کتاب الطهارة

جهات البحث فی مادّة الطهارة

جهات البحث فی مادّة الطهارة

‏ ‏

‏والـبحث فی الـمادّة من نواحٍ شتّیٰ؛ لأنّـه قد یکون حول أنّ الـطهارة‏‎ ‎‏والـنجاسـة من الاُمور الـحقیقیّـة الـتی کشف عنها الـشرع الأقدس، أو‏‎ ‎‏الاعتباریّـة الـمجعولـة، أو هی من الاُمور الـمعلومـة الـعرفیّـة، إلاّ أنّ الـشرع‏‎ ‎‏تصرّف فیها توسعةً وتضییقاً.‏

‏وقد یکون حول أنّ الـطهارة والـنجاسـة من الـضدّین لاثالـث لـهما،‏‎ ‎‏أو مـن الـعدم والـملکـة، أو کالـعدم والـوجود من الـسلب والإیجاب، أو‏‎ ‎‏لهمـا الـثالـث؛ لمـا أنّهمـا اعتباریّـان مجعـولان، أو تکـون الـطهارة‏‎ ‎‏مجعولـة، دونهـا.‏

‏وقد یکون حول أنّ هذه الـمادّة، تقبل الاشتداد والـضعف بقول مطلق‏‎ ‎‏ولو کانتا من الاعتباریّات؛ لأنّ الاُمور الاعتباریّـة لا تقبل الاشتداد والـضعف‏‎ ‎‏الـحقیقیّ، دون الاعتباریّ، فتکون للملکیّـة مراتب شدیدة وضعیفـة کما صرّح‏‎ ‎‏بـه جماعـة‏‎[1]‎‏، ومنهم الـفقیـه الـیزدیّ فی «ملحقات الـعروة»‏‎[2]‎‏ أو لاتقبل إلاّ‏‎ ‎‏علی الـقولین الأوّل والـثالـث.‏

أو یقال:‏ بإمکان فرض الـتفاضل فیها، إلاّ أنّـه خلاف الـواقع؛ فإنّ اعتبار‏‎ ‎‏الـتزاید والـتفاضل یتقوّم بالـغرض، فلو وجدنا الـثمرة فهو، وإلاّ فلا حاجـة‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.۱)صفحه 21
‏إلـیـه، فلا ینبغی الـخلط بین الاُمور الـتکوینیّـة والاعتباریّـة، ولابدّ من‏‎ ‎‏الـتأمّل جدّاً.‏

‏هذا، وحیث إنّ الآیـة قاصرة عن إفادة مطهّریـة جمیع الـمیاه - ولو قلنا:‏‎ ‎‏بأنّ «الـطهور» هو الـمطهّر وأنّ «الإنزال» أعمّ من الإنزال الـمحسوس - فلا‏‎ ‎‏وجـه للغور فی الـمباحث الـمشار إلـیها، وسیأتی فی مطاوی الـمباحث‏‎ ‎‏الآتیـة ما یظهر لک من الـتحقیق فیها.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.۱)صفحه 22

  • )) بلغة الفقیه 2 : 70، الإجارة ، المحقّق الرشتی : 13 / السطر34، ولاحظ حاشیة المکاسب، المحقّق الأصفهانی 1 : 32 / السطر20.
  • )) لم نعثر علیه فی ملحقات العروة الوثقیٰ ، لاحظ حاشیة المکاسب ، قسم الخیارات : 4 / السطر32.