کتاب الودیعة

خاتمة [:فی الأمانة المالکیة و الشرعیة]

‏ ‏

خاتمة [:فی الأمانة المالکیة و الشرعیة] 

‏الأمانة علی قسمین:مالکیة وشرعیة.‏

‏أمّا الأوّل:فهو ما کان باستئمان من المالک وإذنه؛سواء کان عنوان عمله ‏‎ ‎‏ممحّضاً فی ذلک کالودیعة،أو بتبع عنوان آخر مقصود بالذات،کما فی الرهن ‏‎ ‎‏والعاریة و الإجارة و المضاربة،فإنّ العین بید المرتهن و المستعیر و المستأجر ‏


کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 22
‏والعامل أمانة مالکیة؛حیث إنّ المالک قد سلّمها بعنوان الاستئمان وترکها بیدهم ‏‎ ‎‏من دون مراقبة فجعل حفظها علی عهدتهم.‏

‏و أمّا الثانی:فهو ما لم یکن الاستیلاء علی العین ووضع الید علیها باستئمان ‏‎ ‎‏من المالک ولا إذن منه،و قد صارت تحت یده لا علی وجه العدوان،بل إمّا قهراً ‏‎ ‎‏کما إذا أطارته الریح أو جاء بها السیل-مثلاً-فی ملکه ‏‎[1]‎‏.و إمّا بتسلیم المالک ‏‎ ‎‏لها بدون اطّلاع منهما کما إذا اشتری صندوقاً فوجد فیه المشتری شیئاً من مال ‏‎ ‎‏البائع بدون اطّلاعه،أو تسلّم البائع أو المشتری زائداً علی حقّهما من جهة الغلط ‏‎ ‎‏فی الحساب،و إمّا برخصة من الشرع کاللقطة و الضالّة وما ینتزع من ید السارق ‏‎ ‎‏أو الغاصب من مال الغیر حسبة للإیصال إلی صاحبه،وکذا ما یؤخذ من الصبیّ ‏‎ ‎‏أو المجنون من مالهما عند خوف التلف فی أیدیهما حسبة للحفظ،وما یؤخذ ‏‎ ‎‏ممّا کان فی معرض الهلاک و التلف من الأموال المحترمة کحیوان معلوم المالک ‏‎ ‎‏فی مسبعة أو مسیل ونحو ذلک،فإنّ العین فی جمیع هذه الموارد تکون تحت ید ‏‎ ‎‏المستولی علیها أمانة شرعیة،یجب علیه حفظها وإیصالها فی أوّل أزمنة الإمکان ‏‎ ‎‏إلی صاحبها ولو مع عدم المطالبة.ولیس علیه ضمان لو تلف فی یده إلّامع ‏‎ ‎‏التفریط أو التعدّی کالأمانة المالکیة.ویحتمل عدم وجوب إیصالها وکفایة إعلام ‏‎ ‎‏صاحبها بکونها عنده وتحت یده و التخلیة بینها وبینه؛بحیث کلّما أراد أن ‏‎ ‎‏یأخذها أخذها،بل لا یخلو هذا من قوّة.ولو کانت العین أمانة مالکیة بتبع ‏‎ ‎‏عنوان آخر و قد ارتفع ذلک العنوان،کالعین المستأجرة بعد انقضاء مدّة الإجارة، ‏‎ ‎‏والعین المرهونة بعد فکّ الرهن،والمال الذی بید العامل بعد فسخ المضاربة،ففی ‏‎ ‎‏کونها أمانة مالکیة أو شرعیة وجهان،بل قولان،لا یخلو أوّلهما من رجحان. ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

کتابوسیلة النجاة مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 23

  • -ووقع تحت یده.