کتاب الطهارة

الطائفة الاُولیٰ : الروایات المتکفّلة لطهارة الماء

الطائفة الاُولیٰ : الروایات المتکفّلة لطهارة الماء

‏ ‏

‏وأنّـه لا ینجّسـه شیء إلاّ غلبـة الـنجاسـة والـتغیّر بها‏‎[1]‎‏؛ فإنّ قضیّـة‏‎ ‎‏إطلاقها، ومفهومِ انحصار الـنجاسـة بالـغلبـة والـتغیّر، عدم اعتبار الـکرّیـة‏‎ ‎‏فی مطلق الـمیاه، خرج منها الـقلیل الـراکد.‏

أقول:‏ هی مع قطع الـنظر عمّا فی سند بعضها، واختصاصِ مورد جمع‏‎ ‎‏منها بالـغدیر والـنقیع؛ وهما الـراکد، وانصراف الآخر إلـیٰ مثلها؛ لاختصاص‏‎ ‎‏محالّها بالـمیاه الـراکدة، وصحّةِ الاتکاء علیٰ بعض الـقرائن الـحالـیّة فی مقام‏‎ ‎‏تأدیة الـحکم، أنّ موضوعها لـیس الـماء بطبیعتـه الـصادقـة علی الـقلیل‏‎ ‎‏والـکثیر، حتّیٰ یشمل الـجزء الـعقلیّ بالـضرورة، بل ‏«الماء»‏ فیها ـ بمناسبـة‏‎ ‎‏عروض الـتغیّر علیـه؛ وأنّـه من عوارض الـماء الـکثیر متعارفاً ـ هو الـماء‏‎ ‎‏الـکثیر، فتکون هذه الـطائفـة مهملـة بالـنسبـة إلـی الـکثرة والـقلّـة.‏

‏بل الأخبار هنا لـیست فی مقام بیان الـماء نوعاً وصنفاً، بل هی ناظرة‏‎ ‎‏إلـیٰ نجاستـه وکیفیّـة تأثیر الـنجس فی الـماء، فالـتمسّک بهذه الـطائفـة غیر‏‎ ‎‏تامّ جدّاً.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.۱)صفحه 189
فبالجملة:‏ إثبات الإطلاق لـهذه الـطائفـة فی غایـة الإشکال؛ لأنّ‏‎ ‎‏الـملحوظ فی موضوعها الـماء الـکثیر مع کونـه من حیث الـکثرة مهملاً؛‏‎ ‎‏وأنّها هی الـکثرة الـبالـغـة کرّاً، أو غیر الـبالـغـة.‏

‏ومن هنا یعلم وجـه الـنظر فی استفادة نفی الـشرطیّـة من الـحصر‏‎[2]‎‏؛‏‎ ‎‏فإنّ موضوعـه إذا کان علی الـنحو الـمشار إلـیـه، فالـحصر تابع لـه‏‎ ‎‏بالـضرورة، فما اشتهر‏‎[3]‎‏ من الـتمسّک بمفهوم الـنبویّ: «‏الماء کلّه طاهر‎ ‎لاینجّسه شیء»‎[4]‎‏ وغیرِه‏‎[5]‎‏، غیر ظاهر؛ لأنّ قولـه ‏‏صلی الله علیه و آله وسلم‏‏: «‏إلاّ ما غیّر...‏» إلـیٰ‏‎ ‎‏آخره، شاهد علیٰ أنّ الـماء لوحظ مع الـکثرة الإجمالـیّـة، ولیس من قبیل‏‎ ‎‏قولنا: «الـماء جسم سیّال بارد بالـطبع» فافهم.‏

‏ومن هذه الـطائفـة مضمرة سَماعـة بن مِهْران، قال: سألتـه عن الـرجل‏‎ ‎‏یمرّ بالـمیتـة فی الـماء.‏

‏قال: «‏یتوضّأ من الناحیة التی لیس فیها المیتة»‎[6]‎‏.‏

‏وفی ثبوت الإطلاق للماء نظر واضح.‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.۱)صفحه 190

  • )) وسائل الشیعة 1 : 135 ـ 141، کتاب الطهارة، أبواب الماء المطلق ، الباب 1، الحدیث 9، والباب 3، الحدیث 1 و 3 و 4 و 6 و 7 و 11 و 13 .
  • )) روض الجنان : 134 / السطر 17 .
  • )) مدارک الأحکام 1 : 31 .
  • )) عوالی اللآلی 3 : 9 / 6 ، مستدرک الوسائل 1 : 186 ، کتاب الطهارة ، أبواب الماء المطلق ، الباب 1 ، الحدیث 5 مع اختلاف یسیر .
  • )) لاحظ وسائل الشیعة 1 : 138 ـ 139، کتاب الطهارة، أبواب الماء المطلق، الباب 3، الحدیث 3 و 4 .
  • )) تهذیب الأحکام 1 : 408 / 1285، وسائل الشیعة 1 : 144، کتاب الطهارة، أبواب الماء المطلق ، الباب 5، الحدیث 5 .