القول:فی شرائط صحّة الصوم ووجوبه
(مسألة 1): شرائط صحّة الصوم امور:الإسلام،والإیمان،والعقل،والخلوّ من الحیض و النفاس،فلا یصحّ من غیر المؤمن ولو فی جزء من النهار،فلو ارتدّ فی الأثناء ثمّ عاد لم یصحّ و إن کان الصوم معیّناً وجدّد النیّة قبل الزوال،وکذا من المجنون ولو أدواراً مستغرقاً للنهار أو بعضه،وکذا السکران و المغمی علیه.نعم الصحّة مع سبق النیّة منهما لا یخلو من قوّة .ویصحّ من النائم إذا سبقت منه النیّة فی اللیل و إن استوعب تمام النهار،وکذا لا یصحّ الصوم من الحائض والنفساء و إن فاجأهما الدم قبل الغروب بلحظة أو انقطع عنهما بعد الفجر بلحظة.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 325
ومن شرائط صحّة الصوم عدم المرض أو الرمد الذی یضرّه الصوم لإیجابه شدّته أو طول برئه أو شدّة ألمه؛سواء حصل الیقین بذلک أو الظنّ أو الاحتمال الموجب للخوف.ویلحق به الخوف من حدوث المرض و الضرر بسببه فإنّه لا یصحّ معه الصوم ویجوز بل یجب علیه الإفطار،ولا یکفی الضعف و إن کان مفرطاً،نعم لو کان ممّا لا یتحمّل عادة جاز الإفطار.ولو صام بزعم عدم الضرر فبان الخلاف بعد الفراغ من الصوم ففی الصحّة إشکال ،فلا یترک الاحتیاط بالقضاء.
ومن شرائط الصحّة أن لا یکون مسافراً سفراً یوجب قصر الصلاة فإنّه لا یصحّ منه الصوم حتّی المندوب علی الأقوی.نعم استثنی فی الصوم الواجب ثلاثة مواضع:أحدها:صوم ثلاثة أیّام بدل الهدی.الثانی:صوم بدل البدنة ممّن أفاض من عرفات قبل الغروب عامداً،و هو ثمانیة عشر یوماً.الثالث:صوم النذر المشترط إیقاعه فی خصوص السفر أو المصرّح بأن یوقع سفراً وحضراً دون النذر المطلق.
(مسألة 2): یشترط فی صحّة الصوم المندوب مضافاً إلی ما مرّ:أن لا یکون علیه صوم واجب من قضاء أو کفّارة أو غیرها؛و إن کان تعمیم الحکم إلی غیر القضاء محلّ إشکال
(مسألة 3): کلّ ما ذکرنا من أنّه شرط للصحّة شرط للوجوب أیضاً غیر الإسلام و الإیمان.ومن شرائط الوجوب أیضاً البلوغ فلا یجب علی الصبیّ إلّا
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 326
إذا کمل قبل الفجر أو نوی الصوم تطوّعاً وکمل فی أثناء النهار،بل فیما إذا کمل قبل الزوال ولم یتناول شیئاً لا یبعد وجوب الصوم علیه وتجدید النیّة.
(مسألة 4): إذا کان حاضراً فخرج إلی السفر فإن کان قبل الزوال وجب علیه الإفطار و إن کان بعده وجب علیه البقاء علی صومه.ولو کان مسافراً وحضر بلده أو بلداً عزم علی الإقامة فیه عشرة أیّام فإن کان قبل الزوال ولم یتناول المفطر وجب علیه الصوم،و إن کان بعده أو قبله لکن تناول المفطر فلا یجب علیه.
(مسألة 5): المسافر الجاهل بالحکم لو صام صحّ صومه ویجزیه علی حسب ما عرفته فی جاهل حکم الصلاة؛إذ القصر کالإفطار و الصیام کالتمام فیجری هنا حینئذٍ جمیع ما ذکرناه بالنسبة إلی الصلاة،فمن کان یجب علیه التمام کالمکاری و العاصی بسفره و المقیم و المتردّد ثلاثین یوماً وغیر ذلک یجب علیه الصیام.نعم یتعیّن علیه الإفطار فی الأماکن الأربعة و إن جاز له الإتمام، کما أنّه یتعیّن علیه البقاء علی الصوم لو خرج بعد الزوال و إن وجب علیه القصر، ویتعیّن علیه الإفطار لو قدم بعده و إن وجب علیه التمام إذا لم یکن قد صلّی.
و قد تقدّم فی کتاب الصلاة:أنّ المدار فی قصر الصلاة علی وصول المسافر حدّ الترخّص فکذا هو المدار فی قصر الصوم،فلیس له الإفطار قبل الوصول إلیه بل لو فعل کانت علیه مع القضاء الکفّارة
(مسألة 6): یجوز علی الأصحّ السفر اختیاراً فی شهر رمضان ولو کان للفرار
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 327
من الصوم،لکن علی کراهیة قبل أن یمضی منه ثلاثة وعشرون یوماً،إلّافی حجّ أو عمرة أو مال یخاف تلفه أو أخ یخاف هلاکه.و أمّا غیر صوم شهر رمضان من الواجب المعیّن فالأحوط ترک السفر مع الاختیار،کما أنّه لو کان مسافراً فالأحوط الإقامة لإتیانه مع الإمکان.
(مسألة 7): یکره للمسافر فی شهر رمضان بل کلّ من یجوز له الإفطار التملّؤ من الطعام و الشراب وکذا الجماع فی النهار،بل الأحوط ترکه و إن کان الأقوی جوازه.
(مسألة 8): یجوز الإفطار فی شهر رمضان لأشخاص:الشیخ و الشیخة إذا تعذّر أو تعسّر علیهما الصوم،ومن به داء العطش؛سواء لم یقدر علی الصبر أو تعسّر علیه،والحامل المقرب التی یضرّ بها أو بولدها الصوم،والمرضعة القلیلة اللبن إذا أضرّ بها أو بولدها الصوم،فإنّ جمیع هذه الأشخاص یفطرون،لکن یجب علی کلّ واحد منهم التکفیر؛بأن یتصدّق بدل کلّ یوم بمدّ من الطعام والأحوط مدّان.
(مسألة 9): لا فرق فی المرضعة بین أن یکون الولد لها أو متبرّعة برضاعه أو مستأجرة،والأحوط بل الأقوی الاقتصار علی صورة عدم وجود من یقوم مقامها فی الرضاع تبرّعاً أو باُجرة من أبیه أو منها أو من متبرّع.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 328
(مسألة 10): یجب علی الحامل و المرضعة القضاء بعد ذلک،کما أنّ الأحوط بل الأقوی وجوب القضاء علی الأوّلین أیضاً لو تمکّنا بعد ذلک.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 329