القول:فی الواجبات
(مسألة 1): الواجب فی الوضوء غسل الوجه و الیدین ومسح الرأس والقدمین.والمراد بالوجه ما بین قصاص الشعر وطرف الذقن طولاً وما دارت علیه الإبهام و الوسطی عرضاً ،فما خرج عن ذلک لا یجب غسله.نعم یجب غسل شیء ممّا خرج عن الحدّ المذکور مقدّمة لتحصیل الیقین بغسل تمام ما اشتمل علیه الحدّ.
(مسألة 2): یجب أن یکون الغسل من أعلی الوجه ولا یجوز الغسل منکوساً،نعم لو ردّ الماء منکوساً ولکن نوی الغسل من الأعلی برجوعه جاز.
(مسألة 3): لا یجب غسل ما استرسل من اللحیة،أمّا ما دخل منها فی حدّ الوجه فإنّه یجب غسله،لکن الواجب غسل الظاهر منه؛من غیر فرق بین الکثیف و الخفیف مع صدق إحاطة الشعر بالبشرة و إن کان التخلیل فی الثانی
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 22
أحوط.و أمّا الیدان فالواجب غسلهما من المرفقین إلی أطراف الأصابع،ویجب غسل شیء من العضد للمقدّمة کالوجه.ولا یجوز ترک شیء من الوجه أو الیدین بلا غسل ولو مقدار مکان شعرة.
(مسألة 4): لا یجب غسل شیء من البواطن،کالعین و الأنف و الفم إلّا شیء منها من باب المقدّمة.وما لا یظهر من الشفتین بعد الانطباق من الباطن، فلا یجب غسله،کما لا یجب غسل باطن الثقبة التی فی الأنف موضع الحلقة أو الخزامة؛سواء کانت الحلقة فیها أم لا.
(مسألة 5): الوسخ تحت الأظفار لا یجب إزالته إلّاإذا کان ما تحته معدوداً من الظاهر،کما أنّه لو قصّ أظفاره فصار ما تحتها ظاهراً وجب غسله بعد إزالة الوسخ عنه.
(مسألة 6): إذا انقطع لحم من الیدین أو الوجه وجب غسل ما ظهر بعد القطع، ویجب غسل ذلک اللحم أیضاً و إن کان اتّصاله بجلدة رقیقة.
(مسألة 7): الشقوق التی تحدث علی ظهر الکفّ من جهة البرد إن کانت وسیعة یری جوفها وجب إیصال الماء إلیها وإلّا فلا.
(مسألة 8): ما یعلو البشرة مثل الجُدری عند الاحتراق ما دام باقیاً یکفی غسل ظاهره و إن انخرق،ولا یجب إیصال الماء تحت الجلدة،بل لو قطع بعض الجلدة وبقی البعض الآخر یکفی غسل ظاهر ذلک البعض ولا یجب قطعه بتمامه،ولو ظهر ما تحت الجلدة بتمامه لکن الجلدة متّصلة قد تلصق و قد لا تلصق یجب غسل ما تحتها،و إن کانت لاصقة یجب رفعها أو قطعها.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 23
(مسألة 9): یصحّ الوضوء بالارتماس مع مراعاة الأعلی فالأعلی،لکن فی الید الیسری لا بدّ أن یقصد الغسل حال الإخراج حتّی لا یلزم المسح بماء جدید،بل وکذا فی الید الیمنی إلّاأن یُبقی شیئاً من الید الیسری لیغسله بالید الیمنی حتّی یکون ما یبقی علیها من الرطوبة من ماء الوضوء.
(مسألة 10): یجب رفع ما یمنع وصول الماء أو تحریکه کالخاتم ونحوه،ولو شکّ فی وجود الحاجب لم یلتفت إذا لم یکن منشأ عقلائی لاحتمال وجوده، ولو شکّ فی شیء أنّه حاجب أم لا،وجب إزالته أو إیصال الماء إلی ما تحته.
(مسألة 11): ما ینجمد علی الجرح عند البرء ویصیر کالجلدة لا یجب رفعه ویجزی غسل ظاهره و إن کان رفعه سهلاً.و أمّا الدواء الذی انجمد علیه فما دام لم یمکن رفعه یکون بمنزلة الجبیرة یکفی غسل ظاهره،و إن أمکن رفعه بسهولة وجب.
(مسألة 12): الوسخ علی البشرة إن لم یکن جرماً مرئیّاً لا یجب إزالته-و إن کان عند المسح بالکیس یجتمع ویکون کثیراً-ما دام یصدق علیه غسل البشرة، وکذا مثل البیاض الذی یتبیّن علی الید من الجصّ أو النورة إذا کان یصل الماء إلی تحته ویصدق غسل البشرة،ولو شکّ فی کونه حاجباً وجب إزالته.و أمّا مسح الرأس فالواجب مسح شیء من مقدّمه،والأحوط عدم الاجتزاء بما دون عرض إصبع،وأحوط منه مسح مقدار ثلاثة أصابع مضمومة،بل الأولی کون المسح بالثلاثة.والمرأة کالرجل فی ذلک.
(مسألة 13): لا یجب کون المسح علی البشرة فیجوز علی الشعر النابت علی المقدّم،نعم إذا کان الشعر الذی منبته مقدّم الرأس طویلاً؛بحیث یتجاوز
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 24
بمدّه عن حدّه،لا یجوز المسح علی ذلک المقدار المتجاوز؛سواء کان مسترسلاً أو مجتمعاً فی المقدّم.
(مسألة 14): یجب أن یکون المسح بباطن الکفّ،والأحوط الأیمن،بل الأولی بالأصابع منه،وأن یکون المسح بما بقی فی یده من نداوة الوضوء، فلا یجوز استئناف ماء جدید.
(مسألة 15): یجب جفاف الممسوح علی وجه لا ینتقل منه أجزاء إلی الماسح.و أمّا مسح القدمین فالواجب مسح ظاهرهما من أطراف الأصابع إلی المفصل علی الأحوط طولاً.ولا تقدیر للعرض فیجزی ما یتحقّق به اسم المسح،والأفضل بل الأحوط أن یکون بتمام الکفّ،وما تقدّم فی مسح الرأس؛ من تجفیف الممسوح علی النحو المزبور وکون المسح بما بقی فی یده من نداوة الوضوء،یجری فی القدمین أیضاً.
(مسألة 16): إذا تعذّر المسح بباطن الکفّ مسح بظاهرها ،و إن تعذّر مسح بذراعه.
(مسألة 17): إذا جفّت رطوبة الکفّ أخذ من سائر مواضع الوضوء من حاجبه أو لحیته أو غیرهما ومسح به،و إذا لم یمکن الأخذ منها أعاد الوضوء.
ولو لم ینفع الإعادة من جهة حرارة الهواء أو البدن أو الید بحیث کلّما توضّأ جفّ
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 25
ماء وضوئه فلا یترک الاحتیاط بالجمع بین المسح بالید الیابسة ثمّ بالماء الجدید ثمّ التیمّم.
(مسألة 18): لا بدّ فی المسح من إمرار الماسح علی الممسوح،فلو عکس لم یجز،نعم لا تضرّ الحرکة الیسیرة فی الممسوح.
(مسألة 19): لا یجب فی مسح القدمین وضع أصابع الکفّ-مثلاً-علی أصابعهما وجرّها إلی الحدّ،بل یجزی أن یضع تمام کفّه علی تمام ظهر القدم ثمّ یجرّها قلیلاً بمقدار یصدق علیه المسح.
(مسألة 20): یجوز المسح علی القناع و الخفّ و الجورب وغیرها عند الضرورة؛من تقیّة أو برد أو سَبُع أو عدوّ ونحو ذلک ممّا یخاف بسببه عن رفع الحائل.ویعتبر فی المسح علی الحائل کلّ ما اعتبر فی مسح البشرة من کونه بالکفّ وبنداوة الوضوء وغیر ذلک.
کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 26