کتاب المزارعة

العاشر:تعیین کون البذر علی أیّ منهما،

‏ ‏

العاشر:تعیین کون البذر علی أیّ منهما، ‏وکذا سائر المصارف و اللوازم؛إذا ‏‎ ‎‏لم یکن هناک انصراف مغنٍ عنه ولو بسبب التعارف.‏

‏         (مسألة 1): لا یشترط فی المزارعة کون الأرض ملکاً للمزارع،بل یکفی ‏‎ ‎‏کونه مسلّطاً علیها بوجه من الوجوه کأن یکون مالکاً لمنفعتها بالإجارة ‏‎[1]‎‏،أو ‏‎ ‎‏الوصیّة،أو الوقف علیه،أو مسلّطاً علیها بالتولیة کمتولّی الوقف العامّ أو الخاصّ ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 520
‏والوصیّ،أو کان له حقّ اختصاص بها بمثل التحجیر ‏‎[2]‎‏والسبق ونحو ذلک،أو ‏‎ ‎‏کان مالکاً للانتفاع بها کما إذا أخذها بعنوان المزارعة فزارع غیره أو شارک ‏‎ ‎‏غیره،بل یجوز أن یستعیر الأرض للمزارعة،نعم لو لم یکن له فیها حقّ أصلاً ‏‎ ‎‏لم یصحّ مزارعتها،فلا یجوز المزارعة فی الأرض الموات مع عدم تحجیر أو ‏‎ ‎‏سبق أو نحو ذلک،فإنّ المزارع و العامل فیها سواء،نعم یصحّ الشرکة فی زراعتها ‏‎ ‎‏مع اشتراک البذر أو بإجارة أحدهما نفسه للآخر فی مقابل البذر أو نحو ذلک، ‏‎ ‎‏لکنّه لیس حینئذٍ من المزارعة المصطلحة،ولعلّ هذا مراد الشهید فی«المسالک» ‏‎ ‎‏من عدم جواز المزارعة فی الأراضی الخراجیة التی هی للمسلمین قاطبة إلّامع ‏‎ ‎‏الاشتراک فی البذر أو بعنوان آخر،فمراده هو فیما إذا لم یکن للمزارع جهة ‏‎ ‎‏اختصاص بها،وإلّا فلا إشکال فی جوازها بعد الإجارة من السلطان کما یدلّ ‏‎ ‎‏علیه جملة من الأخبار.‏

‏         (مسألة 2): إذا أذن لشخص فی زرع أرضه علی أن یکون الحاصل بینهما ‏‎ ‎‏بالنصف أو الثلث أو نحوهما،فالظاهر صحّته ‏‎[3]‎‏و إن لم یکن من المزارعة ‏‎ ‎‏المصطلحة،بل لا یبعد کونه منها أیضاً،وکذا لو أذن لکلّ من یتصدّی للزرع و إن ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 521
‏لم یعیّن شخصاً،وکذا لو قال:کلّ من زرع أرضی هذه أو مقداراً من المزرعة ‏‎ ‎‏الفلانیة فلی نصف حاصله أو ثلثه مثلاً،فأقدم واحد علی ذلک فیکون نظیر ‏‎ ‎‏الجعالة،فهو کما لو قال:کلّ من بات فی خانی أو داری فعلیه فی کلّ لیلة درهم، ‏‎ ‎‏أو کلّ من دخل حمّامی فعلیه فی کلّ مرّة ورقة،فإنّ الظاهر صحّته للعمومات؛ ‏‎ ‎‏إذ هو نوع من المعاملات العقلائیة ولا نسلّم انحصارها فی المعهودات،ولا ‏‎ ‎‏حاجة إلی الدلیل الخاصّ لمشروعیتها،بل کلّ معاملة عقلائیة صحیحة إلّاما ‏‎ ‎‏خرج بالدلیل الخاصّ کما هو مقتضی العمومات.‏

‏         (مسألة 3): المزارعة من العقود اللازمة لا تبطل إلّابالتقایل أو الفسخ بخیار ‏‎ ‎‏الشرط أو بخیار الاشتراط؛أی‌تخلّف بعض الشروط المشترطة علی أحدهما، ‏‎ ‎‏وتبطل أیضاً بخروج الأرض عن قابلیة ‏‎[4]‎‏الانتفاع؛لفقد الماء أو استیلائه أو نحو ‏‎ ‎‏ذلک،ولا تبطل بموت أحدهما فیقوم وارث المیّت منهما مقامه،نعم تبطل بموت ‏‎ ‎‏العامل مع اشتراط مباشرته للعمل؛سواء کان قبل خروج الثمرة أو بعده،و أمّا ‏‎ ‎‏المزارعة المعاطاتیة ‏‎[5]‎‏فلا تلزم إلّابعد التصرّف،و أمّا الإذنیة فیجوز فیها الرجوع ‏‎ ‎‏دائماً ‏‎[6]‎‏،لکن إذا کان بعد الزرع وکان البذر من العامل یمکن دعوی لزوم ‏‎ ‎‏إبقائه ‏‎[7]‎‏إلی حصول الحاصل؛لأنّ الإذن فی الشیء إذن فی لوازمه،وفائدة ‏‎ ‎‏الرجوع أخذ اجرة الأرض منه حینئذٍ ویکون الحاصل کلّه للعامل.‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 522
‏         (مسألة 4): إذا استعار أرضاً للمزارعة ثمّ أجری عقدها لزمت،لکن للمعیر ‏‎ ‎‏الرجوع فی إعارته فیستحقّ اجرة المثل لأرضه علی المستعیر ‏‎[8]‎‏،کما إذا ‏‎ ‎‏استعارها للإجارة فآجرها بناءً علی ما هو الأقوی ‏‎[9]‎‏من جواز کون العوض لغیر ‏‎ ‎‏مالک المعوّض.‏

‏         (مسألة 5): إذا شرط أحدهما علی الآخر شیئاً فی ذمّته أو فی الخارج من ‏‎ ‎‏ذهب أو فضّة أو غیرهما مضافاً إلی حصّته من الحاصل صحّ،ولیس قراره ‏‎ ‎‏مشروطاً بسلامة الحاصل،بل الأقوی صحّة استثناء مقدار معیّن من الحاصل ‏‎ ‎‏لأحدهما مع العلم ببقاء مقدار آخر لیکون مشاعاً بینهما،فلا یعتبر إشاعة جمیع ‏‎ ‎‏الحاصل بینهما علی الأقوی،کما یجوز استثناء مقدار البذر لمن کان منه،أو ‏‎ ‎‏استثناء مقدار خراج السلطان أو ما یصرف فی تعمیر الأرض ثمّ القسمة،وهل ‏‎ ‎‏یکون قراره ‏‎[10]‎‏فی هذه الصورة مشروطاً بالسلامة کاستثناء الأرطال فی بیع ‏‎ ‎‏الثمار أو لا؟وجهان.‏

‏         (مسألة 6): إذا شرط مدّة معیّنة یبلغ الحاصل فیها غالباً،فمضت و الزرع باقٍ ‏‎ ‎‏لم یبلغ،فالظاهر أنّ للمالک الأمر بإزالته بلا أرش أو إبقائه ومطالبة الاُجرة إن ‏‎ ‎‏رضی العامل بإعطائها،ولا یجب علیه الإبقاء بلا اجرة،کما لا یجب علیه ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 523
‏الأرش مع إرادة الإزالة؛لعدم حقّ للزارع بعد المدّة و الناس مسلّطون علی ‏‎ ‎‏أموالهم،ولا فرق بین أن یکون ذلک بتفریط الزارع أو من قبل اللّٰه کتأخیر المیاه ‏‎ ‎‏أو تغیّر الهواء،وقیل بتخییره بین القلع مع الأرش و البقاء مع الاُجرة،وفیه ما ‏‎ ‎‏عرفت،خصوصاً إذا کان بتفریط الزارع مع أنّه لا وجه لإلزامه العامل بالاُجرة ‏‎ ‎‏بلا رضاه،نعم لو شرط الزارع علی المالک إبقاءه إلی البلوغ بلا اجرة أو معها إن ‏‎ ‎‏مضت المدّة قبله،لا یبعد صحّته ‏‎[11]‎‏ووجوب الإبقاء علیه.‏

‏         (مسألة 7): لو ترک الزارع الزرع بعد العقد وتسلیم الأرض إلیه حتّی انقضت ‏‎ ‎‏المدّة،ففی ضمانه اجرة المثل للأرض-کما أنّه یستقرّ علیه المسمّی فی ‏‎ ‎‏الإجارة-أو عدم ضمانه أصلاً-غایة الأمر کونه آثماً بترک تحصیل الحاصل-أو ‏‎ ‎‏التفصیل بین ما إذا ترکه اختیاراً فیضمن أو معذوراً فلا،أو ضمانه ما یعادل ‏‎ ‎‏الحصّة المسمّاة من الثلث أو النصف أو غیرهما بحسب التخمین فی تلک السنة، ‏‎ ‎‏أو ضمانه بمقدار تلک الحصّة من منفعة الأرض من نصف أو ثلث ومن قیمة عمل ‏‎ ‎‏الزارع،أو الفرق بین ما إذا اطّلع المالک علی ترکه للزرع فلم یفسخ المعاملة ‏‎ ‎‏لتدارک استیفاء منفعة أرضه فلا یضمن وبین صورة عدم اطّلاعه إلی أن فات ‏‎ ‎‏وقت الزرع فیضمن وجوه،وبعضها أقوال ‏‎[12]‎‏،فظاهر بل صریح جماعة الأوّل،بل ‏‎ ‎‏قال بعضهم:یضمن النقص الحاصل بسبب ترک الزرع إذا حصل نقص،واستظهر ‏‎ ‎‏بعضهم الثانی،وربما یستقرب الثالث،ویمکن القول بالرابع،والأوجه الخامس، ‏‎ ‎‏وأضعفها السادس.ثمّ هذا کلّه إذا لم یکن الترک بسبب عذر عامّ،وإلّا فیکشف ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 524
‏عن بطلان المعاملة.ولو انعکس المطلب بأن امتنع المالک من تسلیم الأرض بعد ‏‎ ‎‏العقد فللعامل الفسخ،ومع عدمه ففی ضمان المالک ما یعادل حصّته من منفعة ‏‎ ‎‏الأرض،أو ما یعادل حصّته من الحاصل بحسب التخمین،أو التفصیل بین صورة ‏‎ ‎‏العذر وعدمه،أو عدم الضمان حتّی لو قلنا به فی الفرض الأوّل بدعوی الفرق ‏‎ ‎‏بینهما وجوه ‏‎[13]‎

‏         (مسألة 8): إذا غصب الأرض بعد عقد المزارعة غاصب ولم یمکن الاسترداد ‏‎ ‎‏منه،فإن کان ذلک قبل تسلیم الأرض إلی العامل تخیّر بین الفسخ وعدمه،و إن ‏‎ ‎‏کان بعده لم یکن له الفسخ،وهل یضمن ‏‎[14]‎‏الغاصب تمام منفعة الأرض فی تلک ‏‎ ‎‏المدّة للمالک فقط،أو یضمن له بمقدار حصّته من النصف أو الثلث من منفعة ‏‎ ‎‏الأرض ویضمن له أیضاً مقدار قیمة حصّته من عمل العامل حیث فوّته علیه، ‏‎ ‎‏ویضمن للعامل أیضاً مقدار حصّته من منفعة الأرض؟وجهان ‏‎[15]‎‏،ویحتمل ‏‎ ‎‏ضمانه لکلّ منهما ما یعادل حصّته من الحاصل بحسب التخمین.‏

‏         (مسألة 9): إذا عیّن المالک نوعاً من الزرع من حنطة أو شعیر أو غیرهما تعیّن ‏‎ ‎‏ولم یجز للزارع التعدّی عنه،ولو تعدّی إلی غیره ‏‎[16]‎‏ذهب بعضهم إلی أنّه إن کان ‏‎ ‎‏ما زرع أضرّ ممّا عیّنه المالک کان المالک مخیّراً بین الفسخ وأخذ اجرة المثل ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 525
‏للأرض،والإمضاء وأخذ الحصّة من المزروع مع أرش النقص الحاصل من ‏‎ ‎‏الأضرّ،و إن کان أقلّ ضرراً لزم وأخذ الحصّة منه،وقال بعضهم بتعیّن أخذ اجرة ‏‎ ‎‏المثل للأرض مطلقاً؛لأنّ ما زرع غیر ما وقع علیه العقد،فلا یجوز أخذ الحصّة ‏‎ ‎‏منه مطلقاً،والأقوی أنّه إن علم أنّ المقصود مطلق الزرع و أنّ الغرض من ‏‎ ‎‏التعیین ملاحظة مصلحة الأرض وترک ما یوجب ضرراً فیها،یمکن أن یقال:إنّ ‏‎ ‎‏الأمر کما ذکر؛من التخییر بین الأمرین فی صورة کون المزروع أضرّ وتعیّن ‏‎ ‎‏الشرکة فی صورة کونه أقلّ ضرراً،لکن التحقیق مع ذلک خلافه،و إن کان ‏‎ ‎‏التعیین لغرض متعلّق بالنوع الخاصّ لا لأجل قلّة الضرر وکثرته،فإمّا أن یکون ‏‎ ‎‏التعیین علی وجه التقیید و العنوانیة،أو یکون علی وجه تعدّد المطلوب ‏‎ ‎‏والشرطیة،فعلی الأوّل إذا خالف ما عیّن فبالنسبة إلیه یکون کما لو ترک الزرع ‏‎ ‎‏أصلاً حتّی انقضت المدّة،فیجری فیه الوجوه الستّة المتقدّمة فی تلک المسألة، ‏‎ ‎‏و أمّا بالنسبة إلی الزرع الموجود،فإن کان البذر من المالک فهو له،ویستحقّ ‏‎ ‎‏العامل اجرة عمله علی إشکال فی صورة علمه بالتعیین وتعمّده الخلاف ‏‎[17]‎‏؛ ‏‎ ‎‏لإقدامه حینئذٍ علی هتک حرمة عمله،و إن کان البذر للعامل کان الزرع له، ‏‎ ‎‏ویستحقّ المالک علیه اجرة الأرض مضافاً إلی ما استحقّه من بعض الوجوه ‏‎ ‎‏المتقدّمة،ولا یضرّ استلزامه الضمان للمالک من قبل أرضه مرّتین علی ما بیّنّا فی ‏‎ ‎‏محلّه؛لأنّه من جهتین و قد ذکرنا نظیر ذلک فی الإجارة ‏‎[18]‎‏أیضاً،وعلی الثانی ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 526
‏یکون المالک مخیّراً بین أن یفسخ المعاملة لتخلّف شرطه،فیأخذ اجرة المثل ‏‎ ‎‏للأرض،وحال الزرع الموجود حینئذٍ ما ذکرنا من کونه لمن له البذر،وبین أن ‏‎ ‎‏لا یفسخ ویأخذ حصّته من الزرع الموجود بإسقاط حقّ شرطه وبین أن ‏‎ ‎‏لایفسخ،ولکن لا یسقط حقّ شرطه أیضاً،بل یغرم العامل علی بعض الوجوه ‏‎ ‎‏الستّة المتقدّمة ‏‎[19]‎‏،ویکون حال الزرع الموجود کما مرّ؛من کونه لمالک البذر.‏

‏         (مسألة 10): لو زارع علی أرض لا ماء لها فعلاً،لکن أمکن تحصیله بعلاج ‏‎ ‎‏من حفر ساقیة أو بئر أو نحو ذلک،فإن کان الزارع عالماً بالحال صحّ ولزم،و إن ‏‎ ‎‏کان جاهلاً کان له خیار الفسخ،وکذا لو کان الماء مستولیاً علیها وأمکن قطعه ‏‎ ‎‏عنها و أمّا لو لم یمکن التحصیل فی الصورة الاُولی أو القطع فی الثانیة کان باطلاً؛ ‏‎ ‎‏سواء کان الزارع عالماً أو جاهلاً،وکذا لو انقطع فی الأثناء ولم یمکن تحصیله أو ‏‎ ‎‏استولی علیها ولم یمکن قطعه،وربما یقال بالصحّة مع علمه بالحال،ولا وجه له ‏‎ ‎‏و إن أمکن الانتفاع بها بغیر الزرع؛لاختصاص المزارعة بالانتفاع بالزرع،نعم لو ‏‎ ‎‏استأجر أرضاً للزراعة مع علمه بعدم الماء وعدم إمکان تحصیله أمکن الصحّة؛ ‏‎ ‎‏لعدم اختصاص الإجارة بالانتفاع بالزرع إلّاأن یکون علی وجه التقیید،فیکون ‏‎ ‎‏باطلاً أیضاً.‏

‏         (مسألة 11): لا فرق فی صحّة المزارعة بین أن یکون البذر من المالک أو ‏‎ ‎‏العامل أو منهما،ولا بدّ من تعیین ذلک،إلّاأن یکون هناک معتاد ینصرف إلیه ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 527
‏الإطلاق،وکذا لا فرق بین أن تکون الأرض مختصّة بالمزارع أو مشترکة بینه ‏‎ ‎‏وبین العامل،وکذا لا یلزم أن یکون تمام العمل علی العامل،فیجوز کونه ‏‎ ‎‏علیهما،وکذا الحال فی سائر المصارف.وبالجملة هنا امور أربعة:الأرض ‏‎ ‎‏والبذر و العمل و العوامل،فیصحّ أن یکون من أحدهما أحد هذه ومن الآخر البقیّة ‏‎ ‎‏ویجوز أن یکون من کلّ منهما اثنان منها،بل یجوز أن یکون من أحدهما بعض ‏‎ ‎‏أحدها ومن الآخر البقیّة،کما یجوز الاشتراک فی الکلّ،فهی علی حسب ما ‏‎ ‎‏یشترطان،ولا یلزم علی من علیه البذر دفع عینه،فیجوز له دفع قیمته،وکذا ‏‎ ‎‏بالنسبة إلی العوامل،کما لا یلزم مباشرة العامل بنفسه،فیجوز له أخذ الأجیر ‏‎ ‎‏علی العمل إلّامع الشرط.‏

‏         (مسألة 12): الأقوی جواز ‏‎[20]‎‏عقد المزارعة بین أزید من اثنین؛بأن تکون ‏‎ ‎‏الأرض من واحد و البذر من آخر و العمل من ثالث و العوامل من رابع،بل ‏‎ ‎‏یجوز أن یکون بین أزید من ذلک کأن یکون بعض البذر من واحد وبعضه الآخر ‏‎ ‎‏من آخر،وهکذا بالنسبة إلی العمل و العوامل؛لصدق المزارعة وشمول ‏‎ ‎‏الإطلاقات،بل یکفی العمومات العامّة،فلا وجه لما فی«المسالک»من تقویة ‏‎ ‎‏عدم الصحّة بدعوی:أنّها علی خلاف الأصل فتتوقّف علی التوقیف من الشارع ‏‎ ‎‏ولم یثبت عنه ذلک،ودعوی:أنّ العقد لا بدّ أن یکون بین طرفین:موجب وقابل، ‏‎ ‎‏فلا یجوز ترکّبه من ثلاثة أو أزید علی وجه تکون أرکاناً له،مدفوعة بالمنع، ‏‎ ‎‏فإنّه أوّل الدعوی. ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 528
‏         (مسألة 13): یجوز للعامل أن یشارک غیره فی مزارعته أو یزارعه فی ‏‎ ‎‏حصّته؛من غیر فرق بین أن یکون البذر منه أو من المالک ولا یشترط فیه إذنه، ‏‎ ‎‏نعم لا یجوز تسلیم الأرض إلی ذلک الغیر إلّابإذنه وإلّا کان ضامناً،کما هو ‏‎ ‎‏کذلک فی الإجارة أیضاً،والظاهر جواز ‏‎[21]‎‏نقل مزارعته إلی الغیر بحیث یکون ‏‎ ‎‏کأ نّه هو الطرف للمالک بصلح ونحوه؛بعوض ولو من خارج أو بلا عوض، ‏‎ ‎‏کما یجوز نقل حصّته إلی الغیر؛سواء کان ذلک قبل ظهور الحاصل أو بعده،کلّ ‏‎ ‎‏ذلک لأنّ عقد المزارعة من العقود اللازمة الموجبة لنقل منفعة ‏‎[22]‎‏الأرض نصفاً أو ‏‎ ‎‏ثلثاً أو نحوهما إلی العامل،فله نقلها إلی الغیر بمقتضی قاعدة السلطنة،ولا ‏‎ ‎‏فرق فیما ذکرنا بین أن یکون المالک شرط علیه مباشرة العمل بنفسه أو لا؛إذ ‏‎ ‎‏لا منافاة بین صحّة المذکورات وبین مباشرته للعمل؛إذ لا یلزم فی صحّة ‏‎ ‎‏المزارعة مباشرة العمل،فیصحّ أن یشارک أو یزارع غیره ویکون هو المباشر ‏‎ ‎‏دون ذلک الغیر.‏

‏         (مسألة 14): إذا تبیّن بطلان العقد فإمّا أن یکون قبل الشروع فی العمل أو ‏‎ ‎‏بعده وقبل الزرع؛بمعنی نثر الحبّ فی الأرض أو بعده وقبل حصول الحاصل، ‏‎ ‎‏أو بعده،فإن کان قبل الشروع فلا بحث ولا إشکال،و إن کان بعده وقبل ‏‎ ‎‏الزرع؛بمعنی الإتیان بالمقدّمات من حفر النهر وکری الأرض وشراء الآلات ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 529
‏ونحو ذلک فکذلک،نعم لو حصل وصف فی الأرض یقابل بالعوض-من ‏‎ ‎‏جهة کریها أو حفر النهر لها أو إزالة الموانع عنها-کان للعامل قیمة ‏‎[23]‎‏ذلک ‏‎ ‎‏الوصف،و إن لم یکن کذلک وکان العمل لغواً فلا شیء له،کما أنّ الآلات لمن ‏‎ ‎‏أعطی ثمنها،و إن کان بعد الزرع کان الزرع لصاحب البذر،فإن کان للمالک ‏‎ ‎‏کان الزرع له وعلیه للعامل اجرة عمله وعوامله،و إن کان للعامل کان له ‏‎ ‎‏وعلیه اجرة الأرض للمالک،و إن کان منهما کان لهما علی النسبة نصفاً أو ‏‎ ‎‏ثلثاً ولکلّ منهما علی الآخر اجرة مثل ما یخصّه من تلک النسبة،و إن کان ‏‎ ‎‏من ثالث فالزرع له وعلیه للمالک اجرة الأرض وللعامل اجرة عمله وعوامله، ‏‎ ‎‏ولا یجب علی المالک إبقاء الزرع إلی بلوغ الحاصل إن کان التبیّن قبله،بل له ‏‎ ‎‏أن یأمر بقلعه وله أن یبقی بالاُجرة إذا رضی صاحبه،وإلّا فلیس له إلزامه ‏‎ ‎‏بدفع الاُجرة.هذا کلّه مع الجهل بالبطلان،و أمّا مع العلم فلیس للعالم منهما ‏‎[24]‎‎ ‎‏الرجوع علی الآخر بعوض أرضه أو عمله؛لأنّه هو الهاتک لحرمة ماله أو ‏‎ ‎‏عمله،فکأ نّه متبرّع به و إن کان الآخر أیضاً عالماً بالبطلان،ولو کان العامل ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 530
‏بعد ما تسلّم الأرض ترکها فی یده بلا زرع فکذلک یضمن اجرتها للمالک ‏‎ ‎‏مع بطلان المعاملة؛لفوات منفعتها تحت یده،إلّافی صورة علم المالک بالبطلان ‏‎ ‎‏لما مرّ.‏

‏         (مسألة 15): الظاهر من مقتضی وضع المزارعة ملکیة العامل ‏‎[25]‎‏لمنفعة ‏‎ ‎‏الأرض بمقدار الحصّة المقرّرة له،وملکیة المالک للعمل علی العامل بمقدار ‏‎ ‎‏حصّته،واشتراک البذر بینهما علی النسبة؛سواء کان منهما أو من أحدهما أو من ‏‎ ‎‏ثالث،فإذا خرج الزرع صار مشترکاً بینهما علی النسبة،لا أن یکون لصاحب ‏‎ ‎‏البذر إلی حین ظهور الحاصل،فیصیر الحاصل مشترکاً من ذلک الحین،کما ربما ‏‎ ‎‏یستفاد من بعض الکلمات،أو کونه لصاحب البذر إلی حین بلوغ الحاصل ‏‎ ‎‏وإدراکه،فیصیر مشترکاً فی ذلک الوقت،کما یستفاد من بعض آخر.نعم،الظاهر ‏‎ ‎‏جواز إیقاع العقد علی أحد هذین الوجهین مع التصریح والاشتراط به من حین ‏‎ ‎‏العقد،ویترتّب علی هذه الوجوه ثمرات:منها:کون التبن أیضاً مشترکاً بینهما ‏‎ ‎‏علی النسبة علی الأوّل دون الأخیرین،فإنّه لصاحب البذر،ومنها:فی مسألة ‏‎ ‎‏الزکاة،ومنها:فی مسألة الانفساخ أو الفسخ فی الأثناء قبل ظهور الحاصل، ‏‎ ‎‏ومنها:فی مسألة مشارکة الزارع مع غیره ومزارعته معه،ومنها:فی مسألة ترک ‏‎ ‎‏الزرع إلی أن انقضت المدّة،إلی غیر ذلک.‏

‏         (مسألة 16): إذا حصل ما یوجب الانفساخ فی الأثناء قبل ظهور الثمر أو ‏‎ ‎‏بلوغه،کما إذا انقطع الماء عنه ولم یمکن تحصیله أو استولی علیه ولم یمکن ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 531
‏قطعه أو حصل مانع آخر عامّ،فالظاهر ‏‎[26]‎‏لحوق حکم تبیّن البطلان من الأوّل ‏‎ ‎‏علی ما مرّ؛لأنّه یکشف عن عدم قابلیتها للزرع،فالصحّة کانت ظاهریة، ‏‎ ‎‏فیکون الزرع الموجود لصاحب البذر،ویحتمل بعیداً کون الانفساخ من ‏‎ ‎‏حینه فیلحقه حکم الفسخ فی الأثناء علی ما یأتی،فیکون مشترکاً بینهما ‏‎ ‎‏علی النسبة.‏

‏         (مسألة 17): إذا کان العقد واجداً لجمیع الشرائط وحصل الفسخ فی الأثناء ‏‎ ‎‏إمّا بالتقایل،أو بخیار الشرط لأحدهما،أو بخیار الاشتراط بسبب تخلّف ما ‏‎ ‎‏شرط علی أحدهما،فعلی ما ذکرنا من مقتضی وضع المزارعة-و هو الوجه ‏‎ ‎‏الأوّل من الوجوه المتقدّمة-فالزرع الموجود مشترک بینهما علی النسبة،ولیس ‏‎ ‎‏لصاحب الأرض علی العامل اجرة أرضه ولا للعامل اجرة عمله بالنسبة إلی ما ‏‎ ‎‏مضی؛لأنّ المفروض صحّة المعاملة وبقاؤها إلی حین الفسخ،و أمّا بالنسبة إلی ‏‎ ‎‏الآتی فلهما التراضی علی البقاء إلی البلوغ بلا اجرة أو معها،ولهما التراضی علی ‏‎ ‎‏القطع قصیلاً،ولیس للزارع الإبقاء إلی البلوغ بدون رضا المالک ولو بدفع اجرة ‏‎ ‎‏الأرض،ولا مطالبة الأرش إذا أمره المالک بالقلع،وللمالک مطالبة القسمة وإبقاء ‏‎ ‎‏حصّته فی أرضه إلی حین البلوغ وأمر الزارع بقطع حصّته قصیلاً.هذا،و أمّا علی ‏‎ ‎‏الوجهین الآخرین فالزرع الموجود لصاحب البذر ‏‎[27]‎‏والظاهر عدم ثبوت شیء ‏‎ ‎‏علیه من اجرة الأرض أو العمل؛لأنّ المفروض صحّة المعاملة إلی هذا الحین، ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 532
‏و إن لم یحصل للمالک أو العامل شیء من الحاصل فهو کما لو بقی الزرع إلی ‏‎ ‎‏الآخر ولم یحصل حاصل من جهة آفة سماویة أو أرضیة،ویحتمل ثبوت ‏‎ ‎‏الاُجرة علیه إذا کان هو الفاسخ.‏

‏ ‏

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 533

  • -مع عدم الاشتراط فیها بانتفاعه مباشرة.
  • -لا یکفی ظاهراً حقّ التحجیر فی صحّتها،وکذا السبق للإحیاء،نعم لا إشکال فیما إذاسبق فأحیاها.
  • -إن لم یکن من المزارعة فصحّته محلّ تأمّل وإشکال،لکن کونه منها کما فی المتن غیربعید،وکذا لو أذن عامّاً،ولیس ذلک من الجعالة ولا نظیرها،وکذا الإذن فی الخان و الحمّام غیر شبیه بالجعالة،بل الظاهر أنّه إباحة بالعوض أو إذن بالإتلاف مضموناً،وبعضها إجارة باطلة،ولهذا یشکل استحقاقه للزیادة عن اجرة المثل،ونظائر المسألة محلّ إشکال تحتاج إلی التأمّل.
  • -مع عدم تیسّر العلاج.
  • -مرّ الکلام فیها.
  • -إذا لم نقل بحصول المزارعة الصحیحة بالإذن،وإلّا فصارت لازمة لا یجوزالرجوع فیها.
  • -مع فرض جواز الرجوع ما ذکره غیر وجیه کدلیله.
  • -أی‌اُجرة ما بعد الرجوع.
  • -الظاهر عدم الابتناء علی هذا المبنی،ومع ابتنائه أیضاً لا یبعد ما فی المتن.
  • -إن کان المراد من السلامة هو حصول الزرع فی مقابل لا حصوله فلا معنی للقرار مع‌عدم السلامة فیما یستثنی من الحاصل،و إن کان المراد هی السلامة فی مقابل التعیّب حتّی تلاحظ نسبة النقص فیحاسب بالنسبة،فلا یکون القرار مشروطاً بها؛أی‌لا تلاحظ النسبة.
  • -إذا کانت مدّة التأخیر علی فرضه معلومة.
  • -أوجهها الأوّل فیما إذا کان الأرض تحت یده وترک الزراعة بتفریط منه،وإلّافلا ضمان.
  • -الأحوط التخلّص بالتصالح،و إن کان الأخیر أوجه.
  • -أی‌مع فرض عدم الفسخ،وإلّا فلا إشکال فی ضمانه للمالک.
  • -أوجههما الأوّل،والأحوط التصالح.
  • -إن کان التعیین علی وجه الشرطیة فمع التعدّی یتخیّر المالک بین الفسخ و الإقرار،ومع عدم الفسخ یأخذ حصّته من الحاصل،و إن کان علی وجه القیدیة کان له اجرة مثل أرضه،ولو صارت ناقصة بواسطة الزرع له أرش نقصها علی الزارع.
  • -بل فی صورة عدم التعمّد و الجهل أیضاً محلّ إشکال بل منع.
  • -قد مرّ الإشکال علیه فیها و أنّ علیه أکثر الأمرین من الاُجرة المسمّاة واُجرة المثل،وفی المقام أیضاً لا یستحقّ المالک غیر اجرة المثل لأرضه وأرش نقصها لو حصل بالزرع،ولا یلاحظ فی اجرة المثل.
  • -مرّ ما هو الأقوی بینها،فهاهنا أیضاً لیس له إلّاالتخییر بین الفسخ و الإبقاء،فیأخذ حصّته من غیر غرامة زائدة ومع عدم الفسخ تکون الزراعة بینهما لا لمالک الزرع،کما فی المتن.
  • -هذا و إن لا یخلو من قرب،لکن لا ینبغی ترک الاحتیاط بإیقاعها بین الاثنین،بل لایترک حتّی الإمکان.
  • -لیس هذا من المزارعة،ولا یجوز عقد المزارعة کذلک،ولا معنی لنقل مزارعته إلی‌الغیر،نعم یجوز نقل حصّته إلی الغیر وشرط القیام بأمر المزارعة علیه،لکن الناقل طرف للمالک وعلیه القیام-ولو تسبیباً-بأمر الزراعة کما فعل.
  • -لیس مقتضی المزارعة نقل المنفعة إلی العامل،بل مقتضاها ثبوت حقّ الانتفاع بالزرع‌من الأرض.
  • -إن کان البطلان مستنداً إلی جعل جمیع الحاصل لصاحب الأرض،فالأقوی عدم‌استحقاق العامل قیمة ذلک الوصف،وکذا لا یستحقّ اجرة العمل و العوامل فی صورة تبیّن البطلان بعد الزرع وبعد حصول الحاصل،إلّاإذا اشترط علیه الاُجرة لعمله وعوامله فیستحقّ اجرة المثل،و إن کان مستنداً إلی جعل جمیع الزرع للزارع لا یستحقّ المالک اجرة أرضه علی العامل إلّامع الشرط،وکذا الحال فی سائر الصور،فإن کان البطلان مستنداً إلی جعل جمیع الحاصل لصاحب البذر لا یستحقّ العامل ولا صاحب الأرض ولا صاحب العوامل شیئاً علیه،إلّامع الاشتراط،فیکون لهم اجرة المثل علیه.
  • -قد مرّ أنّ العلم و الجهل غیر دخیلین فی ذلک،وعدم وجاهة ما علّله به،وکذا الحال فی‌الفرع التالی.
  • -بل مقتضاها استحقاق کلّ منهما علی الآخر بذل ما جعله علیه،وملکیة العامل الانتفاع‌بالأرض زراعة،وملکیة المالک الانتفاع بعمل العامل کذلک.
  • -لا یبعد التفصیل بین الانفساخ فی زمان لم یحصل زرع مشترک ولو مثل القصیل أوالتبن فیحکم بالبطلان من الأوّل،وبین ما إذا حصل ذلک فیحکم بالانفساخ من حینه،فیکون ما حصل مشترکاً بینهما.
  • -إذا حصل الفسخ قبل ظهور الحاصل علی أوّل الوجهین.