کتاب المضاربة

[المضاربة من العقود الجائزة و أ نّه یجوز لکلّ منهما الفسخ]

‏ ‏

[المضاربة من العقود الجائزة و أ نّه یجوز لکلّ منهما الفسخ] 

‏         (مسألة 46): قد عرفت أنّ المضاربة من العقود الجائزة،وأ نّه یجوز لکلّ ‏‎ ‎‏منهما الفسخ إذا لم یشترط لزومها ‏‎[1]‎‏فی ضمن عقد لازم،بل أو فی ضمن عقدها ‏‎ ‎‏أیضاً.ثمّ قد یحصل الفسخ من أحدهما و قد یحصل البطلان والانفساخ لموت أو ‏‎ ‎‏جنون أو تلف مال التجارة بتمامها،أو لعدم إمکان التجارة لمانع أو نحو ذلک، ‏‎ ‎‏فلا بدّ من التکلّم فی حکمها من حیث استحقاق العامل للاُجرة وعدمه،ومن ‏‎ ‎‏حیث وجوب الإنضاض علیه وعدمه؛إذا کان بالمال عروض،ومن حیث ‏‎ ‎‏وجوب الجبایة علیه وعدمه إذا کان به دیون علی الناس،ومن حیث وجوب ‏‎ ‎‏الردّ إلی المالک وعدمه وکون الاُجرة علیه أو لا،فنقول:إمّا أن یکون الفسخ من ‏‎ ‎‏المالک أو العامل،وأیضاً إمّا أن یکون قبل الشروع فی التجارة أو فی مقدّماتها،أو ‏‎ ‎‏بعده قبل ظهور الربح،أو بعده فی الأثناء،أو بعد تمام التجارة بعد إنضاض ‏‎ ‎‏الجمیع أو البعض،أو قبله؛قبل القسمة أو بعدها ‏‎[2]‎‏،وبیان أحکامها فی طیّ مسائل: ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 488

‏ ‏

‏ ‏

‏[بیان أحکامها فی طیّ مسائل] ‏

‏الاُولی:إذا کان الفسخ أو الانفساخ و لم یشرع فی العمل ولا فی مقدّماته،فلا‏

‏إشکال، ولا شیء له ولا علیه،و إن کان بعد تمام العمل و الإنضاض فکذلک؛إذ ‏‎ ‎‏مع حصول الربح یقتسمانه،ومع عدمه لا شیء للعامل ولا علیه إن حصلت ‏‎ ‎‏خسارة،إلّاأن یشترط المالک کونها بینهما ‏‎[3]‎‏علی الأقوی من صحّة هذا ‏‎ ‎‏الشرط،أو یشترط العامل علی المالک شیئاً ‏‎[4]‎‏إن لم یحصل ربح،وربما یظهر ‏‎ ‎‏من إطلاق بعضهم ثبوت اجرة المثل مع عدم الربح،ولا وجه له أصلاً؛لأنّ بناء ‏‎ ‎‏المضاربة علی عدم استحقاق العامل لشیء سوی الربح علی فرض حصوله کما ‏‎ ‎‏فی الجعالة.‏

‏الثانیة:إذا کان الفسخ من العامل فی الأثناء قبل حصول الربح فلا اجرة له ‏

‏لما مضی من عمله،واحتمال استحقاقه لقاعدة الاحترام،لا وجه له أصلاً،و إن ‏‎ ‎‏کان من المالک أو حصل الانفساخ القهری ففیه قولان؛أقواهما العدم أیضاً ‏‎ ‎‏بعد کونه هو المقدم علی المعاملة الجائزة التی مقتضاها عدم استحقاق شیء إلّا ‏‎ ‎‏الربح،ولا ینفعه بعد ذلک کون إقدامه من حیث البناء علی الاستمرار.‏

‏الثالثة:لو کان الفسخ من العامل بعد السفر بإذن المالک و صرف جملة من‏

‏ رأس المال فی نفقته ،فهل للمالک تضمینه مطلقاً،أو إذا کان لا لعذر منه؟ ‏‎ ‎‏وجهان،أقواهما العدم؛لما ذکر من جواز المعاملة وجواز الفسخ فی کلّ وقت، ‏‎ ‎‏فالمالک هو المقدم علی ضرر نفسه.‏

‏الرابعة:لو حصل الفسخ أو الانفساخ قبل حصول الربح و بالمال عروض ‏

‏لا یجوز للعامل التصرّف فیه بدون إذن المالک ببیع ونحوه،و إن احتمل تحقّق ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 489

‎ ‎‏الربح بهذا البیع،بل و إن وجد زبون یمکن أن یزید فی الثمن فیحصل الربح،نعم ‏‎ ‎‏لو کان هناک زبون بانٍ علی الشراء بأزید من قیمته لا یبعد جواز إجبار المالک ‏‎ ‎‏علی بیعه منه؛لأنّه فی قوّة وجود الربح فعلاً،ولکنّه مشکل ‏‎[5]‎‏مع ذلک؛لأنّ ‏‎ ‎‏المناط کون الشیء فی حدّ نفسه زائد القیمة،والمفروض عدمه،وهل یجب ‏‎ ‎‏علیه البیع و الإنضاض إذا طلبه المالک أو لا؟قولان؛أقواهما عدمه،ودعوی:أنّ ‏‎ ‎‏مقتضی قوله علیه السلام:«علی الید ما أخذت حتّی تؤدّی»وجوب ردّ المال إلی ‏‎ ‎‏المالک کما کان،کما تری.‏

‏الخامسة:إذا حصل الفسخ أو الانفساخ بعد حصول الربح قبل تمام العمل أو ‏‎ ‎‏بعده وبالمال عروض،فإن رضیا بالقسمة کذلک فلا إشکال،و إن طلب العامل ‏‎ ‎‏بیعها فالظاهر عدم وجوب إجابته و إن احتمل ربح فیه،خصوصاً إذا کان هو ‏‎ ‎‏الفاسخ،و إن طلبه المالک ففی وجوب إجابته وعدمه وجوه؛ثالثها التفصیل بین ‏‎ ‎‏صورة کون مقدار رأس المال نقداً فلا یجب،وبین عدمه فیجب؛لأنّ اللازم ‏‎ ‎‏تسلیم مقدار رأس المال کما کان عملاً بقوله علیه السلام:«علی الید...»والأقوی عدم ‏‎ ‎‏الوجوب مطلقاً و إن کان استقرار ملکیة العامل للربح موقوفاً ‏‎[6]‎‏علی الإنضاض، ‏‎ ‎‏ولعلّه یحصل الخسارة بالبیع؛إذ لا منافاة،فنقول:لا یجب علیه الإنضاض بعد ‏‎ ‎‏الفسخ؛لعدم الدلیل علیه،لکن لو حصلت الخسارة بعده قبل القسمة-بل أو ‏‎ ‎‏بعدها-یجب جبرها بالربح،حتّی أنّه لو أخذه یستردّ منه.‏

‏السادسة:لو کان فی المال دیون علی الناس فهل یجب علی العامل أخذها ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 490
‏وجبایتها بعد الفسخ أو الانفساخ أم لا؟وجهان،أقواهما العدم؛من غیر فرق بین ‏‎ ‎‏أن یکون الفسخ من العامل ‏‎[7]‎‏أو المالک.‏

‏السابعة:إذا مات المالک أو العامل قام وارثه مقامه فیما مرّ من الأحکام.‏

‏الثامنة:لا یجب علی العامل بعد حصول الفسخ أو الانفساخ أزید من التخلیة ‏

‏بین المالک و ماله ،فلا یجب علیه الإیصال إلیه،نعم لو أرسله إلی بلد آخر غیر ‏‎ ‎‏بلد المالک ولو کان بإذنه یمکن دعوی وجوب الردّ إلی بلده،لکنّه مع ذلک ‏‎ ‎‏مشکل ‏‎[8]‎‏،وقوله علیه السلام:«علی الید ما أخذت...»،أیضاً لا یدلّ علی أزید من ‏‎ ‎‏التخلیة،و إذا احتاج الردّ إلیه إلی الاُجرة فالاُجرة علی المالک،کما فی سائر ‏‎ ‎‏الأموال،نعم لو سافر به بدون إذن المالک إلی بلد آخر وحصل الفسخ فیه یکون ‏‎ ‎‏حاله حال الغاصب فی وجوب الردّ والاُجرة،و إن کان ذلک منه للجهل بالحکم ‏‎ ‎‏الشرعی من عدم جواز السفر بدون إذنه.‏

‏         (مسألة 47): قد عرفت أنّ الربح وقایة لرأس المال؛من غیر فرق بین أن ‏‎ ‎‏یکون سابقاً علی التلف أو الخسران أو لاحقاً،فالخسارة السابقة تجبر بالربح ‏‎ ‎‏اللاحق وبالعکس،ثمّ لا یلزم أن یکون الربح حاصلاً من مجموع رأس المال، ‏‎ ‎‏وکذا لا یلزم أن تکون الخسارة واردة علی المجموع،فلو اتّجر بجمیع رأس ‏‎ ‎‏المال فخسر،ثمّ اتّجر ببعض الباقی فربح،یجبر ذلک الخسران بهذا الربح،وکذا ‏‎ ‎‏إذا اتّجر بالبعض فخسر،ثمّ اتّجر بالبعض الآخر أو بجمیع الباقی فربح،ولا یلزم ‏‎ ‎‏فی الربح أو الخسران أن یکون مع بقاء المضاربة حال حصولها،فالربح مطلقاً ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 491
‏جابر للخسارة و التلف مطلقاً ما دام لم یتمّ ‏‎[9]‎‏عمل المضاربة.ثمّ إنّه یجوز للمالک ‏‎ ‎‏أن یستردّ بعض مال المضاربة فی الأثناء،ولکن تبطل بالنسبة إلیه،وتبقی ‏‎ ‎‏بالنسبة إلی البقیّة،وتکون رأس المال،وحینئذٍ فإذا فرضنا أنّه أخذ بعد ما حصل ‏‎ ‎‏الخسران أو التلف بالنسبة إلی رأس المال مقداراً من البقیّة،ثمّ اتّجر العامل ‏‎ ‎‏بالبقیّة أو ببعضها فحصل ربح یکون ذلک الربح جابراً للخسران أو التلف السابق ‏‎ ‎‏بتمامه ‏‎[10]‎‏،مثلاً إذا کان رأس المال مائة فتلف منها عشرة أو خسر عشرة وبقی ‏‎ ‎‏تسعون،ثمّ أخذ المالک من التسعین عشرة،وبقیت ثمانون فرأس المال تسعون ‏‎ ‎‏و إذا اتّجر بالثمانین فصار تسعین،فهذه العشرة الحاصلة ربحاً تجبر تلک العشرة، ‏‎ ‎‏ولا یبقی للعامل شیء،وکذا إذا أخذ المالک بعد ما حصل الربح مقداراً من المال؛ ‏‎ ‎‏سواء کان بعنوان استرداد بعض رأس المال أو هو مع الربح،أو من غیر قصد إلی ‏‎ ‎‏أحد الوجهین،ثمّ اتّجر العامل بالباقی أو ببعضه فحصل خسران أو تلف یجبر ‏‎ ‎‏بالربح السابق بتمامه،حتّی المقدار الشائع منه فی الذی أخذه المالک، ‏‎ ‎‏ولا یختصّ الجبر بما عداه حتّی یکون مقدار حصّة العامل منه باقیاً له،مثلاً إذا ‏‎ ‎‏کان رأس المال مائة فربح عشرة ثمّ أخذ المالک عشرة ثمّ اتّجر العامل بالبقیّة ‏‎ ‎‏فخسر عشرة أو تلف منه عشرة یجب جبره بالربح السابق حتّی المقدار الشائع ‏‎ ‎‏منه فی العشرة المأخوذة،فلا یبقی للعامل من الربح السابق شیء،وعلی ما ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 492
‏ذکرنا فلا وجه لما ذکره المحقّق وتبعه غیره من أنّ الربح اللاحق لا یجبر مقدار ‏‎ ‎‏الخسران الذی ورد علی العشرة المأخوذة؛لبطلان المضاربة بالنسبة إلیها، ‏‎ ‎‏فمقدار الخسران الشائع فیها لا ینجبر بهذا الربح،فرأس المال الباقی بعد خسران ‏‎ ‎‏العشرة فی المثال المذکور لا یکون تسعین،بل أقلّ منه بمقدار حصّة خسارة ‏‎ ‎‏العشرة المأخوذة و هو واحد وتسع،فیکون رأس المال الباقی تسعین إلّاواحد ‏‎ ‎‏وتسع،و هی تسعة وثمانون إلّاتسع،وکذا لا وجه لما ذکره بعضهم فی الفرض ‏‎ ‎‏الثانی أنّ مقدار الربح الشائع فی العشرة التی أخذها المالک لا یجبر الخسران ‏‎ ‎‏اللاحق،و أنّ حصّة العامل منه یبقی له،ویجب علی المالک ردّه إلیه،فاللازم فی ‏‎ ‎‏المثال المفروض عدم بقاء ربح للعامل بعد حصول الخسران المذکور،بل قد ‏‎ ‎‏عرفت سابقاً أنّه لو حصل ربح واقتسماه فی الأثناء وأخذ کلّ حصّته منه ثمّ ‏‎ ‎‏حصل خسران أنّه یستردّ من العامل مقدار ما أخذ،بل ولو کان الخسران بعد ‏‎ ‎‏الفسخ ‏‎[11]‎‏قبل القسمة،بل أو بعدها إذا اقتسما العروض وقلنا بوجوب الإنضاض ‏‎ ‎‏علی العامل وأ نّه من تتمّات المضاربة.‏

‏         (مسألة 48): إذا کانت المضاربة فاسدة فإمّا أن یکون مع جهلهما بالفساد،أو ‏‎ ‎‏مع علمهما،أو علم أحدهما دون الآخر،فعلی التقادیر:الربح بتمامه للمالک؛ ‏‎ ‎‏لإذنه فی التجارات،و إن کانت مضاربته باطلة،نعم لو کان الإذن مقیّداً ‏‎ ‎‏بالمضاربة توقّف ذلک علی إجازته،وإلّا فالمعاملات الواقعة باطلة،وعلی عدم ‏‎ ‎‏التقیّد أو الإجازة یستحقّ العامل مع جهلهما لاُجرة عمله،وهل یضمن عوض ما ‏‎ ‎‏أنفقه فی السفر علی نفسه لتبیّن عدم استحقاقه النفقة أو لا؛لأنّ المالک سلّطه ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 493
‏علی الإنفاق مجّاناً؟وجهان،أقواهما الأوّل،ولا یضمن التلف و النقص،وکذا ‏‎ ‎‏الحال إذا کان المالک عالماً دون العامل،فإنّه یستحقّ الاُجرة،ولا یضمن التلف ‏‎ ‎‏والنقص،و إن کانا عالمین أو کان العامل عالماً دون المالک فلا اجرة له ‏‎[12]‎‏؛ ‏‎ ‎‏لإقدامه علی العمل مع علمه بعدم صحّة المعاملة،وربما یحتمل فی صورة ‏‎ ‎‏علمهما أنّه یستحقّ حصّته من الربح من باب الجعالة،وفیه:أنّ المفروض عدم ‏‎ ‎‏قصدها،کما أنّه ربما یحتمل استحقاقه اجرة المثل إذا اعتقد أنّه یستحقّها مع ‏‎ ‎‏الفساد،وله وجه و إن کان الأقوی خلافه.هذا کلّه إذا حصل ربح ولو ‏‎ ‎‏قلیلاً،و أمّا مع عدم حصوله فاستحقاق العامل الاُجرة ولو مع الجهل مشکل؛ ‏‎ ‎‏لإقدامه علی عدم العوض لعمله مع عدم حصول الربح،وعلی هذا ففی صورة ‏‎ ‎‏حصوله أیضاً یستحقّ أقلّ الأمرین من مقدار الربح واُجرة المثل،لکن ‏‎ ‎‏الأقوی خلافه؛لأنّ رضاه بذلک کان مقیّداً بالمضاربة،ومراعاة الاحتیاط فی ‏‎ ‎‏هذا وبعض الصور المتقدّمة أولی.‏

‏         (مسألة 49): إذا ادّعی علی أحد أنّه أعطاه کذا مقداراً مضاربة،وأنکره،ولم ‏‎ ‎‏یکن للمدّعی بیّنة فالقول قول المنکر مع الیمین.‏

‏         (مسألة 50): إذا تنازع المالک و العامل فی مقدار رأس المال الذی أعطاه ‏‎ ‎‏للعامل قدّم قول العامل بیمینه مع عدم البیّنة؛من غیر فرق بین کون المال ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 494
‏موجوداً أو تالفاً مع ضمان العامل؛لأصالة عدم إعطائه أزید ممّا یقوله،وأصالة ‏‎ ‎‏براءة ذمّته إذا کان تالفاً بالأزید.هذا إذا لم یرجع نزاعهما إلی النزاع فی مقدار ‏‎ ‎‏نصیب العامل من الربح،کما إذا کان نزاعهما بعد حصول الربح وعلم أنّ الذی ‏‎ ‎‏بیده هو مال المضاربة؛إذ حینئذٍ النزاع فی قلّة رأس المال وکثرته یرجع إلی ‏‎ ‎‏النزاع فی مقدار نصیب العامل من هذا المال الموجود؛إذ علی تقدیر قلّة رأس ‏‎ ‎‏المال یصیر مقدار الربح منه أکثر،فیکون نصیب العامل أزید،وعلی تقدیر کثرته ‏‎ ‎‏بالعکس،ومقتضی الأصل ‏‎[13]‎‏کون جمیع هذا المال للمالک إلّابمقدار ما أقرّ به ‏‎ ‎‏للعامل،وعلی هذا أیضاً لا فرق بین کون المال باقیاً أو تالفاً بضمان العامل؛إذ ‏‎ ‎‏بعد الحکم بکونه للمالک إلّاکذا مقدار منه فإذا تلف مع ضمانه لا بدّ أن یغرم ‏‎ ‎‏المقدار الذی للمالک.‏

‏         (مسألة 51): لو ادّعی المالک علی العامل أنّه خان أو فرّط فی الحفظ فتلف، ‏‎ ‎‏أو شرط علیه أن لا یشتری الجنس الفلانی،أو لا یبیع من زید أو نحو ذلک، ‏‎ ‎

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 495
‏فالقول قول العامل فی عدم الخیانة و التفریط،وعدم شرط المالک علیه الشرط ‏‎ ‎‏الکذائی،والمفروض أنّ مع عدم الشرط یکون مختاراً فی الشراء وفی البیع من ‏‎ ‎‏أیّ شخص أراد،نعم لو فعل العامل ما لا یجوز له إلّابإذن من المالک-کما لو ‏‎ ‎‏سافر أو باع بالنسیئة وادّعی الإذن من المالک-فالقول قول المالک فی عدم الإذن. ‏

‏والحاصل:أنّ العامل لو ادّعی الإذن فیما لا یجوز إلّابالإذن قدّم فیه قول المالک ‏‎ ‎‏المنکر،ولو ادّعی المالک المنع فیما یجوز إلّامع المنع قدّم قول العامل المنکر له.‏

‏         (مسألة 52): لو ادّعی العامل التلف وأنکر المالک،قدّم قول العامل؛لأنّه ‏‎ ‎‏أمین؛سواء کان بأمر ظاهر أو خفیّ،وکذا لو ادّعی الخسارة أو ادّعی عدم ‏‎ ‎‏الربح أو ادّعی عدم حصول المطالبات فی النسیئة مع فرض کونه مأذوناً فی ‏‎ ‎‏البیع بالدین،ولا فرق فی سماع قوله بین أن یکون الدعوی قبل فسخ المضاربة ‏‎ ‎‏أو بعده،نعم لو ادّعی بعد الفسخ التلف بعده ففی سماع قوله لبقاء حکم أمانته، ‏‎ ‎‏وعدمه لخروجه بعده عن کونه أمیناً وجهان،ولو أقرّ بحصول الربح ثمّ بعد ‏‎ ‎‏ذلک ادّعی التلف أو الخسارة وقال:إنّی اشتبهت ‏‎[14]‎‏فی حصوله،لم یسمع منه؛ ‏‎ ‎‏لأنّه رجوع عن إقراره الأوّل ولکن لو قال:ربحت.ثمّ تلف أو ثمّ حصلت ‏‎ ‎‏الخسارة،قبل منه.‏

‏         (مسألة 53): إذا اختلفا فی مقدار حصّة العامل وأ نّه نصف الربح-مثلاً-أو ‏‎ ‎‏ثلثه،قدّم قول المالک.‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 496
‏         (مسألة 54): إذا ادّعی المالک:أنّی ضاربتک علی کذا مقدار وأعطیتک،فأنکر ‏‎ ‎‏أصل المضاربة،أو أنکر تسلیم المال إلیه فأقام المالک بیّنة علی ذلک فادّعی ‏‎ ‎‏العامل تلفه،لم یسمع منه ‏‎[15]‎‏،واُخذ بإقراره المستفاد من إنکاره الأصل،نعم لو ‏‎ ‎‏أجاب المالک بأ نّی لست مشغول الذمّة لک بشیء،ثمّ بعد الإثبات ادّعی التلف ‏‎ ‎‏قبل منه؛لعدم المنافاة بین الإنکار من الأوّل وبین دعوی التلف.‏

‏         (مسألة 55): إذا اختلفا فی صحّة المضاربة الواقعة بینهما وبطلانها،قدّم قول ‏‎ ‎‏مدّعی الصحّة.‏

‏         (مسألة 56): إذا ادّعی أحدهما الفسخ فی الأثناء،وأنکر الآخر،قدّم قول ‏‎ ‎‏المنکر،وکلّ من یقدّم قوله فی المسائل المذکورة لا بدّ له من الیمین.‏

‏(مسألة 57): إذا ادّعی العامل الردّ،وأنکره المالک،قدّم قول المالک.‏

‏         (مسألة 58): لو ادّعی العامل فی جنس اشتراه:أنّه اشتراه لنفسه،وادّعی ‏‎ ‎‏المالک:أنّه اشتراه للمضاربة،قدّم قول العامل،وکذا لو ادّعی:أنّه اشتراه ‏‎ ‎‏للمضاربة وادّعی المالک:أنّه اشتراه لنفسه؛لأنّه أعرف بنیّته،ولأنّه أمین ‏‎[16]‎


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 497
‏فیقبل قوله،والظاهر أنّ الأمر کذلک لو علم أنّه أدّی الثمن من مال المضاربة؛بأن ‏‎ ‎‏ادّعی:أنّه اشتراه فی الذمّة لنفسه،ثمّ أدّی الثمن من مال المضاربة ولو کان ‏‎ ‎‏عاصیاً فی ذلک.‏

‏         (مسألة 59): لو ادّعی المالک:أنّه أعطاه المال مضاربة،وادّعی القابض:أنّه ‏‎ ‎‏أعطاه قرضاً،یتحالفان ‏‎[17]‎‏،فإن حلفا أو نکلا للقابض أکثر الأمرین ‏‎[18]‎‏من اجرة ‏‎ ‎‏المثل و الحصّة من الربح إلّاإذا کانت الاُجرة زائدة عن تمام الربح فلیس له ‏‎ ‎‏أخذها؛لاعترافه بعدم استحقاق أزید من الربح.‏

‏         (مسألة 60): إذا حصل تلف أو خسران فادّعی المالک:أنّه أقرضه،وادّعی ‏‎ ‎‏العامل:أنّه ضاربه،قدّم قول ‏‎[19]‎‏المالک مع الیمین.‏

‏         (مسألة 61): لو ادّعی المالک الإبضاع،والعامل المضاربة،یتحالفان ‏‎[20]‎‏،ومع ‏‎ ‎‏الحلف أو النکول منهما یستحقّ العامل أقلّ الأمرین من الاُجرة و الحصّة من ‏


کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 498
‏الربح،ولو لم یحصل ربح فادّعی المالک المضاربة لدفع الاُجرة،وادّعی العامل ‏‎ ‎‏الإبضاع،استحقّ العامل بعد التحالف اجرة المثل لعمله.‏

‏         (مسألة 62): إذا علم مقدار رأس المال ومقدار حصّة العامل واختلفا فی ‏‎ ‎‏مقدار الربح الحاصل،فالقول قول العامل،کما أنّهما لو اختلفا فی حصوله ‏‎ ‎‏وعدمه کان القول قوله،ولو علم مقدار المال الموجود فعلاً بید العامل واختلفا ‏‎ ‎‏فی مقدار نصیب العامل منه،فإن کان من جهة الاختلاف فی الحصّة أنّها نصف ‏‎ ‎‏أو ثلث،فالقول قول المالک قطعاً،و إن کان من جهة الاختلاف فی مقدار رأس ‏‎ ‎‏المال فالقول قوله أیضاً؛لأنّ المفروض أنّ تمام هذا الموجود من مال المضاربة ‏‎ ‎‏أصلاً وربحاً،ومقتضی الأصل ‏‎[21]‎‏کونه بتمامه للمالک،إلّاما علم جعله للعامل، ‏‎ ‎‏وأصالة عدم دفع أزید من مقدار کذا إلی العامل لا تثبت کون البقیّة ربحاً،مع أنّها ‏‎ ‎‏معارضة بأصالة عدم حصول الربح أزید من مقدار کذا،فیبقی کون الربح تابعاً ‏‎ ‎‏للأصل إلّاما خرج.‏

‏ ‏

کتابالعروة الوثقی مع تعالیق الامام الخمینی (س) (ج. 2)صفحه 499

  • -شرط لزومها باطل علی الأقوی و إن لم یکن مبطلاً،و قد مرّ جواز شرط عدم الفسخ‌وحکمه.
  • -بعد قسمة البعض،و أمّا بعد قسمة التمام فلا یبقی موضوع للفسخ.
  • -مرّ تفصیله.
  • -أی‌إعطاء شیء له.
  • -بل ممنوع؛سواء وجد زبون أو کان الشیء فی حدّ نفسه قیّماً،نعم له بیع حصّته لشرکته‌مع المالک بعد ظهور الربح.
  • -مرّ المیزان فی حصول استقرار ملکیة العامل.
  • -لکن لا ینبغی ترک الاحتیاط،خصوصاً فی هذه الصورة.
  • -بل ممنوع،و أمّا ما ذکره من الوجه فغیر وجیه.
  • -بل ما دام لم یستقرّ ملکیة العامل،و قد مرّ ملاک الاستقرار.
  • -الأوجه ما علیه الشیخ فی محکیّ«مبسوطه»وتبعه المحقّقون،وفصّل العلّامة فی«التذکرة»و«القواعد»فی المسألتین؛لأنّ المضاربة بالنسبة إلی المأخوذ صارت باطلة و البقیّة رأس المال ولیس خسران الجمیع خسراناً للبقیّة ولا ربحه ربحها،فلا بدّ من التکسیر علی التمام و الحساب بالنسبة،فراجع«القواعد»وشرحها.
  • -مرّ الکلام فیه.
  • -استحقاقه للاُجرة فی هذه الصورة أیضاً لا یخلو من وجه؛إذا حصل الربح بمقدارکان سهمه مساویاً لاُجرة المثل أو أزید،ومع عدم الربح أو نقصان سهمه عنها فمع علمه بالفساد لا یبعد عدم استحقاق الاُجرة مع عدم الربح،وعدم استحقاقه الزیادة عن مقدار سهمه مع النقصان،ومع جهله به فالأحوط التخلّص بالصلح،بل لا یترک الاحتیاط مطلقاً.
  • -هذا إن قلنا بأنّ الربح ینتقل ابتداء إلی المالک ثمّ یتلقّی المضارب منه،و أمّا إن قلنا بأ نّه‌ینتقل إلی العامل حصّته ابتداء کما هو الأقرب فلا أصل لهذا الأصل،ثمّ لو قلنا باعتبار ید العامل فی مورد الشکّ یقدّم قوله بیمینه ولو مع سلامة الأصل،لکن لو بنینا علی عدم اعتباره کما هو الأوجه فلا بدّ من ملاحظة محطّ الدعوی،فلو ادّعی العامل:أنّ مقدار رأس المال مائة مثلاً،وادّعی المالک:أنّه مائتان،یکون من موارد التحالف،وکذا لو ادّعی المالک:أنّ هذا المقدار رأس المال وذاک الربح،وادّعی العامل خلافه ولو کان محطّ النزاع فی مقدار رأس المال زیادةً ونقصاناً أو مقدار الربح کذلک یقدّم قول المنکر بیمینه.هذا مع بقاء المال،و أمّا مع التلف مضموناً علی العامل فمقتضی الأصل عدم ضمانه،إلّافی مورد علم خلافه،و قد عرفت عدم أصل یثبت کون المال للمالک،والتفصیل فی هذه الموارد موکول إلی محلّه.
  • -العبارة غیر جیّدة،والظاهر أنّ مراده أنّه أقرّ أوّلاً بتحقّق الربح فعلاً،ثمّ ادّعی الاشتباه‌ووجّه اشتباهه بأنّ الربح حصل أوّلاً،لکن التلف أو الخسارة صار سبباً لعدم بقائه،والظاهر قبول دعواه حینئذٍ،نعم لو ادّعی أوّلاً بأنّ الربح حاصل،ثمّ قال أنّ الربح غیر حاصل وأ نّی اشتبهت،لم یسمع منه.
  • -لا إشکال فی عدم سماع قوله بیمینه کسماعه قبل الإنکار،لکن هل یکلّف علی إقامةالبیّنة علی التلف وتقبل بیّنته،ومع عدمها یتوجّه الحلف علی المالک،أو یقضی علیه بالضمان وتردّ بیّنته علی التلف من غیر تفریط وتعدّ،أو یحکم بالضمان بعد إقامة البیّنة علی التلف،وقبلها یطالب بالعین ویحبس حتّی یتبیّن الحال،وجوه.
  • -ولأصالة عدم اشترائه للمضاربة ولها أثر،و أمّا أصالة عدم اشترائه لنفسه لا تثبت شراءه‌للمضاربة،وبهذا یظهر الوجه فی الفرع الآتی،لکن هذا الأصل لایخلو من إشکال بل منع،و أمّا کونه أعرف بنیّته لا یوجب تقدیم قوله ظاهراً مع أنّه غیر مطّرد فی جمیع الدعاوی؛مثل أن یدّعی المالک إنشاء البیع له فی ظاهر اللفظ وادّعی العامل إنشائه لنفسه.
  • -یحتمل التحالف بملاحظة محطّ الدعوی،وتقدیم قول المالک بملاحظة مرجعها،والأقرب الأوّل.
  • لا وجه لاجره المثل بعد اتفاقهما علی عدم استحاقها، و مرجع الاختلاف فی الزائد من حصته، فمع التحالف یحتمل الاقراع و یحتمل التقسیم بینهما، و الاقراب الاول.
  • -فی هذا المقام أیضاً یحتمل التحالف بلحاظ المحطّ،وتقدیم قول العامل بلحاظ المرجع،ومحطّ الدعوی أولی باللحاظ.
  • -احتمال التحالف هاهنا ضعیف؛لعدم جریان أصالة عدم البضاعة،والظاهر تقدیم قول‌المالک بیمینه،ولکن الظاهر استحقاق مقدار أقلّ الأمرین من الاُجرة و الحصّة؛لکون هذا المقدار مورد توافقهما،إلّاأن یدّعی المالک مع ذلک تبرّعیة العمل فهی دعوی اخری تفصل علی الموازین،بل الظاهر عدم التحالف فی الفرع الآتی أیضاً،بل یحلف العامل علی نفی المضاربة فیحکم له باُجرة المثل.
  • -مرّ الکلام فی هذا الفرض وفی مقتضی الأصل.