فصل:فی مستحبّات الجماعة ومکروهاتها
أمّا المستحبّات فاُمور:
أحدها:أن یقف المأموم عن یمین الإمام إن کان رجلاً واحداً،وخلفه إن کانوا أکثر،ولو کان المأموم امرأة واحدة وقفت خلف الإمام علی الجانب الأیمن؛ بحیث یکون سجودها محاذیاً لرکبة الإمام أو قدمه،ولو کنّ أزید وقفن خلفه، ولو کان رجلاً واحداً وامرأة واحدة،أو أکثر وقف الرجل عن یمین الإمام والامرأة خلفه،ولو کانوا رجالاً ونساءً اصطفّوا خلفه،واصطفّت النساء خلفهم، بل الأحوط مراعاة المذکورات.هذا إذا کان الإمام رجلاً،و أمّا فی جماعة النساء فالأولی وقوفهنّ صفّاً واحداً أو أزید من غیر أن تبرز إمامهنّ من بینهنّ.
الثانی:أن یقف الإمام فی وسط الصفّ.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 626
الثالث:أن یکون فی الصفّ الأوّل أهل الفضل ممّن له مزیّة فی العلم والکمال و العقل و الورع و التقوی،وأن یکون یمینه لأفضلهم فی الصفّ الأوّل، فإنّه أفضل الصفوف.
الرابع:الوقوف فی القرب من الإمام.
الخامس:الوقوف فی میامن الصفوف فإنّها أفضل من میاسرها.هذا فی غیر صلاة الجنازة ،و أمّا فیها فأفضل الصفوف آخرها.
السادس:إقامة الصفوف واعتدالها،وسدّ الفرج الواقعة فیها،والمحاذاة بین المناکب.
السابع:تقارب الصفوف بعضها من بعض؛بأن لا یکون ما بینها أزید من مقدار مسقط جسد الإنسان إذا سجد.
الثامن:أن یصلّی الإمام بصلاة أضعف من خلفه؛بأن لا یطیل فی أفعال الصلاة من القنوت و الرکوع و السجود إلّاإذا علم حبّ التطویل من جمیع المأمومین.
التاسع:أن یشتغل المأموم المسبوق بتمجید اللّٰه تعالی بالتسبیح و التهلیل والتحمید و الثناء؛إذا أکمل القراءة قبل رکوع الإمام،ویبقی آیة من قراءته لیرکع بها.
العاشر:أن لا یقوم الإمام من مقامه بعد التسلیم،بل یبقی علی هیئة المصلّی حتّی یتمّ من خلفه صلاته من المسبوقین أو الحاضرین لو کان الإمام مسافراً،بل
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 627
هو الأحوط،ویستحبّ له أن یستنیب من یتمّ بهم الصلاة عند مفارقته لهم،ویکره استنابة المسبوق برکعة أو أزید،بل الأولی عدم استنابة من لم یشهد الإقامة.
الحادی عشر:أن یسمع الإمام من خلفه القراءة الجهریة و الأذکار؛ما لم یبلغ العلوّ المفرط.
الثانی عشر:أن یطیل رکوعه إذا أحسّ بدخول شخص ضعف ما کان یرکع؛ انتظاراً للداخلین،ثمّ یرفع رأسه و إن أحسّ بداخل.
الثالث عشر:أن یقول المأموم عند فراغ الإمام من«الفاتحة»:«الحمد للّٰهربّ العالمین».
الرابع عشر:قیام المأمومین عند قول المؤذّن:«قد قامت الصلاة».
و أمّا المکروهات:فاُمور أیضاً:
أحدها:وقوف المأموم وحده فی صفّ وحده مع وجود موضع فی الصفوف، ومع امتلائها فلیقف آخر الصفوف أو حذاء الإمام.
الثانی:التنفّل بعد قول المؤذّن:«قد قامت الصلاة»بل عند الشروع فی الإقامة.
الثالث:أن لا یخصّ الإمام نفسه بالدعاء إذا اخترع الدعاء من عند نفسه، و أمّا إذا قرأ بعض الأدعیة المأثورة فلا.
الرابع:التکلّم بعد قول المؤذّن:«قد قامت الصلاة»بل یکره فی غیر الجماعة أیضاً کما مرّ،إلّاأنّ الکراهة فیها أشدّ،إلّاأن یکون المأمومون اجتمعوا من شتّی ولیس لهم إمام،فلا بأس أن یقول بعضهم لبعض:تقدّم یا فلان.
الخامس:إسماع المأموم الإمام ما یقوله؛بعضاً أو کلّاً.
السادس:ائتمام الحاضر بالمسافر و العکس مع اختلاف صلاتهما قصراً وتماماً،و أمّا مع عدم الاختلاف کالائتمام فی الصبح و المغرب فلا کراهة،وکذا
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 628
فی غیرهما أیضاً مع عدم الاختلاف،کما لو ائتمّ القاضی بالمؤدّی أو العکس، وکما فی مواطن التخییر إذا اختار المسافر التمام،ولا یلحق نقصان الفرضین بغیر القصر و التمام بهما فی الکراهة،کما إذا ائتمّ الصبح بالظهر أو المغرب،أو هی بالعشاء أو العکس.
(مسألة 1): یجوز لکلّ من الإمام و المأموم عند انتهاء صلاته قبل الآخر-بأن کان مقصّراً و الآخر متمّاً،أو کان المأموم مسبوقاً-أن لا یسلّم وینتظر الآخر حتّی یتمّ صلاته ویصل إلی التسلیم فیسلّم معه،خصوصاً للمأموم إذا اشتغل بالذکر و الحمد ونحوهما إلی أن یصل الإمام،والأحوط الاقتصار علی صورة لا تفوت الموالاة،و أمّا مع فواتها ففیه إشکال؛من غیر فرق بین کون المنتظر هو الإمام أو المأموم.
(مسألة 2): إذا شکّ المأموم بعد السجدة الثانیة من الإمام أنّه سجد معه السجدتین أو واحدة،یجب علیه الإتیان باُخری إذا لم یتجاوز المحلّ.
(مسألة 3): إذا اقتدی المغرب بعشاء الإمام وشکّ فی حال القیام أنّه الرابعة أو الثالثة،ینتظر حتّی یأتی الإمام بالرکوع و السجدتین حتّی یتبیّن له الحال،فإن کان فی الثالثة أتی بالبقیّة وصحّت الصلاة،و إن کان فی الرابعة یجلس ویتشهّد ویسلّم ثمّ یسجد سجدتی السهو لکلّ واحد من الزیادات؛من قوله:بحول اللّٰه، وللقیام،وللتسبیحات إن أتی بها أو ببعضها.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 629
(مسألة 4): إذا رأی من عادل کبیرة لا یجوز الصلاة خلفه،إلّاأن یتوب مع فرض بقاء الملکة فیه،فیخرج عن العدالة بالمعصیة،ویعود إلیها بمجرّد التوبة.
(مسألة 5): إذا رأی الإمام یصلّی ولم یعلم أنّها من الیومیة أو من النوافل لا یصحّ الاقتداء به،وکذا إذا احتمل أنّها من الفرائض التی لا یصحّ اقتداء الیومیة بها،و إن علم أنّها من الیومیة،لکن لم یدر أنّها أیّة صلاة من الخمس،أو أنّها أداء أو قضاء،أو أنّها قصر أو تمام،لا بأس بالاقتداء،ولا یجب إحراز ذلک قبل الدخول،کما لا یجب إحراز أنّه فی أیّ رکعة کما مرّ.
(مسألة 6): القدر المتیقّن من اغتفار زیادة الرکوع للمتابعة سهواً زیادته مرّة واحدة فی کلّ رکعة،و أمّا إذا زاد فی رکعة واحدة أزید من مرّة-کأن رفع رأسه قبل الإمام سهواً ثمّ عاد للمتابعة ثمّ رفع أیضاً سهواً ثمّ عاد-فیشکل الاغتفار، فلا یترک الاحتیاط حینئذٍ بإعادة الصلاة بعد الإتمام،وکذا فی زیادة السجدة القدر المتیقّن اغتفار زیادة سجدتین فی رکعة ،و أمّا إذا زاد أربع فمشکل.
(مسألة 7): إذا کان الإمام یصلّی أداءً أو قضاءً یقینیاً،والمأموم منحصراً بمن یصلّی احتیاطاً،یشکل إجراء حکم الجماعة من اغتفار زیادة الرکن ورجوع الشاکّ منهما إلی الآخر ونحوه؛لعدم إحراز کونها صلاة،نعم لو کان الإمام أو المأموم أو کلاهما یصلّی باستصحاب الطهارة،لا بأس بجریان حکم الجماعة؛ لأنّه و إن کان لم یحرز کونها صلاة واقعیة لاحتمال کون الاستصحاب مخالفاً
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 630
للواقع،إلّاأنّه حکم شرعی ظاهری،بخلاف الاحتیاط فإنّه إرشادی ولیس حکماً ظاهریاً،وکذا لو شکّ أحدهما فی الإتیان برکن بعد تجاوز المحلّ فإنّه حینئذٍ و إن لم یحرز بحسب الواقع کونها صلاة،لکن مفاد قاعدة التجاوز أیضاً حکم شرعی فهی فی ظاهر الشرع صلاة.
(مسألة 8): إذا فرغ الإمام من الصلاة و المأموم فی التشهّد،أو فی السلام الأوّل،لا یلزم علیه نیّة الانفراد،بل هو باقٍ علی الاقتداء عرفاً.
(مسألة 9): یجوز للمأموم المسبوق برکعة أن یقوم بعد السجدة الثانیة من رابعة الإمام التی هی ثالثته وینفرد،ولکن یستحبّ له أن یتابعه فی التشهّد متجافیاً إلی أن یسلّم ثمّ یقوم إلی الرابعة.
(مسألة 10): لا یجب علی المأموم الإصغاء إلی قراءة الإمام فی الرکعتین الاُولیین من الجهریة إذا سمع صوته،لکنّه أحوط.
(مسألة 11): إذا عرف الإمام بالعدالة ثمّ شکّ فی حدوث فسقه،جاز له الاقتداء به عملاً بالاستصحاب،وکذا لو رأی منه شیئاً وشکّ فی أنّه موجب للفسق أم لا.
(مسألة 12): یجوز للمأموم مع ضیق الصفّ أن یتقدّم إلی الصفّ السابق،أو
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 631
یتأخّر إلی اللاحق إذا رأی خللاً فیهما،لکن علی وجه لا ینحرف عن القبلة فیمشی القهقری.
(مسألة 13): یستحبّ انتظار الجماعة إماماً أو مأموماً،و هو أفضل من الصلاة فی أوّل الوقت منفرداً،وکذا یستحبّ اختیار الجماعة مع التخفیف علی الصلاة فرادی مع الإطالة.
(مسألة 14): یستحبّ الجماعة فی السفینة الواحدة وفی السفن المتعدّدة للرجال و النساء،ولکن تکره الجماعة فی بطون الأودیة.
(مسألة 15): یستحبّ اختیار الإمامة علی الاقتداء،فللإمام إذا أحسن بقیامه وقراءته ورکوعه وسجوده مثل أجر من صلّی مقتدیاً به،ولا ینقص من أجرهم شیء.
(مسألة 16): لا بأس بالاقتداء بالعبد إذا کان عارفاً بالصلاة وأحکامها.
(مسألة 17): الأحوط ترک القراءة فی الاُولیین من الإخفاتیة؛و إن کان الأقوی الجواز مع الکراهة کما مرّ.
(مسألة 18): یکره تمکین الصبیان من الصفّ الأوّل علی ما ذکره المشهور و إن کانوا ممیّزین.
(مسألة 19): إذا صلّی منفرداً أو جماعة واحتمل فیها خللاً فی الواقع-و إن کان صحیحة فی ظاهر الشرع-یجوز بل یستحبّ أن یعیدها منفرداً أو جماعة، و أمّا إذا لم یحتمل فیها خللاً،فإن صلّی منفرداً ثمّ وجد من یصلّی تلک الصلاة
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 632
جماعة یستحبّ له أن یعیدها جماعة؛إماماً کان أو مأموماً،بل لا یبعد جواز إعادتها جماعة إذا وجد من یصلّی غیر تلک الصلاة،کما إذا صلّی الظهر فوجد من یصلّی العصر جماعة،لکن القدر المتیقّن الصورة الاُولی،و أمّا إذا صلّی جماعة إماماً أو مأموماً فیشکل استحباب إعادتها،وکذا یشکل إذا صلّی اثنان منفرداً ثمّ أرادا الجماعة فاقتدی أحدهما بالآخر من غیر أن یکون هناک من لم یصلّ.
(مسألة 20): إذا ظهر بعد إعادة الصلاة جماعة:أنّ الصلاة الاُولی کانت باطلة،یجتزئ بالمعادة.
(مسألة 21): فی المعادة إذا أراد نیّة الوجه ینوی الندب لا الوجوب علی الأقوی.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 633