فصل:فی صلاة الآیات
و هی واجبة علی الرجال و النساء و الخناثی،وسببها امور:
الأوّل و الثانی:کسوف الشمس وخسوف القمر ولو بعضهما،و إن لم یحصل منهما خوف.
الثالث:الزلزلة،و هی أیضاً سبب لها مطلقاً،و إن لم یحصل بها خوف علی الأقوی.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 562
الرابع:کلّ مخوّف سماوی أو أرضی ،کالریح الأسود أو الأحمر أو الأصفر، والظلمة الشدیدة،والصاعقة،والصیحة،والهدّة،والنار التی تظهر فی السماء، والخسف وغیر ذلک من الآیات المخوّفة عند غالب الناس،ولا عبرة بغیر المخوّف من هذه المذکورات،ولا بخوف النادر،ولا بانکساف أحد النیّرین ببعض الکواکب الذی لا یظهر إلّاللأوحدیّ من الناس،وکذا بانکساف بعض الکواکب ببعض إذا لم یکن مخوّفاً للغالب من الناس.
و أمّا وقتها:ففی الکسوفین هو من حین الأخذ إلی تمام الانجلاء علی الأقوی،فتجب المبادرة إلیها؛بمعنی عدم التأخیر إلی تمام الانجلاء،وتکون أداء فی الوقت المذکور،والأحوط عدم التأخیر عن الشروع فی الانجلاء، وعدم نیّة الأداء و القضاء علی فرض التأخیر،و أمّا فی الزلزلة وسائر الآیات المخوّفة فلا وقت لها،بل یجب المبادرة إلی الإتیان بها بمجرّد حصولها،و إن عصی فبعده إلی آخر العمر،وتکون أداءً مهما أتی بها إلی آخره.
و أمّا کیفیتها:فهی رکعتان،فی کلّ منهما خمس رکوعات،وسجدتان بعد الخامس من کلّ منهما،فیکون المجموع عشر رکوعات،وسجدتان بعد الخامس،وسجدتان بعد العاشر،وتفصیل ذلک؛بأن یکبّر للإحرام مقارناً للنیّة، ثمّ یقرأ«الحمد»وسورة،ثمّ یرکع،ثمّ یرفع رأسه،ویقرأ«الحمد»وسورة،ثمّ یرکع وهکذا حتّی یتمّ خمساً فیسجد بعد الخامس سجدتین،ثمّ یقوم للرکعة
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 563
الثانیة فیقرأ«الحمد»وسورة،ثمّ یرکع،وهکذا إلی العاشر فیسجد بعده سجدتین ثمّ یتشهّد ویسلّم،ولا فرق بین اتّحاد السورة فی الجمیع أو تغایرها،ویجوز تفریق سورة واحدة علی الرکوعات،فیقرأ فی القیام الأوّل من الرکعة الاُولی «الفاتحة»،ثمّ یقرأ بعدها آیة من سورة أو أقلّ أو أکثر،ثمّ یرکع ویرفع رأسه ویقرأ بعضاً آخر من تلک السورة ویرکع،ثمّ یرفع ویقرأ بعضاً آخر،وهکذا إلی الخامس حتّی یتمّ سورة ثمّ یرکع،ثمّ یسجد بعده سجدتین،ثمّ یقوم إلی الرکعة الثانیة،فیقرأ فی القیام الأوّل«الفاتحة»وبعض السورة،ثمّ یرکع ویقوم ویصنع کما صنع فی الرکعة الاُولی إلی العاشر فیسجد بعده سجدتین،ویتشهّد ویسلّم، فیکون فی کلّ رکعة«الفاتحة»مرّة،وسورة تامّة مفرّقة علی الرکوعات الخمسة مرّة،ویجب إتمام سورة فی کلّ رکعة و إن زاد علیها فلا بأس،والأحوط الأقوی وجوب القراءة علیه من حیث قطع،کما أنّ الأحوط و الأقوی عدم مشروعیة «الفاتحة»حینئذٍ إلّاإذا أکمل السورة،فإنّه لو أکملها وجب علیه فی القیام بعد الرکوع قراءة«الفاتحة»،وهکذا کلّما رکع عن تمام سورة وجبت«الفاتحة»فی القیام بعده،بخلاف ما إذا لم یرکع عن تمام سورة،بل رکع عن بعضها،فإنّه یقرأ من حیث قطع ولا یعید«الحمد»کما عرفت،نعم لو رکع الرکوع الخامس عن بعض سورة فسجد فالأقوی وجوب«الحمد»بعد القیام للرکعة الثانیة،ثمّ القراءة من حیث قطع،وفی صورة التفریق یجوز قراءة أزید من سورة فی کلّ رکعة مع إعادة«الفاتحة»بعد إتمام السورة فی القیام اللاحق.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 564
(مسألة 1): لکیفیة صلاة الآیات کما استفید ممّا ذکرنا صور:الاُولی:أن یقرأ فی کلّ قیام قبل کلّ رکوع ب«فاتحة الکتاب»وسورة تامّة فی کلّ من الرکعتین، فیکون کلّ من«الفاتحة»والسورة عشر مرّات ویسجد بعد الرکوع الخامس والعاشر سجدتین.الثانیة:أن یفرّق سورة واحدة علی الرکوعات الخمسة فی کلّ من الرکعتین،فیکون«الفاتحة»مرّتان:مرّة فی القیام الأوّل من الرکعة الاُولی، ومرّة فی القیام الأوّل من الثانیة،والسورة أیضاً مرّتان.الثالثة:أن یأتی بالرکعة الاُولی کما فی الصورة الاُولی،وبالرکعة الثانیة کما فی الصورة الثانیة.الرابعة:
عکس هذه الصورة.الخامسة:أن یأتی فی کلّ من الرکعتین بأزید من سورة فیجمع بین إتمام السورة فی بعض القیامات وتفریقها فی البعض،فیکون «الفاتحة»فی کلّ رکعة أزید من مرّة؛حیث إنّه إذا أتمّ السورة وجب فی القیام اللاحق قراءتها.السادسة:أن یأتی بالرکعة الاُولی کما فی الصورة الاُولی، وبالثانیة کما فی الخامسة.السابعة:عکس ذلک.الثامنة:أن یأتی بالرکعة الاُولی کما فی الصورة الثانیة،وبالثانیة کما فی الخامسة.التاسعة:عکس ذلک و الأولی اختیار الصورة الاُولی.
(مسألة 2): یعتبر فی هذه الصلاة ما یعتبر فی الیومیة من الأجزاء و الشرائط والأذکار الواجبة و المندوبة.
(مسألة 3): یستحبّ فی کلّ قیام ثان بعد القراءة قبل الرکوع قنوت،فیکون فی مجموع الرکعتین خمس قنوتات،ویجوز الاجتزاء بقنوتین أحدهما قبل الرکوع الخامس و الثانی قبل العاشر،ویجوز الاقتصار علی الأخیر منهما.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 565
(مسألة 4): یستحبّ أن یکبّر عند کلّ هویّ للرکوع وکلّ رفع منه.
(مسألة 5): یستحبّ أن یقول:«سمع اللّٰه لمن حمده»بعد الرفع من الرکوع الخامس و العاشر.
(مسألة 6): هذه الصلاة حیث إنّها رکعتان حکمها حکم الصلاة الثنائیة فی البطلان إذا شکّ فی أنّه فی الاُولی أو الثانیة،و إن اشتملت علی خمس رکوعات فی کلّ رکعة،نعم إذا شکّ فی عدد الرکوعات کان حکمها حکم أجزاء الیومیة فی أنّه یبنی علی الأقلّ إن لم یتجاوز المحلّ،وعلی الإتیان إن تجاوز ولا تبطل صلاته بالشکّ فیها،نعم لو شکّ فی أنّه الخامس فیکون آخر الرکعة الاُولی أو السادس فیکون أوّل الثانیة بطلت الصلاة من حیث رجوعه إلی الشکّ فی الرکعات.
(مسألة 7): الرکوعات فی هذه الصلاة أرکان تبطل بزیادتها ونقصها عمداً وسهواً کالیومیة.
(مسألة 8): إذا أدرک من وقت الکسوفین رکعة فقد أدرک الوقت و الصلاة أداءً،بل وکذلک إذا لم یسع وقتهما إلّابقدر الرکعة،بل وکذا إذا قصر عن أداء الرکعة أیضاً.
(مسألة 9): إذا علم بالکسوف أو الخسوف وأهمل حتّی مضی الوقت عصی ووجب القضاء،وکذا إذا علم ثمّ نسی وجب القضاء،و أمّا إذا لم یعلم بهما حتّی خرج الوقت الذی هو تمام الانجلاء،فإن کان القرص محترقاً وجب القضاء،
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 566
و إن لم یحترق کلّه لم یجب،و أمّا فی سائر الآیات فمع تعمّد التأخیر یجب الإتیان بها ما دام العمر،وکذا إذا علم ونسی،و أمّا إذا لم یعلم بها حتّی مضی الوقت أو حتّی مضی الزمان المتّصل بالآیة،ففی الوجوب بعد العلم إشکال ، لکن لا یترک الاحتیاط بالإتیان بها ما دام العمر فوراً ففوراً.
(مسألة 10): إذا علم بالآیة وصلّی،ثمّ بعد خروج الوقت أو بعد زمان الاتّصال بالآیة تبیّن له فساد صلاته وجب القضاء أو الإعادة.
(مسألة 11): إذا حصلت الآیة فی وقت الفریضة الیومیة فمع سعة وقتهما مخیّر بین تقدیم أیّهما شاء،و إن کان الأحوط تقدیم الیومیة،و إن ضاق وقت إحداهما دون الاُخری قدّمها،و إن ضاق وقتهما معاً قدّم الیومیة.
(مسألة 12): لو شرع فی الیومیة ثمّ ظهر له ضیق وقت صلاة الآیة قطعها مع سعة وقتها،واشتغل بصلاة الآیة،ولو اشتغل بصلاة الآیة فظهر له فی الأثناء ضیق وقت الإجزاء للیومیة قطعها واشتغل بها وأتمّها ثمّ عاد إلی صلاة الآیة من محلّ القطع؛إذا لم یقع منه منافٍ غیر الفصل المزبور،بل الأقوی جواز قطع صلاة الآیة والاشتغال بالیومیة إذا ضاق وقت فضیلتها،فضلاً عن الإجزاء،ثمّ العود إلی صلاة الآیة من محلّ القطع،لکنّ الأحوط خلافه.
(مسألة 13): یستحبّ فی هذه الصلاة امور:الأوّل و الثانی و الثالث:القنوت، والتکبیر قبل الرکوع وبعده،والسمعلة علی ما مرّ.الرابع:إتیانها بالجماعة؛أداءً کانت أو قضاءً،مع احتراق القرص وعدمه،والقول بعدم جواز الجماعة مع عدم
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 567
احتراق القرص ضعیف،ویتحمّل الإمام فیها عن المأموم القراءة خاصّة،کما فی الیومیة،دون غیرها من الأفعال و الأقوال.الخامس:التطویل فیها خصوصاً فی کسوف الشمس.السادس:إذا فرغ قبل تمام الانجلاء یجلس فی مصلّاه مشتغلاً بالدعاء و الذکر إلی تمام الانجلاء أو یعید الصلاة.السابع:قراءة السور الطوال ک«یس»و«النور»و«الروم»و«الکهف»ونحوها.الثامن:إکمال السورة فی کلّ قیام.التاسع:أن یکون کلّ من القنوت و الرکوع و السجود بقدر القراءة فی التطویل تقریباً.العاشر:الجهر بالقراءة فیها لیلاً أو نهاراً،حتّی فی کسوف الشمس علی الأصحّ.الحادی عشر:کونها تحت السماء.الثانی عشر:کونها فی المساجد،بل فی رحبها.
(مسألة 14): لا یبعد استحباب التطویل حتّی للإمام و إن کان یستحبّ له التخفیف فی الیومیة مراعاة لأضعف المأمومین.
(مسألة 15): یجوز الدخول فی الجماعة إذا أدرک الإمام قبل الرکوع الأوّل، أو فیه من الرکعة الاُولی أو الثانیة،و أمّا إذا أدرکه بعد الرکوع الأوّل من الاُولی،أو بعد الرکوع من الثانیة،فیشکل الدخول لاختلال النظم حینئذٍ بین صلاة الإمام والمأموم.
(مسألة 16): إذا حصل أحد موجبات سجود السهو فی هذه الصلاة فالظاهر وجوب الإتیان به بعدها کما فی الیومیة.
(مسألة 17): یجری فی هذه الصلاة قاعدة التجاوز عن المحلّ،وعدم التجاوز عند الشکّ فی جزء أو شرط کما فی الیومیة.
(مسألة 18): یثبت الکسوف و الخسوف وسائر الآیات بالعلم وشهادة
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 568
العدلین وإخبار الرصدی إذا حصل الاطمئنان بصدقه،علی إشکال فی الأخیر،لکن لا یترک معه الاحتیاط،وکذا فی وقتها ومقدار مکثها.
(مسألة 19): یختصّ وجوب الصلاة بمن فی بلد الآیة،فلا یجب علی غیره، نعم یقوی إلحاق المتّصل بذلک المکان ممّا یعدّ معه کالمکان الواحد.
(مسألة 20): تجب هذه الصلاة علی کلّ مکلّف،إلّاالحائض و النفساء، فیسقط عنهما أداؤها،والأحوط قضاؤها بعد الطهر و الطهارة.
(مسألة 21): إذا تعدّد السبب دفعة أو تدریجاً تعدّد وجوب الصلاة.
(مسألة 22): مع تعدّد ما علیه من سبب واحد لا یلزم التعیین،ومع تعدّد السبب نوعاً کالکسوف و الخسوف و الزلزلة الأحوط التعیین ولو إجمالاً،نعم مع تعدّد ما عدا هذه الثلاثة من سائر المخوّفات لا یجب التعیین و إن کان أحوط أیضاً.
(مسألة 23): المناط فی وجوب القضاء فی الکسوفین فی صورة الجهل احتراق القرص بتمامه،فلو لم یحترق التمام ولکن ذهب ضوء البقیّة باحتراق البعض،لم یجب القضاء مع الجهل،و إن کان أحوط،خصوصاً مع الصدق العرفی.
(مسألة 24): إذا أخبره جماعة بحدوث الکسوف-مثلاً-ولم یحصل له العلم
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 569
بقولهم،ثمّ بعد مضیّ الوقت تبیّن صدقهم،فالظاهر إلحاقه بالجهل،فلا یجب القضاء مع عدم احتراق القرص،وکذا لو أخبره شاهدان لم یعلم عدالتهما،ثمّ بعد مضیّ الوقت تبیّن عدالتهما،لکن الأحوط القضاء فی الصورتین .
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 570