الخاتمة فی أحکام الخیار

التنبیه الثالث: فی صحّة إجارة من لا خیار له

التنبیه الثالث: فی صحّة إجارة من لا خیار له

‏ ‏

‏فی جواز إجارة من لا خیار لـه وصحّتها خلاف، فمن قائل بالـبطلان‏‎ ‎‏من الأوّل، ومن قائل بالـبطلان بعد فسخ ذی الـخیار، ومن قائل بالـصحّـة‏‎ ‎‏مطلقاً.‏

‏ویحتمل الـتفصیل بین الـموارد؛ حیث إنّـه ربّما تقتضی الإجارة‏‎ ‎‏تسلیط الـمستأجر وتسلیم الـعین إلـیـه، وربّما لاتکون کذلک، کما هو‏‎ ‎‏الـمعروف عنهم فی الأکثر، فیصحّ فی الـثانی دون الأوّل.‏

‏وقیل: لایحتمل صحّـة الإجارة، إلاّ أنّ الـمؤجر إلـیٰ زمان الـفسخ،‏‎ ‎‏هو الـمشتری مثلاً، وبعد الـفسخ هو الـبائع الـفاسخ، فیکون الـمسمّیٰ بینهما‏‎ ‎‏علی الـتقسیط.‏

‏وقیل: بضمان من لا خیار لـه بالـنسبـة إلـی الـمنفعـة وقیمـة الـمثل،‏‎ ‎‏دون الـمسمّیٰ.‏

‏ویحتمل قویّاً عدم الـضمان وصحّـة الإجارة مطلقاً؛ أی من الأوّل إلـی‏‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الخیارات (ج. 4)صفحه 344
‏انتهاء زمان الإجارة؛ من غیر انفساخ الإجارة بالـفسخ، أو انکشاف الـبطلان‏‎ ‎‏کشفاً انقلابیّاً، لا واقعیّاً.‏

‏وهذه وجوه من الـکلام نشیر إلـیها إجمالاً، وإلـیٰ ماهو الأشبـه.‏

وغیر خفیّ:‏ أنّ اختصاص الإجارة من بین الـعقود بالـبحث، یومئ إلـیٰ‏‎ ‎‏إمکان الـتفکیک؛ ضرورة إمکان صحّـة سائر الـتصرّفات، دون هذا الـتصرّف‏‎ ‎‏الـناقل، کما یمکن الـعکس ونقول بعدم صحّـة الـتصرّفات الـناقلـة إلاّ‏‎ ‎‏الإجارة وما یشبهها، ویظهر وجـه ذلک فی طیّ الـبحث الـقادم إن شاء اللّٰه‏‎ ‎‏تعالـیٰ.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الخیارات (ج. 4)صفحه 345