کتاب المساقاة

العاشر:تعیین ما علی المالک من الاُمور وما علی العامل من الأعمال؛

‏ ‏

العاشر:تعیین ما علی المالک من الاُمور وما علی العامل من الأعمال؛ ‏إذا ‏‎ ‎‏لم یکن هناک انصراف.‏

‏         (مسألة 1): لا إشکال فی صحّة المساقاة قبل ظهور الثمر،کما لا خلاف فی ‏‎ ‎‏عدم صحّتها بعد البلوغ و الإدراک بحیث لا یحتاج إلی عمل غیر الحفظ ‏‎ ‎‏والاقتطاف،واختلفوا فی صحّتها إذا کان بعد الظهور قبل البلوغ،والأقوی کما ‏‎ ‎‏أشرنا إلیه صحّتها؛سواء کان العمل ممّا یوجب الاستزادة أو لا ‏‎[1]‎‏،خصوصاً إذا ‏‎ ‎‏کان فی جملتها بعض الأشجار التی بعد لم یظهر ثمرها.‏

‏         (مسألة 2): الأقوی جواز المساقاة علی الأشجار التی لا ثمر لها و إنّما ینتفع ‏‎ ‎‏بورقها ‏‎[2]‎‏کالتوت و الحنّاء ونحوهما.‏

‏         (مسألة 3): لا یجوز ‏‎[3]‎‏عندهم المساقاة علی اصول غیر ثابتة کالبطّیخ ‏‎ ‎‏والباذنجان و القطن وقصب السکّر ونحوها و إن تعدّدت اللقطات فیها کالأوّلین، ‏‎ ‎‏ولکن لا یبعد الجواز للعمومات و إن لم یکن من المساقاة المصطلحة،بل لا یبعد ‏‎ ‎‏الجواز فی مطلق الزرع کذلک،فإنّ مقتضی العمومات الصحّة بعد کونه من ‏‎ ‎‏المعاملات العقلائیة ولا یکون من المعاملات الغرریة عندهم،غایة الأمر أنّها ‏‎ ‎‏لیست من المساقاة المصطلحة. ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 545
‏         (مسألة 4): لا بأس بالمعاملة علی أشجار لا تحتاج إلی السقی لاستغنائها ‏‎ ‎‏بماء السماء أو لمصّ اصولها من رطوبات الأرض و إن احتاجت إلی أعمال ‏‎ ‎‏اخر ‏‎[4]‎‏،ولا یضرّ عدم صدق المساقاة حینئذٍ،فإنّ هذه اللفظة لم یرد فی خبر من ‏‎ ‎‏الأخبار و إنّما هی من اصطلاح العلماء،و هذا التعبیر منهم مبنیّ علی الغالب،ولذا ‏‎ ‎‏قلنا بالصحّة إذا کانت المعاملة بعد ظهور الثمر واستغنائها من السقی،و إن ضویق ‏‎ ‎‏نقول بصحّتها و إن لم تکن من المساقاة المصطلحة.‏

‏         (مسألة 5): یجوز المساقاة علی فسلان مغروسة و إن لم تکن مثمرة إلّابعد ‏‎ ‎‏سنین،بشرط تعیین مدّة تصیر مثمرة فیها ولو بعد خمس ‏‎[5]‎‏سنین أو أزید.‏

‏         (مسألة 6): قد مرّ أنّه لا تصحّ المساقاة علی ودیّ غیر مغروس،لکن الظاهر ‏‎ ‎‏جواز إدخاله فی المعاملة علی الأشجار المغروسة؛بأن یشترط علی العامل ‏‎ ‎‏غرسه فی البستان المشتمل علی النخیل و الأشجار ودخوله فی المعاملة بعد أن ‏‎ ‎‏یصیر مثمراً،بل مقتضی العمومات صحّة ‏‎[6]‎‏المعاملة علی الفسلان الغیر ‏‎ ‎‏المغروسة إلی مدّة تصیر مثمرة و إن لم تکن من المساقاة المصطلحة.‏

‏         (مسألة 7): المساقاة لازمة لا تبطل إلّابالتقایل،أو الفسخ بخیار الشرط،أو ‏‎ ‎‏تخلّف بعض الشروط،أو بعروض مانع عامّ موجب للبطلان،أو نحو ذلک.‏

‏         (مسألة 8): لا تبطل بموت أحد الطرفین فمع موت المالک ینتقل الأمر إلی ‏‎ ‎‏وارثه،ومع موت العامل یقوم مقامه وارثه،لکن لا یجبر علی العمل،فإن اختار ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 546
‏العمل بنفسه أو بالاستئجار فله،وإلّا فیستأجر الحاکم من ترکته من یباشره إلی ‏‎ ‎‏بلوغ الثمر ثمّ یقسّم بینه وبین المالک،نعم لو کانت المساقاة مقیّدة بمباشرة ‏‎ ‎‏العامل تبطل بموته،ولو اشترط علیه المباشرة لا بنحو التقیید فالمالک مخیّر ‏‎ ‎‏بین الفسخ لتخلّف الشرط،وإسقاط حقّ الشرط و الرضا باستئجار من یباشر.‏

‏         (مسألة 9): ذکروا:أنّ مع إطلاق عقد المساقاة جملة من الأعمال علی ‏‎ ‎‏العامل وجملة منها علی المالک،وضابط الاُولی:ما یتکرّر کلّ سنة،وضابط ‏‎ ‎‏الثانیة:ما لا یتکرّر نوعاً و إن عرض له التکرّر فی بعض الأحوال،فمن الأوّل: ‏

‏إصلاح الأرض بالحفر فیما یحتاج إلیه،وما یتوقّف علیه من الآلات،وتنقیة ‏‎ ‎‏الأنهار،والسقی ومقدّماته کالدلو و الرشا وإصلاح طریق الماء واستقائه إذا کان ‏‎ ‎‏السقی من بئر أو نحوه،وإزالة الحشیش المضرّة،وتهذیب جرائد النخل و الکرم، ‏‎ ‎‏والتلقیح و اللقاط و التشمیس،وإصلاح موضعه،وحفظ الثمرة إلی وقت القسمة، ‏‎ ‎‏ومن الثانی:حفر الآبار و الأنهار وبناء الحائط و الدولاب و الدالیة ونحو ذلک ممّا ‏‎ ‎‏لا یتکرّر نوعاً،واختلفوا فی بعض الاُمور أنّه علی المالک أو العامل مثل البقر ‏‎ ‎‏الذی یدیر الدولاب،والکشّ للتلقیح،وبناء الثلّم،ووضع الشوک علی الجدران ‏‎ ‎‏وغیر ذلک،ولا دلیل علی شیء من الضابطین،فالأقوی أنّه إن کان هناک ‏‎ ‎‏انصراف فی کون شیء علی العامل أو المالک فهو المتّبع،وإلّا فلا بدّ من ذکر ما ‏‎ ‎‏یکون علی کلّ منهما رفعاً للغرر،ومع الإطلاق وعدم الغرر یکون علیهما معاً؛ ‏‎ ‎‏لأنّ المال مشترک بینهما،فیکون ما یتوقّف علیه تحصیله علیهما.‏

‏         (مسألة 10): لو اشترطا کون جمیع الأعمال علی المالک،فلا خلاف بینهم ‏‎ ‎‏فی البطلان؛لأنّه خلاف وضع المساقاة،نعم لو أبقی العامل شیئاً من العمل علیه ‏

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 547
‏واشترط کون الباقی علی المالک،فإن کان ممّا یوجب زیادة الثمر فلا إشکال فی ‏‎ ‎‏صحّته؛و إن قیل بالمنع من جواز جعل العمل علی المالک ولو بعضاً منه،وإلّا کما ‏‎ ‎‏فی الحفظ ونحوه ففی صحّته قولان؛أقواهما الأوّل ‏‎[7]‎‏،وکذا الکلام إذا کان إیقاع ‏‎ ‎‏عقد المساقاة بعد بلوغ الثمر وعدم بقاء عمل إلّامثل الحفظ ونحوه؛و إن کان ‏‎ ‎‏الظاهر فی هذه الصورة عدم الخلاف فی بطلانه کما مرّ.‏

‏         (مسألة 11): إذا خالف العامل فترک ما اشترط علیه من بعض الأعمال،فإن ‏‎ ‎‏لم یفت وقته فللمالک إجباره علی العمل،و إن لم یمکن فله الفسخ،و إن فات ‏‎ ‎‏وقته فله الفسخ بخیار تخلّف الشرط،وهل له أن لا یفسخ ویطالبه باُجرة العمل ‏‎ ‎‏بالنسبة إلی حصّته؛بمعنی أن یکون مخیّراً بین الفسخ وبین المطالبة بالاُجرة؟ ‏‎ ‎‏وجهان،بل قولان؛أقواهما ذلک ‏‎[8]‎‏،ودعوی:أنّ الشرط لا یفید تملیک العمل ‏‎ ‎‏المشروط لمن له علی وجه یکون من أمواله،بل أقصاه التزام من علیه الشرط ‏‎ ‎‏بالعمل وإجباره علیه و التسلّط علی الخیار بعدم الوفاء به،مدفوعة بالمنع من ‏‎ ‎‏عدم إفادته التملیک،وکونه قیداً فی المعاملة لا جزءاً من العوض یقابل بالمال ‏‎ ‎‏لا ینافی إفادته لملکیة من له الشرط إذا کان عملاً من الأعمال علی من علیه، ‏‎ ‎‏والمسألة سیّالة فی سائر العقود،فلو شرط فی عقد البیع علی المشتری-مثلاً- ‏‎ ‎‏خیاطة ثوب فی وقت معیّن وفات الوقت،فللبائع الفسخ،أو المطالبة باُجرة ‏‎ ‎‏الخیاطة وهکذا.‏

‏         (مسألة 12): لو شرط العامل علی المالک أن یعمل غلامه معه صحّ،أمّا لو ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 548
‏شرط أن یکون تمام العمل علی غلام المالک فهو کما لو شرط أن یکون تمام ‏‎ ‎‏العمل علی المالک،و قد مرّ عدم الخلاف فی بطلانه؛لمنافاته لمقتضی وضع ‏‎ ‎‏المساقاة،ولو شرط العامل علی المالک أن یعمل غلامه فی البستان الخاصّ ‏‎ ‎‏بالعامل،فلا ینبغی الإشکال فی صحّته،و إن کان ربما یقال بالبطلان بدعوی:أنّ ‏‎ ‎‏عمل الغلام فی قبال عمل العامل فکأ نّه صار مساقیاً بلا عمل منه،ولا یخفی ما ‏‎ ‎‏فیها،ولو شرطا أن یعمل غلام المالک للعامل تمام عمل المساقاة؛بأن یکون ‏‎ ‎‏عمله له بحیث یکون کأ نّه هو العامل ففی صحّته وجهان،لا یبعد ‏‎[9]‎‏الأوّل؛لأنّ ‏‎ ‎‏الغلام حینئذٍ کأ نّه نائب عنه فی العمل بإذن المالک و إن کان لا یخلو عن إشکال ‏‎ ‎‏مع ذلک،ولازم القول بالصحّة الصحّة فی صورة اشتراط تمام العمل علی المالک ‏‎ ‎‏بعنوان النیابة عن العامل.‏

‏         (مسألة 13): لا یشترط أن یکون العامل فی المساقاة مباشراً للعمل بنفسه، ‏‎ ‎‏فیجوز له أن یستأجر فی بعض أعمالها أو فی تمامها ویکون علیه الاُجرة، ‏‎ ‎‏ویجوز أن یشترط کون اجرة بعض الأعمال علی المالک،والقول بالمنع لا وجه ‏‎ ‎‏له،وکذا یجوز أن یشترط کون الاُجرة علیهما معاً فی ذمّتهما أو الأداء من الثمر، ‏‎ ‎‏و أمّا لو شرط علی المالک أن یکون اجرة تمام الأعمال علیه أو فی الثمر ففی ‏‎ ‎‏صحّته وجهان:أحدهما:الجواز؛لأنّ التصدّی لاستعمال الاُجراء نوع من ‏‎ ‎‏العمل،و قد تدعو الحاجة إلی من یباشر ذلک؛لمعرفته بالآحاد من الناس ‏‎ ‎‏و أمانتهم وعدمها،والمالک لیس له معرفة بذلک.والثانی ‏‎[10]‎‏:المنع؛لأنّه خلاف ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 549
‏وضع المساقاة،والأقوی الأوّل.هذا،ولو شرطا کون الاُجرة حصّة مشاعة من ‏‎ ‎‏الثمر بطل؛للجهل بمقدار مال الإجارة،فهی باطلة.‏

‏         (مسألة 14): إذا شرطا انفراد أحدهما بالثمر بطل العقد،وکان جمیعه للمالک، ‏‎ ‎‏وحینئذٍ فإن شرطا انفراد العامل به استحقّ ‏‎[11]‎‏اجرة المثل لعمله،و إن شرطا انفراد ‏‎ ‎‏المالک به لم یستحقّ العامل شیئاً؛لأنّه حینئذٍ متبرّع بعمله.‏

‏         (مسألة 15): إذا اشتمل البستان علی أنواع کالنخل و الکرم و الرمّان ونحوها ‏‎ ‎‏من أنواع الفواکه،فالظاهر عدم اعتبار العلم بمقدار کلّ واحد،فیجوز المساقاة ‏‎ ‎‏علیها بالنصف أو الثلث أو نحوهما و إن لم یعلم عدد کلّ نوع إلّاإذا کان الجهل بها ‏‎ ‎‏موجباً للغرر.‏

‏         (مسألة 16): یجوز أن یفرد کلّ نوع بحصّة مخالفة للحصّة من النوع الآخر، ‏‎ ‎‏کأن یجعل النخل بالنصف و الکرم بالثلث و الرمّان بالربع-مثلاً-وهکذا، ‏‎ ‎‏واشترط بعضهم فی هذه الصورة العلم بمقدار کلّ نوع،ولکن الفرق بین هذه ‏‎ ‎‏وصورة اتّحاد الحصّة فی الجمیع غیر واضح،والأقوی الصحّة مع عدم الغرر فی ‏‎ ‎‏الموضعین و البطلان معه فیهما.‏

‏         (مسألة 17): لو ساقاه بالنصف-مثلاً-إن سقی بالناضح،وبالثلث إن ‏‎ ‎‏سقی بالسیح ففی صحّته قولان،أقواهما الصحّة ‏‎[12]‎‏؛لعدم إضرار مثل هذه ‏‎ ‎‏الجهالة؛لعدم إیجابها الغرر مع أنّ بنائها علی تحمّله،خصوصاً علی القول ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 550
‏بصحّة مثله فی الإجارة،کما إذا قال:إن خطت رومیاً فبدرهمین و إن خطت ‏‎ ‎‏فارسیاً فبدرهم.‏

‏         (مسألة 18): یجوز أن یشترط أحدهما علی الآخر شیئاً من ذهب أو فضّة أو ‏‎ ‎‏غیرهما مضافاً إلی الحصّة من الفائدة،والمشهور کراهة اشتراط المالک علی ‏‎ ‎‏العامل شیئاً من ذهب أو فضّة،ومستندهم فی الکراهة غیر واضح،کما أنّه ‏‎ ‎‏لم یتّضح اختصاص الکراهة بهذه الصورة أو جریانها بالعکس أیضاً،وکذا ‏‎ ‎‏اختصاصها بالذهب و الفضّة أو جریانها فی مطلق الضمیمة،والأمر سهل.‏

‏         (مسألة 19): فی صورة اشتراط شیء من الذهب و الفضّة أو غیرهما علی ‏‎ ‎‏أحدهما إذا تلف بعض الثمرة هل ینقص منهما شیء أو لا؟وجهان،أقواهما ‏‎ ‎‏العدم فلیس قرارهما مشروطاً بالسلامة،نعم لو تلف الثمرة بجمیعها أو لم تخرج ‏‎ ‎‏أصلاً،ففی سقوط الضمیمة وعدمه أقوال:ثالثها:الفرق بین ما إذا کانت للمالک ‏‎ ‎‏علی العامل فتسقط،وبین العکس فلا تسقط.رابعها ‏‎[13]‎‏:الفرق بین صورة عدم ‏‎ ‎‏الخروج أصلاً فتسقط،وصورة التلف فلا،والأقوی عدم السقوط مطلقاً؛لکونه ‏‎ ‎‏شرطاً فی عقد لازم،فیجب الوفاء به،ودعوی:أنّ عدم الخروج أو التلف کاشف ‏‎ ‎‏عن عدم صحّة المعاملة من الأوّل؛لعدم ما یکون مقابلاً للعمل؛أمّا فی صورة ‏‎ ‎‏کون الضمیمة للمالک فواضح،و أمّا مع کونها للعامل،فلأنّ الفائدة رکن فی ‏‎ ‎‏المساقاة فمع عدمها لا یکون شیء فی مقابل العمل و الضمیمة المشروطة ‏‎ ‎‏لا تکفی فی العوضیة فتکون المعاملة باطلة من الأوّل ومعه لا یبقی وجوب ‏‎ ‎‏الوفاء بالشرط،مدفوعة-مضافاً إلی عدم تمامیته بالنسبة إلی صورة التلف ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 551
‏لحصول العوض بظهور الثمرة وملکیتها و إن تلف بعد ذلک-بأ نّا نمنع ‏‎[14]‎‏کون ‏‎ ‎‏المساقاة معاوضة بین حصّة من الفائدة و العمل،بل حقیقتها تسلیط من المالک ‏‎ ‎‏للعامل علی الاُصول للاستنماء له وللمالک،ویکفیه احتمال الثمر وکونها فی ‏‎ ‎‏معرض ذلک،ولذا لا یستحقّ العامل اجرة عمله إذا لم یخرج أو خرج وتلف بآفة ‏‎ ‎‏سماویة أو أرضیة فی غیر صورة ضمّ الضمیمة،بدعوی الکشف عن بطلانها من ‏‎ ‎‏الأوّل واحترام عمل المسلم،فهی نظیر المضاربة؛حیث إنّها أیضاً تسلیط ‏‎ ‎‏علی الدرهم أو الدینار للاسترباح له وللعامل،وکونها جائزة دون المساقاة لا ‏‎ ‎‏یکفی فی الفرق،کما أنّ ما ذکره فی«الجواهر»من الفرق بینهما؛بأنّ فی ‏‎ ‎‏المساقاة یقصد المعاوضة بخلاف المضاربة التی یراد منها الحصّة من الربح ‏‎ ‎‏الذی قد یحصل و قد لا یحصل و أمّا المساقاة فیعتبر فیها الطمأنینة بحصول ‏‎ ‎‏الثمرة ولا یکفی احتمال مجرّد،دعوی لا بیّنة لها،ودعوی:أنّ من المعلوم أنّه ‏‎ ‎‏لو علم من أوّل الأمر عدم خروج الثمر لا یصحّ المساقاة،ولازمه البطلان ‏‎ ‎‏إذا لم یعلم ذلک ثمّ انکشف بعد ذلک،مدفوعة؛بأنّ الوجه فی عدم الصحّة ‏‎ ‎‏کون المعاملة سفهیة مع العلم بعدم الخروج من الأوّل بخلاف المفروض، ‏‎ ‎‏فالأقوی ما ذکرنا من الصحّة ولزوم الوفاء بالشرط،و هو تسلیم الضمیمة و إن ‏‎ ‎‏لم یخرج شیء أو تلف بالآفة،نعم لو تبیّن عدم قابلیة الاُصول للثمر إمّا لیبسها ‏‎ ‎‏أو لطول عمرها أو نحو ذلک،کشف عن بطلان المعاملة من الأوّل،ومعه ‏‎ ‎
کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 552
‏یمکن استحقاق العامل للاُجرة إذا کان جاهلاً بالحال ‏‎[15]‎‏.‏

‏         (مسألة 20): لو جعل المالک للعامل مع الحصّة من الفائدة ملک حصّة من ‏‎ ‎‏الاُصول-مشاعاً أو مفروزاً-ففی صحّته مطلقاً،أو عدمها کذلک،أو التفصیل بین ‏‎ ‎‏أن یکون ذلک بنحو الشرط فیصحّ،أو علی وجه الجزئیة فلا،أقوال،والأقوی ‏‎ ‎‏الأوّل ‏‎[16]‎‏؛للعمومات،ودعوی:أنّ ذلک علی خلاف وضع المساقاة،کما تری، ‏‎ ‎‏کدعوی:أنّ مقتضاها أن یکون العمل فی ملک المالک؛إذ هو أوّل الدعوی، ‏‎ ‎‏والقول بأ نّه لا یعقل أن یشترط علیه العمل فی ملک نفسه،فیه:أنّه لا مانع منه إذا ‏‎ ‎‏کان للشارط فیه غرض أو فائدة کما فی المقام؛حیث إنّ تلک الاُصول و إن ‏‎ ‎‏لم تکن للمالک الشارط،إلّاأنّ عمل العامل فیها ینفعه فی حصول حصّة من ‏‎ ‎‏نمائها،ودعوی:أنّه إذا کانت تلک الاُصول للعامل بمقتضی الشرط فاللازم تبعیة ‏‎ ‎‏نمائها لها،مدفوعة؛بمنعها بعد أن کان المشروط له الأصل فقط فی عرض تملّک ‏‎ ‎‏حصّة من نماء الجمیع،نعم لو اشترط کونها له علی وجه یکون نماؤها له بتمامه ‏‎ ‎‏کان کذلک،لکن علیه تکون تلک الاُصول بمنزلة المستثنی من العمل،فیکون ‏‎ ‎‏العمل فیما عداها ممّا هو للمالک بإزاء الحصّة من نمائه مع نفس تلک الاُصول.‏

‏         (مسألة 21): إذا تبیّن فی أثناء المدّة عدم خروج الثمر أصلاً،هل یجب علی ‏‎ ‎‏العامل إتمام السقی؟قولان؛أقواهما العدم.‏

‏         (مسألة 22): یجوز أن یستأجر المالک أجیراً للعمل مع تعیینه نوعاً ‏‎ ‎‏ومقداراً بحصّة من الثمرة أو بتمامها بعد الظهور وبدوّ الصلاح،بل وکذا قبل ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 553
‏البدوّ،بل قبل الظهور ‏‎[17]‎‏أیضاً؛إذا کان مع الضمیمة الموجودة أو عامین،و أمّا ‏‎ ‎‏قبل الظهور عاماً واحداً بلا ضمیمة فالظاهر عدم جوازه،لا لعدم معقولیة ‏‎ ‎‏تملیک ما لیس بموجود؛لأنّا نمنع عدم المعقولیة بعد اعتبار العقلاء وجوده ‏‎ ‎‏لوجوده المستقبلی-ولذا یصحّ مع الضمیمة أو عامین حیث إنّهم اتّفقوا علیه ‏‎ ‎‏فی بیع الثمار وصرّح به جماعة هاهنا-بل لظهور اتّفاقهم علی عدم الجواز،کما ‏‎ ‎‏هو کذلک فی بیع الثمار،ووجه المنع هناک خصوص الأخبار الدالّة علیه، ‏‎ ‎‏وظاهرها أنّ وجه المنع الغرر لا عدم معقولیة تعلّق الملکیة بالمعدوم،ولو لا ‏‎ ‎‏ظهور الإجماع فی المقام لقلنا بالجواز مع الاطمئنان بالخروج بعد ذلک،کما ‏‎ ‎‏یجوز بیع ما فی الذمّة مع عدم کون العین موجوداً فعلاً عند ذیها،بل و إن ‏‎ ‎‏لم یکن فی الخارج أصلاً،والحاصل:أنّ الوجود الاعتباری یکفی فی صحّة ‏‎ ‎‏تعلّق الملکیة،فکأنّ العین موجودة فی عهدة الشجر،کما أنّها موجودة فی ‏‎ ‎‏عهدة الشخص.‏

‏         (مسألة 23): کلّ موضع بطل فیه عقد المساقاة یکون الثمر للمالک وللعامل ‏‎ ‎‏اجرة المثل لعمله،إلّاإذا کان عالماً ‏‎[18]‎‏بالبطلان ومع ذلک أقدم علی العمل،أو ‏‎ ‎‏کان الفساد لأجل اشتراط کون جمیع الفائدة للمالک؛حیث إنّه بمنزلة المتبرّع ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 554
‏فی هاتین الصورتین،فلا یستحقّ اجرة المثل علی الأقوی و إن کان عمله ‏‎ ‎‏بعنوان المساقاة.‏

‏         (مسألة 24): یجوز اشتراط مساقاة فی عقد مساقاة،کأن یقول:ساقیتک ‏‎ ‎‏علی هذا البستان بالنصف علی أن اساقیک علی هذا الآخر بالثلث،والقول بعدم ‏‎ ‎‏الصحّة لأنّه کالبیعین فی بیع المنهیّ عنه ضعیف؛لمنع کونه من هذا القبیل،فإنّ ‏‎ ‎‏المنهیّ عنه البیع حالاًّ بکذا ومؤجّلاً بکذا أو البیع علی تقدیر کذا بکذا وعلی ‏‎ ‎‏تقدیر آخر بکذا،والمقام نظیر أن یقول:بعتک داری بکذا علی أن ابیعک بستانی ‏‎ ‎‏بکذا،ولا مانع منه؛لأنّه شرط مشروع فی ضمن العقد.‏

‏         (مسألة 25): یجوز تعدّد العامل،کأن یساقی مع اثنین بالنصف له و النصف ‏‎ ‎‏لهما،مع تعیین عمل کلّ منهما بینهم،أو فیما بینهما،وتعیین حصّة کلّ منهما، ‏‎ ‎‏وکذا یجوز تعدّد المالک واتّحاد العامل،کما إذا کان البستان مشترکاً بین اثنین ‏‎ ‎‏فقالا لواحد:ساقیناک علی هذا البستان بکذا،وحینئذٍ فإن کانت الحصّة المعیّنة ‏‎ ‎‏للعامل منهما سواء-کالنصف أو الثلث مثلاً-صحّ و إن لم یعلم العامل کیفیة ‏‎ ‎‏شرکتهما وأ نّها بالنصف أو غیره،و إن لم یکن سواء-کأن یکون فی حصّة ‏‎ ‎‏أحدهما بالنصف وفی حصّة الآخر بالثلث مثلاً-فلا بدّ من علمه بمقدار حصّة ‏‎ ‎‏کلّ منهما؛لرفع الغرر و الجهالة فی مقدار حصّته من الثمر.‏

‏         (مسألة 26): إذا ترک العامل العمل بعد إجراء العقد ابتداء أو فی الأثناء، ‏‎ ‎‏فالظاهر أنّ المالک مخیّر بین الفسخ أو الرجوع إلی الحاکم الشرعی،فیجبره علی ‏‎ ‎‏العمل،و إن لم یمکن استأجر من ماله من یعمل عنه،أو باُجرة مؤجّلة إلی وقت ‏‎ ‎‏الثمر فیؤدّیها منه،أو یستقرض علیه ویستأجر من یعمل عنه،و إن تعذّر الرجوع ‏

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 555
‏إلی الحاکم أو تعسّر فیقوم بالاُمور المذکورة عدول المؤمنین،بل لا یبعد جواز ‏‎ ‎‏إجباره بنفسه،أو المقاصّة ‏‎[19]‎‏من ماله،أو استئجار المالک عنه ثمّ الرجوع علیه، ‏‎ ‎‏أو نحو ذلک.و قد یقال بعدم جواز الفسخ إلّابعد تعذّر الإجبار و أنّ اللازم کون ‏‎ ‎‏الإجبار من الحاکم ‏‎[20]‎‏مع إمکانه،و هو أحوط ففففف3eeeeeو إن کان الأقوی التخییر بین ‏‎ ‎‏الاُمور المذکورة.هذا إذا لم یکن مقیّداً بالمباشرة،وإلّا فیکون مخیّراً بین الفسخ ‏‎ ‎‏والإجبار،ولا یجوز الاستئجار عنه للعمل،نعم لو کان اعتبار المباشرة بنحو ‏‎ ‎‏الشرط لا القید یمکن إسقاط حقّ الشرط والاستئجار عنه أیضاً.‏

‏         (مسألة 27): إذا تبرّع عن العامل متبرّع بالعمل جاز؛إذا لم یشترط المباشرة، ‏‎ ‎‏بل لو أتی به من غیر قصد ‏‎[21]‎‏التبرّع عنه أیضاً کفی،بل ولو قصد التبرّع عن ‏‎ ‎‏المالک کان کذلک أیضاً و إن کان لا یخلو عن إشکال،فلا یسقط حقّه من ‏‎ ‎‏الحاصل،وکذا لو ارتفعت الحاجة إلی بعض الأعمال،کما إذا حصل السقی ‏‎ ‎‏بالأمطار ولم یحتج إلی النزح من الآبار،خصوصاً إذا کانت العادة کذلک، ‏‎ ‎‏وربما یستشکل بأ نّه نظیر الاستئجار لقلع الضرس إذا انقلع بنفسه،فإنّ الأجیر ‏‎ ‎‏لا یستحقّ الاُجرة؛لعدم صدور العمل المستأجر علیه منه،فاللازم فی المقام ‏‎ ‎‏أیضاً عدم استحقاق ما یقابل ذلک العمل،ویجاب بأنّ وضع المساقاة وکذا ‏‎ ‎‏المزارعة علی ذلک،فإنّ المراد حصول الزرع و الثمرة فمع احتیاج ذلک إلی العمل ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 556
‏فعله العامل،و إن استغنی عنه بفعل اللّٰه أو بفعل الغیر سقط واستحقّ حصّته، ‏‎ ‎‏بخلاف الإجارة فإنّ المراد منها مقابلة العوض بالعمل منه أو عنه،ولا بأس بهذا ‏‎ ‎‏الفرق فیما هو المتعارف سقوطه أحیاناً کالاستقاء بالمطر مع بقاء سائر الأعمال، ‏‎ ‎‏و أمّا لو کان علی خلافه کما إذا لم یکن علیه إلّاالسقی واستغنی عنه بالمطر أو ‏‎ ‎‏نحوه کلّیة،فاستحقاقه للحصّة مع عدم صدور عمل منه أصلاً مشکل ‏‎[22]‎

‏         (مسألة 28): إذا فسخ المالک العقد بعد امتناع العامل عن إتمام العمل،یکون ‏‎ ‎‏الثمر له،وعلیه اجرة المثل ‏‎[23]‎‏للعامل بمقدار ما عمل.هذا إذا کان قبل ظهور ‏‎ ‎‏الثمر،و إن کان بعده یکون للعامل حصّته ‏‎[24]‎‏وعلیه الاُجرة للمالک إلی زمان ‏‎ ‎‏البلوغ إن رضی بالبقاء،وإلّا فله الإجبار علی القطع بقدر حصّته،إلّاإذا لم یکن ‏‎ ‎‏له قیمة أصلاً،فیحتمل أن یکون للمالک کما قبل الظهور.‏

‏         (مسألة 29): قد عرفت:أنّه یجوز للمالک مع ترک العامل العمل أن لا یفسخ ‏‎ ‎‏ویستأجر عنه ویرجع علیه،إمّا مطلقاً کما لا یبعد ‏‎[25]‎‏،أو بعد تعذّر الرجوع إلی ‏‎ ‎‏الحاکم،لکن یظهر من بعضهم اشتراط جواز الرجوع علیه بالإشهاد علی ‏‎ ‎‏الاستئجار عنه،فلو لم یشهد لیس له الرجوع علیه حتّی بینه وبین اللّٰه،وفیه ما ‏‎ ‎‏لا یخفی،فالأقوی أنّ الإشهاد للإثبات ظاهراً،وإلّا فلا یکون شرطاً للاستحقاق، ‏‎ ‎‏فمع العلم به أو ثبوته شرعاً یستحقّ الرجوع و إن لم یکن أشهد علی الاستئجار، ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 557
‏نعم لو اختلفا فی مقدار الاُجرة فالقول قول العامل فی نفی الزیادة،و قد یقال ‏‎ ‎‏بتقدیم قول المالک؛لأنّه أمین،وفیه ما لا یخفی،و أمّا لو اختلفا فی أنّه تبرّع عنه ‏‎ ‎‏أو قصد الرجوع علیه،فالظاهر تقدیم قول المالک؛لاحترام ماله وعمله،إلّاإذا ‏‎ ‎‏ثبت التبرّع و إن کان لا یخلو عن إشکال،بل یظهر من بعضهم تقدیم قول العامل.‏

‏         (مسألة 30): لو تبیّن بالبیّنة أو غیرها أنّ الاُصول کانت مغصوبة،فإن أجاز ‏‎ ‎‏المغصوب منه المعاملة صحّت المساقاة،وإلّا بطلت وکان تمام الثمرة للمالک ‏‎ ‎‏المغصوب منه،ویستحقّ العامل اجرة المثل علی الغاصب إذا کان جاهلاً ‏‎ ‎‏بالحال،إلّاإذا کان مدّعیاً عدم الغصبیة وأ نّها کانت للمساقی؛إذ حینئذٍ لیس له ‏‎ ‎‏الرجوع علیه لاعترافه بصحّة المعاملة و أنّ المدّعی أخذ الثمرة منه ظلماً.هذا إذا ‏‎ ‎‏کانت الثمرة باقیة،و أمّا لو اقتسماها وتلفت عندهما فالأقوی أنّ للمالک الرجوع ‏‎ ‎‏بعوضها علی کلّ من الغاصب و العامل بتمامه،وله الرجوع علی کلّ منهما بمقدار ‏‎ ‎‏حصّته،فعلی الأخیر لا إشکال،و إن رجع علی أحدهما بتمامه رجع علی الآخر ‏‎ ‎‏بمقدار حصّته،إلّاإذا اعترف بصحّة العقد وبطلان دعوی المدّعی للغصبیة؛ ‏‎ ‎‏لأنّه حینئذٍ معترف بأ نّه غرمه ظلماً،وقیل:إنّ المالک مخیّر بین الرجوع علی ‏‎ ‎‏کلّ منهما بمقدار حصّته،وبین الرجوع علی الغاصب بالجمیع،فیرجع هو علی ‏‎ ‎‏العامل بمقدار حصّته ولیس له الرجوع علی العامل بتمامه،إلّاإذا کان عالماً ‏‎ ‎‏بالحال،ولا وجه له ‏‎[26]‎‏بعد ثبوت یده علی الثمر،بل العین أیضاً،فالأقوی ما ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 558
‏ذکرنا؛لأنّ ید کلّ منهما ید ضمان وقرار الضمان علی من تلف فی یده العین ولو ‏‎ ‎‏کان تلف الثمرة بتمامها فی ید أحدهما کان قرار الضمان علیه.هذا،ویحتمل ‏‎[27]‎‎ ‎‏فی أصل المسألة کون قرار الضمان علی الغاصب مع جهل العامل؛لأنّه مغرور ‏‎ ‎‏من قبله ولا ینافیه ضمانه لاُجرة عمله،فإنّه محترم وبعد فساد المعاملة لا یکون ‏‎ ‎‏الحصّة عوضاً عنه فیستحقّها،وإتلافه الحصّة إذا کان بغرور من الغاصب ‏‎ ‎‏لا یوجب ضمانه له.‏

‏         (مسألة 31): لا یجوز للعامل فی المساقاة أن یساقی غیره مع اشتراط ‏‎ ‎‏المباشرة أو مع النهی عنه،و أمّا مع عدم الأمرین ففی جوازه مطلقاً کما فی ‏‎ ‎‏الإجارة و المزارعة و إن کان لا یجوز تسلیم الاُصول إلی العامل الثانی إلّابإذن ‏‎ ‎‏المالک،أو لا یجوز مطلقاً و إن أذن المالک،أو لا یجوز إلّامع إذنه،أو لا یجوز ‏‎ ‎‏قبل ظهور الثمر ویجوز بعده،أقوال ‏‎[28]‎‏؛أقواها الأوّل،ولا دلیل علی القول بالمنع ‏‎ ‎‏مطلقاً أو فی الجملة بعد شمول العمومات من قوله تعالی: «أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» ‏‎ ‎‏و «تِجٰارَةً عَنْ تَرٰاضٍ» وکونها علی خلاف الأصل فاللازم الاقتصار علی القدر ‏‎ ‎‏المعلوم ممنوع،بعد شمولها،ودعوی:أنّه یعتبر فیها کون الأصل مملوکاً ‏‎ ‎‏للمساقی أو کان وکیلاً عن المالک أو ولیّاً علیه،کما تری؛إذ هو أوّل الدعوی.‏

‏         (مسألة 32): خراج السلطان فی الأراضی الخراجیة علی المالک؛لأنّه إنّما ‏‎ ‎‏یؤخذ علی الأرض التی هی للمسلمین لا الغرس الذی هو للمالک،و إن اخذ ‏‎ ‎‏علی الغرس فبملاحظة الأرض،ومع قطع النظر عن ذلک أیضاً کذلک،فهو علی ‏

‏         ‏

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 559
‏المالک مطلقاً إلّاإذا اشترط کونه علی العامل أو علیهما بشرط العلم بمقداره.‏

‏         (مسألة 33): مقتضی عقد المساقاة ملکیة العامل للحصّة من الثمر من حین ‏‎ ‎‏ظهوره،والظاهر عدم الخلاف فیه إلّامن بعض العامّة؛حیث قال بعدم ملکیته له ‏‎ ‎‏إلّا بالقسمة؛قیاساً علی عامل القراض حیث إنّه لا یملک الربح إلّابعد ‏‎ ‎‏الإنضاض،و هو ممنوع علیه حتّی فی المقیس علیه،نعم لو اشترطا ذلک فی ‏‎ ‎‏ضمن العقد لا یبعد صحّته ویتفرّع علی ما ذکرنا فروع:منها:ما إذا مات العامل ‏‎ ‎‏بعد الظهور قبل القسمة مع اشتراط مباشرته للعمل،فإنّ المعاملة تبطل من حینه، ‏‎ ‎‏والحصّة تنتقل إلی وارثه علی ما ذکرنا.ومنها:ما إذا فسخ ‏‎[29]‎‏أحدهما بخیار ‏‎ ‎‏الشرط أو الاشتراط بعد الظهور وقبل القسمة أو تقایلا.ومنها:ما إذا حصل مانع ‏‎ ‎‏عن إتمام العمل بعد الظهور.ومنها:ما إذا خرجت الاُصول عن القابلیة لإدراک ‏‎ ‎‏الثمر؛لیبس أو فقد الماء أو نحو ذلک بعد الظهور،فإنّ الثمر فی هذه الصور ‏‎ ‎‏مشترک بین المالک و العامل و إن لم یکن بالغاً.ومنها:فی مسألة الزکاة،فإنّها ‏‎ ‎‏تجب علی العامل أیضاً إذا بلغت حصّته النصاب کما هو المشهور؛لتحقّق ‏‎ ‎‏سبب الوجوب-و هو الملکیة له-حین الانعقاد أو بدوّ الصلاح علی ما ذکرنا، ‏‎ ‎‏بخلافه إذا قلنا بالتوقّف علی القسمة،نعم خالف فی وجوب الزکاة علیه ابن ‏‎ ‎‏زهرة هنا وفی المزارعة بدعوی:أنّ ما یأخذه کالاُجرة،ولا یخفی ما فیه من ‏‎ ‎‏الضعف؛لأنّ الحصّة قد ملکت بعقد المعاوضة أو ما یشبه المعاوضة لا بطریق ‏‎ ‎‏الاُجرة مع أنّ مطلق الاُجرة لا تمنع من وجوب الزکاة،بل إذا تعلّق الملک بها بعد ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 560
‏الوجوب،و أمّا إذا کانت مملوکة قبله فتجب زکاتها کما فی المقام،وکما لو جعل ‏‎ ‎‏مال الإجارة لعمل زرعاً قبل ظهور ثمره،فإنّه یجب علی المؤجر زکاته إذا بلغ ‏‎ ‎‏النصاب،فهو نظیر ما إذا اشتری زرعاً قبل ظهور الثمر.هذا،وربما یقال بعدم ‏‎ ‎‏وجوب الزکاة علی العامل فی المقام،ویعلّل بوجهین آخرین:أحدهما:أنّها إنّما ‏‎ ‎‏تجب بعد إخراج المؤن،والفرض کون العمل فی مقابل الحصّة فهی من المؤن، ‏‎ ‎‏و هو کما تری،وإلّا لزم احتساب اجرة عمل المالک و الزارع لنفسه أیضاً، ‏‎ ‎‏فلا نسلّم ‏‎[30]‎‏أنّها حیث کانت فی قبال العمل تعدّ من المؤن.الثانی:أنّه یشترط ‏‎ ‎‏فی وجوب الزکاة التمکّن من التصرّف،وفی المقام و إن حصلت الملکیة للعامل ‏‎ ‎‏بمجرّد الظهور إلّاأنّه لا یستحقّ التسلّم إلّابعد تمام العمل،وفیه مع فرض ‏‎[31]‎‎ ‎‏تسلیم عدم التمکّن من التصرّف:أنّ اشتراطه مختصّ بما یعتبر فی زکاته الحول ‏‎ ‎‏کالنقدین و الأنعام،لا فی الغلّات،ففیها و إن لم یتمکّن من التصرّف حال ‏‎ ‎‏التعلّق یجب إخراج زکاتها بعد التمکّن علی الأقوی،کما بیّن فی محلّه، ‏‎ ‎‏ولا یخفی أنّ لازم کلام هذا القائل عدم وجوب زکاة هذه الحصّة علی المالک ‏‎ ‎‏أیضاً،کما اعترف به،فلا یجب علی العامل لما ذکر،ولا یجب علی المالک ‏‎ ‎‏لخروجها عن ملکه.‏

‏         (مسألة 34): إذا اختلفا فی صدور العقد وعدمه،فالقول قول منکره،وکذا ‏‎ ‎‏لو اختلفا فی اشتراط شیء علی أحدهما وعدمه،ولو اختلفا فی صحّة ‏‎ ‎‏العقد وعدمها قدّم قول مدّعی الصحّة،ولو اختلفا فی قدر حصّة العامل قدّم ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 561
‏قول المالک المنکر للزیادة،وکذا لو اختلفا فی المدّة ‏‎[32]‎‏،ولو اختلفا فی قدر ‏‎ ‎‏الحاصل قدّم قول العامل،وکذا لو ادّعی المالک علیه سرقةً أو إتلافاً أو ‏‎ ‎‏خیانة،وکذا لو ادّعی علیه أنّ التلف کان بتفریطه؛إذا کان أمیناً له،کما هو ‏‎ ‎‏الظاهر،ولا یشترط فی سماع دعوی المالک تعیین مقدار ما یدّعیه علیه بناءً ‏‎ ‎‏علی ما هو الأقوی من سماع الدعوی المجهولة،خلافاً للعلّامة فی«التذکرة» ‏‎ ‎‏فی المقام.‏

‏         (مسألة 35): إذا ثبتت الخیانة من العامل بالبیّنة أو غیرها،هل له رفع ید ‏‎ ‎‏العامل علی الثمرة أو لا؟قولان،أقواهما العدم؛لأنّه مسلّط علی ماله،وحیث ‏‎ ‎‏إنّ المالک أیضاً مسلّط علی حصّته،فله أن یستأجر أمیناً یضمّه مع العامل ‏‎ ‎‏والاُجرة علیه؛لأنّ ذلک لمصلحته ومع عدم کفایته فی حفظ حصّته جاز ‏‎[33]‎‏رفع ‏‎ ‎‏ید العامل واستئجار من یحفظ الکلّ والاُجرة علی المالک أیضاً.‏

‏         (مسألة 36): قالوا:المغارسة باطلة ‏‎[34]‎‏،و هی أن یدفع أرضاً إلی غیره لیغرس ‏‎ ‎‏فیها علی أن یکون المغروس بینهما؛سواء اشترط کون حصّة من الأرض ‏‎ ‎‏أیضاً للعامل أو لا،ووجه البطلان الأصل بعد کون ذلک علی خلاف القاعدة، ‏‎ ‎‏بل ادّعی جماعة الإجماع علیه،نعم حکی عن الأردبیلی وصاحب«الکفایة» ‏‎ ‎‏الإشکال فیه؛لإمکان استفادة الصحّة من العمومات،و هو فی محلّه إن لم یتحقّق ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 562
‏الإجماع،ثمّ علی البطلان یکون الغرس لصاحبه،فإن کان من مالک الأرض ‏‎ ‎‏فعلیه اجرة عمل الغارس إن کان جاهلاً ‏‎[35]‎‏بالبطلان،و إن کان للعامل فعلیه اجرة ‏‎ ‎‏الأرض للمالک مع جهله ‏‎[36]‎‏به،وله الإبقاء بالاُجرة،أو الأمر بقلع الغرس،أو قلعه ‏‎ ‎‏بنفسه،وعلیه أرش نقصانه إن نقص من جهة القلع،ویظهر من جماعة أنّ علیه ‏‎ ‎‏تفاوت ما بین قیمته قائماً ومقلوعاً،ولا دلیل علیه بعد کون المالک مستحقّاً ‏‎ ‎‏للقلع،ویمکن حمل کلام بعضهم علی ما ذکرنا من أرش النقص الحاصل بسبب ‏‎ ‎‏القلع إذا حصل؛بأن انکسر-مثلاً-بحیث لا یمکن غرسه فی مکان آخر،ولکن ‏‎ ‎‏کلمات الآخرین لا یقبل هذا الحمل،بل هی صریحة فی ضمان التفاوت بین ‏‎ ‎‏القائم و المقلوع؛حیث قالوا مع ملاحظة أوصافه الحالیة من کونه فی معرض ‏‎ ‎‏الإبقاء مع الاُجرة أو القلع،ومن الغریب ما عن«المسالک»من ملاحظة کون قلعه ‏‎ ‎‏مشروطاً بالأرش لا مطلقاً،فإنّ استحقاقه للأرش من أوصافه وحالاته فینبغی ‏‎ ‎‏أن یلاحظ أیضاً فی مقام التقویم،مع أنّه مستلزم للدور کما اعترف به،ثمّ إنّه ‏‎ ‎‏إن قلنا بالبطلان یمکن تصحیح المعاملة بإدخالها تحت عنوان الإجارة أو ‏‎ ‎‏المصالحة أو نحوهما مع مراعاة شرائطهما،کأن تکون الاُصول مشترکة بینهما، ‏‎ ‎‏إمّا بشرائها بالشرکة أو بتملیک أحدهما للآخر نصفاً منها مثلاً؛إذا کانت من ‏‎ ‎‏أحدهما،فیصالح صاحب الأرض مع العامل بنصف منفعة أرضه مثلاً،أو بنصف ‏‎ ‎‏عینها علی أن یشتغل بغرسها وسقیه إلی زمان کذا،أو یستأجره للغرس و السقی ‏‎ ‎‏إلی زمان کذا بنصف منفعة الأرض مثلاً. ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 563
‏         (مسألة 37): إذا صدر من شخصین مغارسة ولم یعلم کیفیتها وأ نّها علی ‏‎ ‎‏الوجه الصحیح أو الباطل-بناءً علی البطلان-یحمل فعلهما علی الصحّة ‏‎[37]‎‏إذا ‏‎ ‎‏ماتا أو اختلفا فی الصحّة و الفساد.‏

‏ ‏

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 564

  • -مع عدم الاحتیاج إلی السقی ولا إلی عمل تستزاد به فالأقرب البطلان،إلّاإذا کانت‌الأشجار مختلطة بعضها یحتاج وبعضها یستغنی.
  • -أو وردها.
  • -و هو الأقوی،کما أنّ الأقوی عدم الجواز فی مطلق الزرع أیضاً.
  • -موجبة لاستزادة الثمرة کمّیة أو کیفیة،وفی غیر هذه الصورة محلّ إشکال.
  • -مع جعل المدّة طویلة غیر متعارفة إشکال.
  • -محلّ إشکال.
  • -بل الأقرب الثانی،وکذا فی الفرع التالی.
  • -محلّ إشکال فی المقام،ولا یبعد أن تکون الشروط مختلفة،والتفصیل لا یسعه المقام.
  • -لا إشکال فی بطلانه کبطلانه فی الفرع التالی.
  • -و هو الأقوی.
  • -مع کون الثمرة بحسب المتعارف بمقدار اجرة المثل أو أکثر،ومع الأقلّیة لا یستحقّ‌الزیادة.
  • -محلّ إشکال،و قد مرّ الحکم بالبطلان فی الإجارة بالنحو المذکور.
  • -الجهل بالحال لا یوجب عدم الاستحقاق،کما مرّ نظیره فی الإجارة وغیرها.
  • -الجهل بالحال لا یوجب عدم الاستحقاق،کما مرّ نظیره فی الإجارة وغیرها.
  • -الجهل بالحال لا یوجب عدم الاستحقاق،کما مرّ نظیره فی الإجارة وغیرها.
  • -الأحوط أن یجعل علی نحو الشرط و إن کان الأقوی ما فی المتن.
  • -البطلان أشبه قبل الظهور ولو مع القیدین،و أمّا مع الظهور قبل البدوّ،فلا یبعد صحّته مع‌اشتراط القطع أو شرط بقائه مدّة معلومة.
  • -العلم بالفساد شرعاً لا یوجب سقوط الاُجرة،نعم لو کان الفساد مستنداً إلی اشتراطجمیع الثمرة للمالک یتّجه عدم الاستحقاق؛کان عالماً بالفساد أو لا،واستحقاق اجرة المثل إنّما هو فیما إذا کانت حصّته بحسب التعارف بقدرها أو أکثر،وإلّا فلا یستحقّ إلّاالأقلّ.
  • -للاستئجار.
  • -تقدّم إجبار الحاکم علی إجبار غیره مع اختیار المالک الإجبار وعدم الفسخ لا إشکال‌فیه،وکأنّ العبارة لا تخلو من نحو تشویش.
  • -لا یخلو من إشکال و إن لا یخلو من وجه.
  • -بل ممنوع.
  • -مع القید المتقدّم.
  • -لا وجه له بعد کون الفسخ من الأصل لا من حینه.
  • -مرّ الکلام فیه.
  • -لکنّه غیر وجیه.
  • -لکنّه غیر وجیه.
  • -أقواها الثانی،فإنّه لیس مساقاة،کما مرّ فی المزارعة أیضاً ما هو الأقوی،فراجع.
  • -وعلی فرض التسلیم لا یلزم منه السقوط مطلقاً.
  • -وعلی فرض التسلیم لا یلزم منه السقوط مطلقاً.
  • -الأولی منع عدم التمکّن المعتبر فی الزکاة،وإلّا فقد مرّ اعتباره مطلقاً.
  • -أی‌قدّم قوله مع إنکار الزیادة،و قدّم قول العامل إذا أنکر الزیادة.
  • -محلّ إشکال،نعم إن رجع الأمر إلی الحاکم لا یبعد جوازه له،بل فی بعض الصور جائزله بلا إشکال.
  • -ما قالوا هو الأقوی.
  • -بل مطلقاً،لکن مع القید المتقدّم من کون حصّته بحسب التعارف لا تنقص من‌اُجرة عمله.
  • -بل مطلقاً أیضاً.
  • -جریانها محلّ إشکال بل منع.