وجه لالتزام الأصحاب قدیماً بالنجاسة واعراضهم عن أخبار الطهارة

‏‏وجه لالتزام الأصحاب قدیماً بالنجاسة واعراضهم عن أخبار الطهارة‏

‏‏ ‏

‏‏نعم، والـذی یخطر بالـبال، ولعلّ بـه ینحلّ الإشکال، أن یقال: إنّ فتوی‏‎ ‎‏الـجمهور ـ کما عرفت ـ علی الـنجاسـة، وهذا هو الـرأی الـمعروف بینهم من‏‎ ‎‏الـعصور الـسابقـة إلـیٰ عصر الأئمّـة الـمتأخّرین، ـ سلام اللّٰـه تعالـیٰ‏‎ ‎‏علیهم ـ ، وقد نفذ فی الـمسلمین وأعلامهم هذا الـرأی الـسخیف، وکانت فتوی‏‎ ‎‏الـمعصوم ‏‏علیه السلام‏‏علیٰ خلافـه، ولکن عملهم وعمل أتباعهم علی الـتحرّز عند‏‎ ‎‏الـتنجّس تقیّةً، وهذا الـعمل الـخارجیّ من الأئمّة ‏‏علیهم السلام‏‏وأتباعهم، قد حکی‏‎ ‎‏للمتأخّرین، من غیر الـتوجّـه إلـیٰ جهـة ذلک وسرّه، فاشتهر بین الـعصور‏‎ ‎‏الـمتأخّرة هذا، حتّیٰ ظنّوا ذلک، واعتقدوا بها، وعند ذلک لـم یمکن لـهم‏‎ ‎‏الـتجاوز عنـه بالـروایـة الـظاهرة فی الـطهارة؛ لـکونها خلاف عملهم‏‎ ‎

‏
‏‎

‏‏فبالجملة:‏‏ مع الاطمئنان بخطأ الـمعرضین، لایمکن ترک الـعمل‏‎ ‎‏بالـطائفـة الـدالّـة علی الطهارة، بل مع الاحتمال العقلائیّ لایصحّ ذلک، فما‏‎ ‎‏سلکـه الفضلاء فی هذه الـمسألـة ـ من زمن الـعلاّمـة وشیخـه ابن الـجهم‏‎ ‎‏إلـیٰ زماننا هذا ـ لایوافقـه الـنظر الـدقیق.‏

‏‏والـذی هو الـتحقیق الـحقیق بالـتصدیق: تمامیّـة إعراضهم عنها،‏‎ ‎‏والـفرار عن ذلک:‏

‏‏إمّا بإنکار کاسریّـة الإعراض، وإن قلنا: بجابریّتـه.‏

‏‏أو إنکار تحقّق إعراض الـمشهور مطلقاً؛ لـعدم إمکان نیل ذلک علیٰ ما‏‎ ‎‏قرّرناه‏‎[1]‎‏.‏

‏‏أو إنکار تحقّقـه فی خصوص هذه الـمسألـة؛ لـذهاب بعض إلـی‏‎ ‎‏الـطهارة‏‎[2]‎‏.‏

‏‏أو إثبات خطأ الـمعرضین.‏

‏‏لاسبیل إلاّ إلـی الأخیر. هذا کلّـه ماهو الـظاهر فی الـمسألـة.‏

‏‏ ‏

‏‎ ‎

‏‎

• )) تحریرات فی الاُصول 6 : 402 .
• )) الطهارة (تقریرات الإمام الخمینی قدس سره) الفاضل اللنکرانی : 34 (مخطوط) .