المبحث الثامن فی ماء البئر

ذهاب العامّة إلی نجاسة البئر

ذهاب العامّة إلی نجاسة البئر

‏ ‏

فبالجملة:‏ یعلم من هذه الـتعابیر: أنّ الـمسألـة کانت معنونـة من الـزمن‏‎ ‎‏الأوّل، وکان الـمعروف فی الـطبقـة الـمتأخّرة الـقول بالـنجاسـة، ولکنّـه‏‎ ‎‏أخصّ ممّا هو الـمعروف عن الـصحابـة والـتابعین؛ لأنّ وجوب الـنزح‏‎ ‎‏لایستلزم نجاستها.‏

اللهمّ إلاّ أن یقال:‏ بظهور الـجمل الـسابقـة ونصّ بعضهم فی‏‎ ‎‏الـنجاسـة‏‎[1]‎‏، کما هو غیر خفیّ، فما نسب إلـی الـفقهاء من اختیارهم طهارة‏‎ ‎‏ماء الـبئر‏‎[2]‎‏، غیر صحیح؛ لـما مرّ منّا‏‎[3]‎‏ أنّ أبا حنیفـة کان یقول فی الـماء‏‎ ‎‏الـقلیل بالـحدّ، وقضیّـة ما حکیٰ عنـه «الـخلاف»‏‎[4]‎‏ وغیره‏‎[5]‎‏، نجاسـة الـبئر‏‎ ‎‏عنده ولو بلغ ما بلغ، فهو والـصحابـة والـتابعون علی الـنجاسـة، وهکذا‏‎ ‎‏الـشافعیّ فیما إذا کان قلیلاً‏‎[6]‎‏، فما فی «الـمعتبر» من نسبـة الـنجاسـة إلـی‏‎ ‎‏الـجمهور فی محلّـه.‏

‏إلاّ أنّ ظاهر تحدید أبی حنیفـة، عدم اختصاص الـنجاسـة بالـقلیل،‏‎ ‎‏فلایکون الـعامّـة مقابل الـخاصّـة فی هذه الـمسألـة، فلیکن ذلک فی ذکرک.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 39
‏ولنعم ما قال الاُستاذ کما فی «مفتاح الـکرامـة»: «إنّ الـتنجّس مذهب‏‎ ‎‏الـعامّـة؛ بقرینـة جواب الإمام ‏‏علیه السلام‏‏ لابن یقطین‏‎[7]‎‏ وابن بَزیع: ‏«فإنّ ذلک‎ ‎یطهّرها» ‏وهما وزیران، فتأمّل»‏‎[8]‎‏ انتهیٰ.‏

‏نعم، الـشافعیّـة والـحنابلـة قالاٰ بـه حال الـقلّـة‏‎[9]‎‏، وعن الـشافعیّـة‏‎ ‎‏تفصیل آخر‏‎[10]‎‏، والأمر سهل.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 40

  • )) مستمسک العروة الوثقیٰ 1 : 193 ـ 194 .
  • )) الانتصار : 11 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 230 .
  • )) الخلاف 1 : 192 .
  • )) تذکرة الفقهاء 1 : 19 .
  • )) تذکرة الفقهاء 1 : 27 ، المغنی ، إبن قدامة 1 : 24 / السطر 13 .
  • )) تهذیب الأحکام 1 : 237 / 686، وسائل الشیعة 1 : 182 ـ 183، کتاب الطهارة، أبواب الماء المطلق، الباب 17، الحدیث 2 .
  • )) مفتاح الکرامة 1 : 79 / السطر 8 .
  • )) تذکرة الفقهاء 1 : 27 ، المغنی ، إبن قدامة 1 : 24 / السطر 12 ـ 13 .
  • )) المغنی ، إبن قدامة 1 : 25 / السطر 4 .