولا بأس بالعمل بها.وقیّده قوم بأن لا یزید علی المائة،وبعض بأن لا ینقص عن ثمانین.
(مسألة 5): لو أقرّ بما یوجب الرجم ثمّ أنکر،سقط الرجم،ولو أقرّ بما لا یوجبه لم یسقط بالإنکار.والأحوط إلحاق القتل بالرجم،فلو أقرّ بما یوجب القتل ثمّ أنکر لم یحکم بالقتل.
(مسألة 6): لو أقرّ بما یوجب الحدّ ثمّ تاب،کان للإمام علیه السلام عفوه أو إقامة الحدّ علیه رجماً کان أو غیره،ولا یبعد ثبوت التخییر لغیر إمام الأصل من نوّابه.
(مسألة 7): لو حملت المرأة التی لا بعل لها لم تحدّ إلّامع الإقرار بالزنا أربعاً أو تقوم البیّنة علی ذلک،ولیس علی أحد سؤالها ولا التفتیش عن الواقعة.
(مسألة 8): لو أقرّ أربعاً أنّه زنی بامرأة حدّ دونها؛و إن صرّح بأ نّها طاوعته علی الزنا،وکذا لو أقرّت أربعاً بأ نّه زنی بی وأنا طاوعته حدّت دونه.ولو ادّعی أربعاً أنّه وَطئ امرأة ولم یعترف بالزنا،لا یثبت علیه حدّ و إن ثبت أنّ المرأة لم تکن زوجته.ولو ادّعی فی الفرض أنّها زوجته وأنکرت هی الوطء و الزوجیة
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. ۲)صفحه 492
لم یثبت علیه حدّ ولا مهر.ولو ادّعت أنّه أکرهها علی الزنا أو تشبّه علیها فلا حدّ علی أحد منهما.
(مسألة 9): یثبت الزنا بالبیّنة،ویعتبر أن لا تکون أقلّ من أربعة رجال أو ثلاثة رجال وامرأتین.ولا تقبل شهادة النساء منفردات،ولا شهادة رجل وستّ نساء فیه،ولا شهادة رجلین وأربع نساء فی الرجم،ویثبت بها الحدّ دون الرجم علی الأقوی.ولو شهد ما دون الأربعة وما فی حکمها لم یثبت الحدّ رجماً ولا جلداً،بل حدّوا للفریة.
(مسألة 10): لا بدّ فی شهادة الشهود علی الزنا من التصریح أو نحوه علی مشاهدة الولوج فی الفرج کالمیل فی المکحلة أو الإخراج منه؛من غیر عقد ولا ملک ولا شبهة ولا إکراه.وهل یکفی أن یقولوا:لا نعلم بینهما سبباً للتحلیل؟ قیل:نعم،والأشبه لا.وفی کفایة الشهادة مع الیقین-و إن لم یبصر به-وجه لا یخلو من شبهة فی المقام.
(مسألة 11): تکفی الشهادة علی نحو الإطلاق؛بأن یشهد الشهود:أنّه زنی وأولج کالمیل فی المکحلة من غیر ذکر زمان أو مکان أو غیرهما.لکن لو ذکروا الخصوصیات واختلف شهادتهم فیها؛کأن شهد أحدهم بأ نّه زنی یوم الجمعة، والآخر بأ نّه یوم السبت،أو شهد بعضهم أنّه زنی فی مکان کذا،والآخر فی مکان غیره،أو بفلانة و الآخر بغیرها،لم تسمع شهادتهم ولا یحدّ،ویحدّ الشهود للقذف.ولو ذکر بعضهم خصوصیة وأطلق بعضهم،فهل یکفی ذلک،أو لا بدّ مع ذکر أحدهم الخصوصیة أن یذکرها الباقون؟فیه إشکال و الأحوط لزومه.
(مسألة 12): لو حضر بعض الشهود وشهد بالزنا فی غیبة بعض آخر،حدّ من
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. ۲)صفحه 493
شهد للفریة،ولم ینتظر مجیء البقیّة لإتمام البیّنة،فلو شهد ثلاثة منهم علی الزنا،وقالوا:لنا رابع سیجیء،حدّوا.نعم،لا یجب أن یکونوا حاضرین دفعة، فلو شهد واحد وجاء الآخر بلا فصل فشهد وهکذا،ثبت الزنا،ولا حدّ علی الشهود،ولا یعتبر تواطؤهم علی الشهادة،فلو شهد الأربعة بلا علم منهم بشهادة السائرین تمّ النصاب وثبت الزنا،ولو شهد بعضهم بعد حضورهم جمیعاً للشهادة ونکل بعض یحدّ من شهد للفریة.
(مسألة 13): لو شهد أربعة بالزنا وکانوا غیر مرضیّین کلّهم أو بعضهم کالفسّاق،حدّوا للقذف.وقیل:إن کان ردّ الشهادة لأمر ظاهر کالعمی والفسق الظاهر حدّوا،و إن کان الردّ لأمر خفیّ کالفسق الخفیّ لا یحدّ إلّا المردود،ولو کان الشهود مستورین ولم یثبت عدالتهم ولا فسقهم،فلا حدّ علیهم للشبهة.
(مسألة 14): تقبل شهادة الأربعة علی الاثنین فما زاد،فلو قالوا:«إنّ فلاناً وفلاناً زنیا»قبل منهم وجری علیهما الحدّ.
(مسألة 15): إذا کملت الشهادة ثبت الحدّ،ولا یسقط بتصدیق المشهود علیه مرّة أو مرّات دون الأربع،خلافاً لبعض أهل الخلاف.وکذا لا یسقط بتکذیبه.
(مسألة 16): یسقط الحدّ لو تاب قبل قیام البیّنة رجماً کان أو جلداً، ولا یسقط لو تاب بعده.ولیس للإمام علیه السلام أن یعفو بعد قیام البیّنة،وله العفو بعد الإقرار کما مرّ.ولو تاب قبل الإقرار سقط الحدّ.
کتابتحریر الوسیلة: فتاوی الامام الخمینی (س) (ج. ۲)صفحه 494