فصل:فی غسل مسّ المیّت
یجب بمسّ میّت الإنسان بعد برده وقبل غسله،دون میّت غیر الإنسان،أو هو قبل برده أو بعد غسله،والمناط برد تمام جسده،فلا یوجب برد بعضه؛ولو
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 246
کان هو الممسوس،والمعتبر فی الغسل تمام الأغسال الثلاثة فلو بقی من الغسل الثالث شیء لا یسقط الغسل بمسّه و إن کان الممسوس العضو المغسول منه، ویکفی فی سقوط الغسل إذا کانت الأغسال الثلاثة کلّها بالماء القراح لفقد السدر والکافور،بل الأقوی کفایة التیمّم أو کون الغاسل هو الکافر بأمر المسلم لفقد المماثل،لکن الأحوط عدم الاکتفاء بهما،ولا فرق فی المیّت بین المسلم والکافر و الکبیر و الصغیر حتّی السقط إذا تمّ له أربعة أشهر،بل الأحوط الغسل بمسّه ولو قبل تمام أربعة أشهر أیضاً،و إن کان الأقوی عدمه.
(مسألة 1): فی الماسّ و الممسوس لا فرق بین أن یکون ممّا تحلّه الحیاة أو لا،کالعظم و الظفر،وکذا لا فرق فیهما بین الباطن و الظاهر،نعم المسّ بالشعر لا یوجبه،وکذا مسّ الشعر.
(مسألة 2): مسّ القطعة المبانة من المیّت أو الحیّ إذا اشتملت علی العظم یوجب الغسل دون المجرّد عنه،و أمّا مسّ العظم المجرّد ففی إیجابه للغسل إشکال ،والأحوط الغسل بمسّه،خصوصاً إذا لم یمض علیه سنة،کما أنّ الأحوط فی السنّ المنفصل من المیّت أیضاً الغسل،بخلاف المنفصل من الحیّ إذا لم یکن معه لحم معتدّ به،نعم اللحم الجزئی لا اعتناء به.
(مسألة 3): إذا شکّ فی تحقّق المسّ وعدمه،أو شکّ فی أنّ الممسوس کان إنساناً أو غیره؛أو کان میّتاً أو حیّاً،أو کان قبل برده أو بعده،أو فی أنّه کان شهیداً أم غیره أو کان الممسوس بدنه أو لباسه،أو کان شعره أو بدنه،لا یجب الغسل
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 247
فی شیء من هذه الصور،نعم إذا علم المسّ وشکّ فی أنّه کان بعد الغسل أو قبله وجب الغسل،وعلی هذا یشکل مسّ العظام المجرّدة المعلوم کونها من الإنسان فی المقابر أو غیرها،نعم لو کانت المقبرة للمسلمین یمکن الحمل علی أ نّها مغسّلة.
(مسألة 4): إذا کان هناک قطعتان یعلم إجمالاً أنّ أحدهما من میّت الإنسان، فإن مسّهما معاً وجب علیه الغسل،و إن مسّ أحدهما ففی وجوبه إشکال ، والأحوط الغسل.
(مسألة 5): لا فرق بین کون المسّ اختیاریاً أو اضطراریاً؛فی الیقظة أو فی النوم،کان الماسّ صغیراً أو مجنوناً أو کبیراً عاقلاً،فیجب علی الصغیر الغسل بعد البلوغ،والأقوی صحّته قبله أیضاً؛إذا کان ممیّزاً،وعلی المجنون بعد الإفاقة.
(مسألة 6): فی وجوب الغسل بمسّ القطعة المبانة من الحیّ،لا فرق بین أن یکون الماسّ نفسه أو غیره.
(مسألة 7): ذکر بعضهم أنّ فی إیجاب مسّ القطعة المبانة من الحیّ للغسل لا فرق بین أن یکون قبل بردها أو بعده،و هو أحوط.
(مسألة 8): فی وجوب الغسل إذا خرج من المرأة طفل میّت بمجرّد مماسّته لفرجها إشکال .وکذا فی العکس،بأن تولّد الطفل من المرأة المیّتة،فالأحوط
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 248
غسلها فی الأوّل،وغسله بعد البلوغ فی الثانی.
(مسألة 9): مسّ فضلات المیّت من الوسخ و العرق و الدم ونحوها لا یوجب الغسل؛و إن کان أحوط.
(مسألة 10): الجماع مع المیتة بعد البرد یوجب الغسل ویتداخل مع الجنابة.
(مسألة 11): مسّ المقتول بقصاص أو حدّ إذا اغتسل قبل القتل غسل المیّت لا یوجب الغسل.
(مسألة 12): مسّ سرّة الطفل بعد قطعها لا یوجب الغسل.
(مسألة 13): إذا یبس عضو من أعضاء الحیّ وخرج منه الروح بالمرّة،مسّه ما دام متّصلاً ببدنه لا یوجب الغسل،وکذا إذا قطع عضو منه،واتّصل ببدنه بجلدة مثلاً،نعم بعد الانفصال إذا مسّه وجب الغسل بشرط أن یکون مشتملاً علی العظم.
(مسألة 14): مسّ المیّت ینقض الوضوء،فیجب الوضوء مع غسله
(مسألة 15): کیفیة غسل المسّ مثل غسل الجنابة،إلّاأنّه یفتقر إلی الوضوء أیضاً.
(مسألة 16): یجب هذا الغسل لکلّ واجب مشروط بالطهارة من الحدث الأصغر،ویشترط فیما یشترط فیه الطهارة.
(مسألة 17): یجوز للماسّ قبل الغسل دخول المساجد و المشاهد و المکث
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 249
فیها وقراءة العزائم ووطؤها إن کان امرأة،فحال المسّ حال الحدث الأصغر إلّا فی إیجاب الغسل للصلاة ونحوها.
(مسألة 18): الحدث الأصغر و الأکبر فی أثناء هذا الغسل لا یضرّ بصحّته، نعم لو مسّ فی أثنائه میّتاً وجب استئنافه.
(مسألة 19): تکرار المسّ لا یوجب تکرّر الغسل،ولو کان المیّت متعدّداً کسائر الأحداث.
(مسألة 20): لا فرق فی إیجاب المسّ للغسل بین أن یکون مع الرطوبة أو لا،نعم فی إیجابه للنجاسة یشترط أن یکون مع الرطوبة علی الأقوی،و إن کان الأحوط الاجتناب إذا مسّ مع الیبوسة،خصوصاً فی میّت الإنسان،ولا فرق فی النجاسة مع الرطوبة بین أن یکون بعد البرد أو قبله،وظهر من هذا أنّ مسّ المیّت قد یوجب الغَسل و الغُسل،کما إذا کان بعد البرد وقبل الغسل مع الرطوبة و قد لا یوجب شیئاً،کما إذا کان بعد الغسل أو قبل البرد بلا رطوبة،و قد یوجب الغُسل دون الغَسل،کما إذا کان بعد البرد وقبل الغسل بلا رطوبة،و قد یکون بالعکس کما إذا کان قبل البرد مع الرطوبة.
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. ۱)صفحه 250