کتاب الصلاة

فصل:فی السجود

‏ ‏

فصل:فی السجود

‏وحقیقته:وضع الجبهة علی الأرض بقصد التعظیم.و هو أقسام:السجود ‏‎ ‎‏للصلاة-ومنه قضاء السجدة المنسیّة-وللسهو وللتلاوة وللشکر وللتذلّل ‏‎ ‎‏والتعظیم.أمّا سجود الصلاة فیجب فی کلّ رکعة من الفریضة و النافلة سجدتان، ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 512
‏وهما معاً من الأرکان،فتبطل بالإخلال بهما معاً،وکذا بزیادتهما معاً فی ‏‎ ‎‏الفریضة؛عمداً کان أو سهواً أو جهلاً،کما أنّها تبطل بالإخلال بإحداهما عمداً، ‏‎ ‎‏وکذا بزیادتها،ولا تبطل-علی الأقوی-بنقصان واحدة ولا بزیادتها سهواً.‏

‏وواجباته امور:أحدها:وضع المساجد السبعة علی الأرض،و هی الجبهة ‏‎ ‎‏والکفّان و الرکبتان و الإبهامان من الرجلین،والرکنیة تدور مدار وضع الجبهة، ‏‎ ‎‏فتحصل الزیادة و النقیصة به دون سائر المساجد،فلو وضع الجبهة دون سائرها ‏‎ ‎‏تحصل الزیادة،کما أنّه لو وضع سائرها ولم یضعها یصدق ترکه.الثانی:الذکر، ‏‎ ‎‏والأقوی کفایة مطلقه و إن کان الأحوط اختیار التسبیح علی نحو ما مرّ فی ‏‎ ‎‏الرکوع إلّاأنّ فی التسبیحة الکبری یبدّل العظیم بالأعلی.الثالث:الطمأنینة فیه ‏‎ ‎‏بمقدار الذکر الواجب بل المستحبّ أیضاً إذا أتی به بقصد الخصوصیة،فلو شرع ‏‎ ‎‏فی الذکر قبل الوضع أو الاستقرار عمداً بطل وأبطل،و إن کان سهواً وجب ‏‎ ‎‏التدارک ‏‎[1]‎‏إن تذکّر قبل رفع الرأس،وکذا لو أتی به حال الرفع أو بعده،ولو کان ‏‎ ‎‏بحرف واحد منه،فإنّه مبطل إن کان عمداً،ولا یمکن التدارک إن کان سهواً؛إلّا ‏‎ ‎‏إذا ترک الاستقرار وتذکّر قبل رفع الرأس.الرابع:رفع الرأس منه.الخامس: ‏

‏الجلوس بعده مطمئنّاً ثمّ الانحناء للسجدة الثانیة.السادس:کون المساجد ‏‎ ‎‏السبعة فی محالّها إلی تمام الذکر،فلو رفع بعضها بطل وأبطل إن کان عمداً، ‏‎ ‎‏ویجب تدارکه إن کان سهواً،نعم لا مانع من رفع ما عدا الجبهة فی غیر حال ‏‎ ‎‏الذکر ثمّ وضعه عمداً کان أو سهواً،من غیر فرق بین کونه لغرض کحکّ الجسد ‏‎ ‎‏ونحوه أو بدونه.السابع:مساواة موضع الجبهة للموقف؛بمعنی عدم علوّه أو ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 513
‏انخفاضه أزید من مقدار لبنة موضوعة علی أکبر سطوحها،أو أربع أصابع ‏‎ ‎‏مضمومات،ولا بأس بالمقدار المذکور،ولا فرق فی ذلک بین الانحدار ‏‎ ‎‏والتسنیم،نعم الانحدار الیسیر ‏‎[2]‎‏لا اعتبار به فلا یضرّ معه الزیادة علی المقدار ‏‎ ‎‏المذکور،والأقوی عدم اعتبار ذلک فی باقی المساجد لا بعضها مع بعض،ولا ‏‎ ‎‏بالنسبة إلی الجبهة،فلا یقدح ارتفاع مکانها أو انخفاضه ما لم یخرج به السجود ‏‎ ‎‏عن مسمّاه.الثامن:وضع الجبهة علی ما یصحّ السجود علیه من الأرض وما ‏‎ ‎‏نبت منها غیر المأکول و الملبوس علی ما مرّ فی بحث المکان.التاسع:طهارة ‏‎ ‎‏محلّ وضع الجبهة.العاشر:المحافظة علی العربیة و الترتیب و الموالاة فی الذکر.‏

‏         (مسألة 1): الجبهة ما بین قصاص شعر الرأس وطرف الأنف الأعلی ‏‎ ‎‏والحاجبین طولاً،وما بین الجبینین عرضاً،ولا یجب فیها الاستیعاب،بل یکفی ‏‎ ‎‏صدق السجود علی مسمّاها،ویتحقّق المسمّی بمقدار الدرهم ‏‎[3]‎‏قطعاً، ‏‎ ‎‏والأحوط عدم الأنقص،ولا یعتبر کون المقدار المذکور مجتمعاً،بل یکفی و إن ‏‎ ‎‏کان متفرّقاً مع الصدق،فیجوز السجود علی السبحة الغیر المطبوخة إذا کان ‏‎ ‎‏مجموع ما وقعت علیه الجبهة بقدر الدرهم.‏

‏         (مسألة 2): یشترط مباشرة الجبهة لما یصحّ السجود علیه،فلو کان هناک ‏‎ ‎‏مانع أو حائل علیه أو علیها وجب رفعه،حتّی مثل الوسخ ‏‎[4]‎‏الذی علی التربة إذا ‏‎ ‎‏کان مستوعباً لها بحیث لم یبق مقدار الدرهم منها ولو متفرّقاً خالیاً عنه،وکذا ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 514
‏بالنسبة إلی شعر المرأة الواقع علی جبهتها فیجب رفعه بالمقدار الواجب،بل ‏‎ ‎‏الأحوط إزالة الطین اللاصق بالجبهة فی السجدة الاُولی،وکذا إذا لصقت التربة ‏‎ ‎‏بالجبهة،فإنّ الأحوط رفعها،بل الأقوی وجوب رفعها إذا توقّف صدق ‏‎ ‎‏السجود ‏‎[5]‎‏علی الأرض أو نحوها علیه،و أمّا إذا لصق بها تراب یسیر لا ینافی ‏‎ ‎‏الصدق فلا بأس به،و أمّا سائر المساجد فلا یشترط فیها المباشرة للأرض.‏

‏         (مسألة 3): یشترط فی الکفّین وضع باطنهما مع الاختیار،ومع الضرورة ‏‎ ‎‏یجزی الظاهر،کما أنّه مع عدم إمکانه؛لکونه مقطوع الکفّ أو لغیر ذلک،ینتقل ‏‎ ‎‏إلی الأقرب من الکفّ،فالأقرب من الذراع و العضد.‏

‏         (مسألة 4): لا یجب استیعاب ‏‎[6]‎‏باطن الکفّین أو ظاهرهما،بل یکفی ‏‎ ‎‏المسمّی ولو بالأصابع فقط أو بعضها،نعم لا یجزی وضع رؤوس الأصابع مع ‏‎ ‎‏الاختیار،کما لا یجزی لو ضمّ أصابعه وسجد علیها مع الاختیار.‏

‏         (مسألة 5): فی الرکبتین أیضاً یجزی وضع المسمّی منهما،ولا یجب ‏‎ ‎‏الاستیعاب،ویعتبر ظاهرهما دون الباطن،والرکبة مجمع عظمی الساق و الفخذ، ‏‎ ‎‏فهی بمنزلة المرفق من الید.‏

‏         (مسألة 6): الأحوط فی الإبهامین وضع الطرف من کلّ منهما،دون الظاهر أو ‏‎ ‎‏الباطن منهما،ومن قطع إبهامه یضع ما بقی منه،و إن لم یبق منه شیء أو کان ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 515
‏قصیراً یضع سائر أصابعه،ولو قطعت جمیعها یسجد علی ما بقی من قدمیه، ‏‎ ‎‏والأولی و الأحوط ملاحظة محلّ الإبهام.‏

‏         (مسألة 7): الأحوط ‏‎[7]‎‏الاعتماد علی الأعضاء السبعة؛بمعنی إلقاء ثقل البدن ‏‎ ‎‏علیها،و إن کان الأقوی عدم وجوب أزید من المقدار الذی یتحقّق معه صدق ‏‎ ‎‏السجود،ولا یجب مساواتها فی إلقاء الثقل،ولا عدم مشارکة غیرها معها من ‏‎ ‎‏سائر الأعضاء کالذراع وباقی أصابع الرجلین.‏

‏         (مسألة 8): الأحوط کون السجود علی الهیئة المعهودة،و إن کان الأقوی ‏‎ ‎‏کفایة وضع المساجد السبعة بأیّ هیئة کان ما دام یصدق السجود،کما إذا ألصق ‏‎ ‎‏صدره وبطنه بالأرض،بل ومدّ رجله ‏‎[8]‎‏أیضاً،بل ولو انکبّ علی وجهه لاصقاً ‏‎ ‎‏بالأرض مع وضع المساجد بشرط الصدق المذکور،لکن قد یقال بعدم الصدق ‏‎ ‎‏وأ نّه من النوم علی وجهه.‏

‏         (مسألة 9): لو وضع ‏‎[9]‎‏جبهته علی موضع مرتفع أزید من المقدار المغتفر ‏‎ ‎‏کأربع أصابع مضمومات،فإن کان الارتفاع بمقدار لا یصدق معه السجود عرفاً ‏‎ ‎‏جاز رفعها ووضعها ثانیاً،کما یجوز جرّها،و إن کان بمقدار یصدق معه السجدة ‏‎ ‎‏عرفاً،فالأحوط الجرّ لصدق زیادة السجدة مع الرفع،ولو لم یمکن الجرّ ‏‎ ‎‏فالأحوط الإتمام و الإعادة. ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 516
‏         (مسألة 10): لو وضع جبهته علی ما لا یصحّ السجود علیه،یجب علیه ‏‎ ‎‏الجرّ،ولا یجوز رفعها؛لاستلزامه زیادة السجدة،ولا یلزم من الجرّ ذلک،ومن ‏‎ ‎‏هنا یجوز له ذلک مع الوضع علی ما یصحّ أیضاً لطلب الأفضل أو الأسهل ونحو ‏‎ ‎‏ذلک،و إذا لم یمکن إلّاالرفع،فإن کان الالتفات إلیه قبل تمام الذکر،فالأحوط ‏‎ ‎‏الإتمام ثمّ الإعادة،و إن کان بعد تمامه،فالاکتفاء به قویّ،کما لو التفت بعد رفع ‏‎ ‎‏الرأس و إن کان الأحوط ‏‎[10]‎‏الإعادة أیضاً.‏

‏         (مسألة 11): من کان بجبهته دمل أو غیره،فإن لم یستوعبها وأمکن سجوده ‏‎ ‎‏علی الموضع السلیم سجد علیه،وإلّا حفر حفیرة لیقع السلیم منها علی الأرض، ‏‎ ‎‏و إن استوعبها أو لم یمکن بحفر الحفیرة أیضاً سجد علی أحد الجبینین من غیر ‏‎ ‎‏ترتیب و إن کان الأولی و الأحوط تقدیم الأیمن علی الأیسر،و إن تعذّر سجد ‏‎ ‎‏علی ذقنه،فإن تعذّر اقتصر علی الانحناء ‏‎[11]‎‏الممکن.‏

‏         (مسألة 12): إذا عجز عن الانحناء للسجود انحنی بالقدر الممکن مع رفع ‏‎ ‎‏المسجد ‏‎[12]‎‏إلی جبهته ووضع سائر المساجد فی محالّها،و إن لم یتمکّن من ‏‎ ‎‏الانحناء أصلاً أومأ برأسه،و إن لم یتمکّن فبالعینین،والأحوط له رفع المسجد ‏‎ ‎‏مع ذلک إذا تمکّن من وضع الجبهة علیه،وکذا الأحوط ‏‎[13]‎‏وضع ما یتمکّن من ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 517
‏سائر المساجد فی محالّها،و إن لم یتمکّن من الجلوس،أومأ برأسه،وإلّا ‏‎ ‎‏فبالعینین،و إن لم یتمکّن من جمیع ذلک ینوی بقلبه جالساً،أو قائماً إن لم یتمکّن ‏‎ ‎‏من الجلوس،والأحوط الإشارة بالید ونحوها مع ذلک.‏

‏         (مسألة 13): إذا حرّک إبهامه فی حال الذکر عمداً،أعاد الصلاة احتیاطاً،و إن ‏‎ ‎‏کان سهواً أعاد الذکر ‏‎[14]‎‏إن لم یرفع رأسه،وکذا لو حرّک سائر المساجد،و أمّا ‏‎ ‎‏لو حرّک أصابع یده مع وضع الکفّ بتمامها،فالظاهر عدم البأس به؛لکفایة ‏‎ ‎‏اطمئنان بقیّة الکفّ،نعم لو سجد علی خصوص الأصابع ‏‎[15]‎‏کان تحریکها ‏‎ ‎‏کتحریک إبهام الرجل.‏

‏         (مسألة 14): إذا ارتفعت الجبهة قهراً من الأرض قبل الإتیان بالذکر،فإن ‏‎ ‎‏أمکن حفظها عن الوقوع ثانیاً حسبت سجدة،فیجلس ویأتی بالاُخری إن کانت ‏‎ ‎‏الاُولی،ویکتفی بها إن کانت الثانیة،و إن عادت إلی الأرض قهراً فالمجموع ‏‎ ‎‏سجدة واحدة فیأتی بالذکر و إن کان بعد الإتیان به اکتفی به.‏

‏         (مسألة 15): لا بأس بالسجود علی غیر الأرض ونحوها،مثل الفراش فی ‏‎ ‎‏حال التقیّة،ولا یجب التفصّی عنها بالذهاب إلی مکان آخر،نعم لو کان فی ذلک ‏‎ ‎‏المکان مندوحة-بأن یصلّی علی الباریة،أو نحوها ممّا یصحّ السجود علیه- ‏‎ ‎‏وجب اختیارها.‏

‏         (مسألة 16): إذا نسی السجدتین أو إحداهما،وتذکّر قبل الدخول فی الرکوع ‏‎ ‎‏وجب العود إلیها،و إن کان بعد الرکوع مضی إن کان المنسیّ واحدة،وقضاها بعد ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 518
‏السلام ‏‎[16]‎‏وتبطل الصلاة إن کان اثنتین،و إن کان فی الرکعة الأخیرة یرجع ما ‏‎ ‎‏لم یسلّم،و إن تذکّر بعد السلام بطلت الصلاة ‏‎[17]‎‏إن کان المنسیّ اثنتین،و إن کان ‏‎ ‎‏واحدة قضاها ‏‎[18]‎

‏         (مسألة 17): لا یجوز الصلاة علی ما لا تستقرّ ‏‎[19]‎‏المساجد علیه کالقطن ‏‎ ‎‏المندوف،والمخدّة من الریش،والکومة من التراب الناعم،أو کدائس ‏‎ ‎‏الحنطة ونحوها.‏

‏         (مسألة 18): إذا دار أمر العاجز عن الانحناء التامّ للسجدة بین وضع الیدین ‏‎ ‎‏علی الأرض،وبین رفع ما یصحّ السجود علیه ووضعه علی الجبهة،فالظاهر ‏‎ ‎‏تقدیم الثانی ‏‎[20]‎‏،فیرفع یدیه أو إحداهما عن الأرض؛لیضع ما یصحّ السجود علیه ‏‎ ‎‏علی جبهته،ویحتمل التخییر.‏

‏فصل فی مستحبّات السجود ‏

‏:و هی امور:الأوّل:التکبیر حال الانتصاب من ‏‎ ‎‏الرکوع قائماً أو قاعداً.الثانی:رفع الیدین حال التکبیر.الثالث:السبق بالیدین ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 519
‏إلی الأرض عند الهویّ إلی السجود.الرابع:استیعاب الجبهة علی ما یصحّ ‏‎ ‎‏السجود علیه،بل استیعاب ‏‎[21]‎‏جمیع المساجد.الخامس:الإرغام بالأنف علی ما ‏‎ ‎‏یصحّ السجود علیه.السادس:بسط الیدین مضمومتی الأصابع حتّی الإبهام ‏‎ ‎‏حذاء الاُذنین؛متوجّهاً بهما إلی القبلة.السابع:شغل النظر إلی طرف الأنف حال ‏‎ ‎‏السجود.الثامن:الدعاء قبل الشروع فی الذکر؛بأن یقول:«اللهمّ لک سجدت، ‏‎ ‎‏وبک آمنت،ولک أسلمت،وعلیک توکّلت،وأنت ربّی،سجد وجهی للذی خلقه، ‏‎ ‎‏وشقّ سمعه وبصره،والحمد للّٰه‌ربّ العالمین،تبارک اللّٰه أحسن الخالقین». ‏

‏التاسع:تکرار الذکر.العاشر:الختم علی الوتر.الحادی عشر:اختیار التسبیح ‏‎ ‎‏من الذکر،والکبری من التسبیح،وتثلیثها أو تخمیسها أو تسبیعها.الثانی عشر: ‏

‏أن یسجد علی الأرض،بل التراب دون مثل الحجر و الخشب.الثالث عشر: ‏

‏مساواة موضع الجبهة مع الموقف،بل مساواة جمیع المساجد.الرابع عشر: ‏

‏الدعاء فی السجود أو الأخیر بما یرید من حاجات الدنیا و الآخرة،وخصوص ‏‎ ‎‏طلب الرزق الحلال بأن یقول:«یا خیر المسؤولین،ویا خیر المعطین ارزقنی ‏‎ ‎‏وارزق عیالی من فضلک فإنّک ذو الفضل العظیم».الخامس عشر:التورّک فی ‏‎ ‎‏الجلوس بین السجدتین وبعدهما،و هو أن یجلس علی فخذه الأیسر جاعلاً ‏‎ ‎‏ظهر القدم الیمنی فی بطن الیسری.السادس عشر:أن یقول فی الجلوس بین ‏‎ ‎‏السجدتین:«أستغفر اللّٰه ربّی وأتوب إلیه».السابع عشر:التکبیر بعد الرفع من ‏‎ ‎‏السجدة الاُولی بعد الجلوس مطمئنّاً،والتکبیر للسجدة الثانیة و هو قاعد.الثامن ‏‎ ‎‏عشر:التکبیر بعد الرفع من الثانیة کذلک.التاسع عشر:رفع الیدین حال ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 520
‏التکبیرات.العشرون:وضع الیدین علی الفخذین حال الجلوس؛الیمنی علی ‏‎ ‎‏الیمنی،والیسری علی الیسری.الحادی و العشرون:التجافی حال السجود؛ ‏‎ ‎‏بمعنی رفع البطن عن الأرض.الثانی و العشرون:التجنّح؛بمعنی تجافی الأعضاء ‏‎ ‎‏حال السجود؛بأن یرفع مرفقیه عن الأرض مفرّجاً بین عضدیه وجنبیه،ومبعّداً ‏‎ ‎‏یدیه عن بدنه جاعلاً یدیه کالجناحین.الثالث و العشرون:أن یصلّی علی النبی ‏‎ ‎‏وآله فی السجدتین.الرابع و العشرون:أن یقوم سابقاً برفع رکبتیه قبل یدیه. ‏

‏الخامس و العشرون:أن یقول بین السجدتین:«اللهمّ اغفر لی وارحمنی وأجرنی ‏‎ ‎‏وادفع عنّی فإنّی لما أنزلت إلیّ من خیر فقیر تبارک اللّٰه ربّ العالمین».السادس ‏‎ ‎‏والعشرون:أن یقول عند النهوض للقیام:«بحول اللّٰه وقوّته أقوم وأقعد»أو یقول: ‏

‏«اللهمّ بحولک وقوّتک أقوم وأقعد».السابع و العشرون:أن لا یعجن بیدیه عند ‏‎ ‎‏إرادة النهوض؛أی‌لا یقبضهما،بل یبسطهما علی الأرض معتمداً علیهما ‏‎ ‎‏للنهوض.الثامن و العشرون:وضع الرکبتین قبل الیدین للمرأة-عکس الرجل- ‏‎ ‎‏عند الهویّ للسجود،وکذا یستحبّ عدم تجافیها حاله،بل تفترش ذراعیها ‏‎ ‎‏وتلصق بطنها بالأرض،وتضمّ أعضاءها،وکذا عدم رفع عجیزتها حال النهوض ‏‎ ‎‏للقیام،بل تنهض وتنتصب عدلاً.التاسع و العشرون:إطالة السجود و الإکثار فیه ‏‎ ‎‏من التسبیح و الذکر.الثلاثون:مباشرة الأرض بالکفّین.الواحد و الثلاثون:زیادة ‏‎ ‎‏تمکین الجبهة وسائر المساجد فی السجود.‏

‏         (مسألة 1): یکره الإقعاء فی الجلوس بین السجدتین،بل بعدهما أیضاً،و هو ‏‎ ‎‏أن یعتمد بصدور قدمیه علی الأرض ویجلس علی عقبیه کما فسّره به الفقهاء، ‏‎ ‎‏بل بالمعنی الآخر المنسوب إلی اللغویّین أیضاً،و هو أن یجلس علی ألیتیه ‏‎ ‎‏وینصب ساقیه ویتساند إلی ظهره کإقعاء الکلب.‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 521
‏         (مسألة 2): یکره نفخ موضع السجود إذا لم یتولّد حرفان،وإلّا فلا یجوز،بل ‏‎ ‎‏مبطل للصلاة،وکذا یکره عدم رفع الیدین من الأرض بین السجدتین.‏

‏(مسألة 3): یکره قراءة القرآن فی السجود،کما کان یکره فی الرکوع.‏

‏         (مسألة 4): الأحوط عدم ترک جلسة الاستراحة،و هی الجلوس بعد ‏‎ ‎‏السجدة الثانیة فی الرکعة الاُولی،والثالثة ممّا لا تشهّد فیه،بل وجوبها لا یخلو ‏‎ ‎‏عن قوّة ‏‎[22]‎

‏         (مسألة 5): لو نسیها رجع إلیها ‏‎[23]‎‏ما لم یدخل فی الرکوع‏

‏فصل:فی سائر أقسام السجود ‏

‏(مسألة 1): یجب السجود للسهو کما سیأتی مفصّلاً فی أحکام الخلل.‏

‏         (مسألة 2): یجب السجود علی من قرأ إحدی آیاته الأربع فی السور الأربع، ‏‎ ‎‏و هی:«الم تنزیل»عند قوله: «وَ هُمْ لاٰ یَسْتَکْبِرُونَ» .و«حم فصّلت»عند قوله: ‏

‏«تَعْبُدُونَ» ،و«النجم»،و«العلق»-و هی سورة«اقرأ باسم»-عند ختمهما، ‏‎ ‎‏وکذا یجب علی المستمع لها بل السامع علی الأظهر ‏‎[24]‎‏،ویستحبّ فی أحد عشر ‏‎ ‎‏موضعاً:فی«الأعراف»عند قوله: «وَ لَهُ یَسْجُدُونَ» ،وفی«الرعد»عند قوله: ‏

‏«وَ ظِلاٰلُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ» ،وفی«النحل»عند قوله: «وَ یَفْعَلُونَ مٰا ‏‎ ‎‏یُؤْمَرُونَ» ،وفی«بنی إسرائیل»عند قوله: «وَ یَزِیدُهُمْ خُشُوعاً» ،وفی«مریم» ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 522
‏عند قوله: «خَرُّوا سُجَّداً وَ بُکِیًّا» ،وفی سورة«الحجّ»فی موضعین عند قوله: ‏

‏«یَفْعَلُ مٰا یَشٰاءُ» ،وعند قوله: «وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ...» ،وفی«الفرقان»عند قوله: ‏

‏«وَ زٰادَهُمْ نُفُوراً» ،وفی«النمل»عند قوله: «رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِیمِ» ،وفی«ص» ‏‎ ‎‏عند قوله: «وَ خَرَّ رٰاکِعاً وَ أَنٰابَ» ،وفی«الانشقاق»عند قوله: «وَ إِذٰا قُرِئَ» ، ‏‎ ‎‏بل الأحوط الأولی السجود عند کلّ آیة فیها أمر بالسجود.‏

‏         (مسألة 3): یختصّ الوجوب والاستحباب بالقارئ و المستمع و السامع للآیات، ‏‎ ‎‏فلا یجب علی من کتبها أو تصوّرها أو شاهدها مکتوبة أو أخطرها بالبال.‏

‏(مسألة 4): السبب مجموع الآیة،فلا یجب بقراءة بعضها ولو لفظ السجدة منها.‏

‏         (مسألة 5): وجوب السجدة فوری فلا یجوز التأخیر،نعم لو نسیها أتی بها ‏‎ ‎‏إذا تذکّر،بل وکذلک لو ترکها عصیاناً.‏

‏         (مسألة 6): لو قرأ بعض الآیة وسمع بعضها الآخر،فالأحوط الإتیان ‏‎ ‎‏بالسجدة.‏

‏(مسألة 7): إذا قرأها غلطاً أو سمعها ممّن قرأها غلطاً فالأحوط السجدة أیضاً.‏

‏         (مسألة 8): یتکرّر السجود مع تکرّر القراءة أو السماع أو الاختلاف،بل و إن ‏‎ ‎‏کان فی زمان واحد؛بأن قرأها جماعة أو قرأها شخص حین قراءته علی ‏‎ ‎‏الأحوط ‏‎[25]‎

‏         (مسألة 9): لا فرق فی وجوبها بین السماع من المکلّف أو غیره،کالصغیر ‏‎ ‎‏والمجنون؛إذا کان قصدهما قراءة القرآن. ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 523
‏         (مسألة 10): لو سمعها فی أثناء الصلاة أو قرأها أومأ للسجود ‏‎[26]‎‏وسجد بعد ‏‎ ‎‏الصلاة وأعادها.‏

‏         (مسألة 11): إذا سمعها أو قرأها فی حال السجود،یجب رفع الرأس منه ثمّ ‏‎ ‎‏الوضع،ولا یکفی البقاء بقصده،بل ولا الجرّ إلی مکان آخر.‏

‏         (مسألة 12): الظاهر عدم وجوب نیّته حال الجلوس أو القیام لیکون الهویّ ‏‎ ‎‏إلیه بنیّته،بل یکفی نیّته قبل وضع الجبهة بل مقارناً ‏‎[27]‎‏له.‏

‏         (مسألة 13): الظاهر أنّه یعتبر فی وجوب السجدة کون القراءة بقصد ‏‎ ‎‏القرآنیة،فلو تکلّم شخص بالآیة لا بقصد القرآنیة لا یجب السجود بسماعه، ‏‎ ‎‏وکذا لو سمعها ممّن قرأها حال النوم أو سمعها من صبیّ غیر ممیّز،بل وکذا لو ‏‎ ‎‏سمعها من صندوق حبس الصوت،و إن کان الأحوط السجود فی الجمیع.‏

‏         (مسألة 14): یعتبر فی السماع تمییز الحروف و الکلمات،فمع سماع ‏‎ ‎‏الهمهمة لا یجب السجود و إن کان أحوط.‏

‏         (مسألة 15) :لا یجب السجود لقراءة ترجمتها أو سماعها؛و إن کان المقصود ‏‎ ‎‏ترجمة الآیة.‏

‏         (مسألة 16): یعتبر ‏‎[28]‎‏فی هذا السجود بعد تحقّق مسمّاه-مضافاً إلی النیّة- ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 524
‏إباحة المکان،وعدم علوّ المسجد بما یزید علی أربعة أصابع،والأحوط وضع ‏‎ ‎‏سائر المساجد ووضع الجبهة علی ما یصحّ السجود علیه،ولا یعتبر فیه الطهارة ‏‎ ‎‏من الحدث ولا من الخبث،فتسجد الحائض وجوباً عند سببه،وندباً عند سبب ‏‎ ‎‏الندب،وکذا الجنب،وکذا لا یعتبر فیه الاستقبال ولا طهارة موضع الجبهة، ‏‎ ‎‏ولا ستر العورة،فضلاً عن صفات الساتر؛من الطهارة وعدم کونه حریراً أو ‏‎ ‎‏ذهباً أو جلد میتة،نعم یعتبر ‏‎[29]‎‏أن لا یکون لباسه مغصوباً إذا کان السجود یعدّ ‏‎ ‎‏تصرّفاً فیه.‏

‏         (مسألة 17): لیس فی هذا السجود تشهّد ولا تسلیم ولا تکبیر افتتاح،نعم ‏‎ ‎‏یستحبّ التکبیر للرفع منه،بل الأحوط عدم ترکه.‏

‏         (مسألة 18): یکفی فیه مجرّد السجود،فلا یجب فیه الذکر و إن کان ‏‎ ‎‏یستحبّ،ویکفی فی وظیفة الاستحباب کلّ ما کان،ولکنّ الأولی أن یقول: ‏

‏«سجدت لک یا ربّ تعبّداً ورقّاً،لا مستکبراً عن عبادتک ولا مستنکفاً ‏‎ ‎‏ولا مستعظماً،بل أنا عبد ذلیل خائف مستجیر»أو یقول:«لا إله إلّااللّٰه حقّاً حقّاً، ‏‎ ‎‏لا إله إلّااللّٰه إیماناً وتصدیقاً،لا إله إلّااللّٰه عبودیة ورقّاً،سجدت لک یا ربّ تعبّداً ‏‎ ‎‏ورقّاً،لا مستنکفاً ولا مستکبراً،بل أنا عبد ذلیل ضعیف خائف مستجیر»أو ‏‎ ‎‏یقول:«إلهی آمنّا بما کفروا،وعرفنا منک ما أنکروا،وأجبناک إلی ما دعوا،إلهی ‏‎ ‎‏فالعفو العفو»أو یقول ما قاله النبی صلی الله علیه و آله و سلم فی سجود سورة«العلق»و هو:«أعوذ ‏‎ ‎‏برضاک من سخطک،وبمعافاتک عن عقوبتک،وأعوذ بک منک،لا احصی ثناء ‏‎ ‎‏علیک،أنت کما أثنیت علی نفسک». ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 525
‏         (مسألة 19): إذا سمع القراءة مکرّراً وشکّ بین الأقلّ و الأکثر یجوز له ‏‎ ‎‏الاکتفاء فی التکرار بالأقلّ،نعم لو علم العدد وشکّ فی الإتیان بین الأقلّ و الأکثر ‏‎ ‎‏وجب الاحتیاط بالبناء علی الأقلّ أیضاً.‏

‏         (مسألة 20): فی صورة وجوب التکرار یکفی فی صدق التعدّد رفع الجبهة ‏‎ ‎‏عن الأرض،ثمّ الوضع للسجدة الاُخری،ولا یعتبر الجلوس ثمّ الوضع،بل ‏‎ ‎‏ولا یعتبر رفع سائر المساجد و إن کان أحوط.‏

‏         (مسألة 21): یستحبّ السجود للشکر لتجدّد نعمة أو دفع نقمة أو تذکّرهما ‏‎ ‎‏ممّا کان سابقاً،أو للتوفیق لأداء فریضة أو نافلة أو فعل خیر ولو مثل الصلح بین ‏‎ ‎‏اثنین،فقد روی عن بعض الأئمّة علیهم السلام أنّه کان إذا صالح بین اثنین أتی بسجدة ‏‎ ‎‏الشکر،ویکفی فی هذا السجود مجرّد وضع الجبهة مع النیّة،نعم یعتبر فیه إباحة ‏‎ ‎‏المکان ‏‎[30]‎‏،ولا یشترط فیه الذکر و إن کان یستحبّ أن یقول:«شکراً للّٰه»أو ‏‎ ‎‏«شکراً شکراً»و«عفواً عفواً»مائة مرّة،أو ثلاث مرّات،ویکفی مرّة واحدة ‏‎ ‎‏أیضاً،ویجوز الاقتصار علی سجدة واحدة،ویستحبّ مرّتان،ویتحقّق التعدّد ‏‎ ‎‏بالفصل بینهما بتعفیر الخدّین أو الجبینین أو الجمیع مقدّماً للأیمن منهما علی ‏‎ ‎‏الأیسر،ثمّ وضع الجبهة ثانیاً،ویستحبّ فیه افتراش الذراعین،وإلصاق الجؤجؤ ‏‎ ‎‏والصدر و البطن بالأرض ویستحبّ أیضاً أن یمسح موضع سجوده بیده،ثمّ ‏‎ ‎‏إمرارها علی وجهه ومقادیم بدنه،ویستحبّ أن یقرأ فی سجوده ما ورد فی ‏‎ ‎‏حسنة عبداللّٰه بن جندب عن موسی بن جعفر علیهما السلام:ما أقول فی سجدة الشکر، ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 526
‏فقد اختلف أصحابنا فیه؟فقال علیه السلام:«قل وأنت ساجد:اللهمّ إنّی اشهدک واُشهد ‏‎ ‎‏ملائکتک وأنبیاءک ورسلک وجمیع خلقک أنّک أنت اللّٰه ربّی،والإسلام دینی، ‏‎ ‎‏ومحمّداً نبیّی،وعلیاً و الحسن و الحسین-إلی‌آخرهم-أئمّتی،بهم أتولّی،ومن ‏‎ ‎‏أعدائهم أتبرّأ،اللهمّ إنّی أنشدک دم المظلوم-ثلاثاً-اللهمّ إنّی أنشدک بإیوائک ‏‎ ‎‏علی نفسک لأعدائک لتهلکنّهم بأیدینا وأیدی المؤمنین،اللهمّ إنّی أنشدک بإیوائک ‏‎ ‎‏علی نفسک لأولیائک لتظفرنّهم بعدوّک وعدوّهم أن تصلّی علی محمّد وعلی ‏‎ ‎‏المستحفظین من آل محمّد-ثلاثاً-اللهمّ إنّی أسأ لُک الیسر بعد العسر-ثلاثاً-ثمّ ‏‎ ‎‏تضع خدّک الأیمن علی الأرض وتقول:یا کهفی حین تعیینی المذاهب،وتضیق ‏‎ ‎‏علیَّ الأرض بما رحبت،یا بارئ خلقی رحمة بی و قد کنت عن خلقی غنیّاً، ‏‎ ‎‏صلّ علی محمّد وعلی المستحفظین من آل محمّد،ثمّ تضع خدّک الأیسر ‏‎ ‎‏وتقول:یا مذلّ کلّ جبّار،ویا معزّ کلّ ذلیل،قد وعزّتک بلغ مجهودی-ثلاثاً-ثمّ ‏‎ ‎‏تقول:یا حنّان یا منّان یا کاشف الکرب العظام،ثمّ تعود للسجود فتقول مائة ‏‎ ‎‏مرّة:شکراً شکراً،ثمّ تسأل حاجتک إن شاء اللّٰه»،والأحوط وضع الجبهة فی ‏‎ ‎‏هذه السجدة أیضاً علی ما یصحّ السجود علیه،ووضع سائر المساجد علی ‏‎ ‎‏الأرض ولا بأس بالتکبیر قبلها وبعدها لا بقصد الخصوصیة و الورود.‏

‏         (مسألة 22): إذا وجد سبب سجود الشکر وکان له مانع من السجود علی ‏‎ ‎‏الأرض فلیومئ برأسه،ویضع خدّه علی کفّه،فعن الصادق علیه السلام إذا ذکر أحدکم ‏‎ ‎‏نعمة اللّٰه عزّ وجلّ فلیضع خدّه علی التراب شکراً للّٰه،و إن کان راکباً فلینزل ‏‎ ‎‏فلیضع خدّه علی التراب،و إن لم یکن یقدر علی النزول للشهرة فلیضع خدّه ‏‎ ‎‏علی قربوسه،فإن لم یقدر فلیضع خدّه علی کفّه،ثمّ لیحمد اللّٰه علی ما أنعم ‏‎ ‎‏علیه،ویظهر من هذا الخبر تحقّق السجود بوضع الخدّ فقط من دون الجبهة.‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 527
‏         (مسألة 23): یستحبّ السجود بقصد التذلّل أو التعظیم للّٰه‌تعالی،بل من حیث ‏‎ ‎‏هو راجح وعبادة،بل من أعظم العبادات وآکدها،بل ما عبداللّٰه بمثله،وما من ‏‎ ‎‏عمل أشدّ علی إبلیس من أن یری ابن آدم ساجداً؛لأنّه امر بالسجود فعصی، ‏‎ ‎‏و هذا امر به فأطاع ونجا،وأقرب ما یکون العبد إلی اللّٰه و هو ساجد،وأ نّه سنّة ‏‎ ‎‏الأوّابین،ویستحبّ إطالته،فقد سجد آدم ثلاثة أیّام بلیالیها،وسجد علی بن ‏‎ ‎‏الحسین علیهما السلام علی حجارة خشنة حتّی احصی علیه ألف مرّة:لا إله إلّااللّٰه حقّاً ‏‎ ‎‏حقّاً،لا إله إلّااللّٰه تعبّداً ورقّاً،لا إله إلّااللّٰه إیماناً وتصدیقاً،وکان الصادق علیه السلام ‏‎ ‎‏یسجد السجدة حتّی یقال:إنّه راقد،وکان موسی بن جعفر علیهما السلام یسجد کلّ یوم ‏‎ ‎‏بعد طلوع الشمس إلی الزوال.‏

‏         (مسألة 24): یحرم السجود لغیر اللّٰه تعالی،فإنّه غایة الخضوع فیختصّ بمن ‏‎ ‎‏هو فی غایة الکبریاء و العظمة،وسجدة الملائکة لم تکن لآدم بل کان قبلة لهم، ‏‎ ‎‏کما أنّ سجدة یعقوب وولده لم تکن لیوسف بل للّٰه‌تعالی شکراً حیث رأوا ما ‏‎ ‎‏أعطاه اللّٰه من الملک،فما یفعله سواد الشیعة من صورة السجدة عند قبر ‏‎ ‎‏أمیر المؤمنین وغیره من الأئمّة علیهم السلام مشکل،إلّاأن یقصدوا به سجدة الشکر ‏‎ ‎‏لتوفیق اللّٰه تعالی لهم لإدراک الزیارة،نعم لا یبعد جواز تقبیل العتبة الشریفة.‏

‏ ‏

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 528

  • -الحکم فی الاستقرار مبنیّ علی الاحتیاط.
  • -الأحوط مراعاة المقدار المذکور فیه أیضاً.
  • -بل أنقص منه،حتّی بمقدار رأس الأنملة.
  • -إذا کان له جسمیة عرفاً،لا مثل اللون.
  • -أو توقّف حدوث وضع الجبهة علی ما یصحّ السجود علیه.
  • -بل یجب علی الأحوط الاستیعاب العرفی،ومع التعذّر عنه ینتقل إلی مسمّی الباطن،ولو لم یقدر إلّاعلی ضمّ الأصابع إلی الکفّ و السجود علیها یجتزئ به،ومع تعذّر ذلک کلّه ینتقل إلی الظاهر،ویجب علی الأحوط فیه الاستیعاب العرفی ثمّ المسمّی.
  • -لا یترک الاحتیاط باعتمادٍ ما علیها،وترک مجرّد المماسّة.
  • -لا یترک الاحتیاط بترکه،کما أنّ الظاهر عدم صدق السجود علی الانکباب‌علی الوجه.
  • -من غیر عمد فی هذه المسألة و المسألة الآتیة،و إن کان الوضع العمدی فی الشقّ الأوّل‌من هذه المسألة غیر مضرّ إذا لم یکن بعنوان الصلاة.
  • -لا یترک فیما إذا کان بعد تمامه قبل رفع الرأس.
  • -الأحوط تحصیل هیئة السجود بوضع بعض الوجه أو مقدّم الرأس علی الأرض،ومع التعذّر تحصیل ما هو الأقرب إلی هیئته.
  • -واضعاً للجبهة علیه باعتماد؛محافظاً علی ما وجب من الذکر و الطمأنینة وغیرهما.
  • -لا بأس بترکه إذا لم یمکن له تحصیل بعض المراتب المیسورة من السجود،ومع إمکانه‌یجب وضع ما یتمکّن من المساجد فی محالّها علی الأقوی.
  • -احتیاطاً ورجاءً.
  • -فیما إذا کان تکلیفه وضع خصوصها،و أمّا فی حال الاختیار فقد مرّ الاحتیاط.
  • -وسجد سجدتی السهو.
  • -الأحوط قبل صدور المنافی-عمداً وسهواً-الرجوع وتدارک السجدتین،ثمّ التشهّدوالتسلیم،ثمّ إعادة الصلاة.
  • -وسجد سجدتی السهو.
  • -ولم تستقرّ بالوضع.
  • -مع کون الدوران بین السجدة الناقصة بوضع الجبهة علی الأرض المرتفعة زائداً علی‌التحدید الشرعی،و أمّا مع العذر عن السجدة ولو ببعض مراتبها المیسورة،فقد مرّ عدم لزوم وضع سائر المساجد،والاجتزاء بالإیماء،و أنّ الأحوط ضمّ الوضع علی الجبهة إلیه.
  • -مرّ الاحتیاط فی استیعاب الکفّین،و أمّا استحباب استیعاب الإبهامین و الرکبتین‌فغیر ظاهر.
  • -فی القوّة إشکال،بل عدم الوجوب لا یخلو من قوّة.
  • -الأقوی عدم وجوب الرجوع.
  • -بل الأظهر فی السماع عدم الوجوب،لکن لا ینبغی ترک الاحتیاط.
  • -عدم التکرّر مع الاستماع دفعة من جماعة لا یخلو من قوّة،کما أنّ الأقوی فی الفرض الأخیر هو التکرّر.
  • -تقدّم فی القراءة ما هو الأقوی.
  • -لا تکفی المقارنة علی الأقوی.
  • -الأقوی عدم اعتبار شیء ممّا ذکر غیر ما یتحقّق به مسمّاه و النیّة،نعم الأحوط ترک‌السجدة علی المأکول و الملبوس،بل عدم الجواز لا یخلو من وجه،لکن لا ینبغی ترک الاحتیاط فیما ذکر.
  • -علی الأحوط و إن کان الأقوی عدم الاعتبار.
  • -الأقوی عدم اعتبارها،وعدم اعتبار شیء ممّا یعتبر فی السجود الصلاتی بعد تحقّق‌مسمّاه مضافاً إلی النیّة،ولکنّه أحوط.نعم،یعتبر علی الأحوط ترک السجود علی المأکول و الملبوس،بل لا یخلو من قوّة کما تقدّم.