المبحث التاسع فی الماء المستعمل فی الأحداث والأخباث

حول الأقوال فی غسالة الخبث

حول الأقوال فی غسالة الخبث

‏ ‏

‏إذا عرفت ذلک، فالأقوال فی نجاستها وطهارتها کثیرة:‏

منها:‏ أنّها نجسـة مطلقاً، وهو الأشهر، والـمشهور بین الـمتأخّرین‏‎[1]‎‏،‏‎ ‎‏وإلیـه «المبسوط» و«الخـلاف»‏‎[2]‎‏ بل وهو ظاهـر «الـمقنع» و«الوسیلـة»‏‎[3]‎‏.‏

ومنها:‏ أنّها طاهرة مطلقاً، وهو الـمنسوب إلـیٰ أکثر الـمتقدّمین‏‎[4]‎‏، وقد‏‎ ‎‏نسب إلـیٰ شیوخ الـمذهب، کالـسیّد، والـشیخ فی مسألـة الـولوغ من‏‎ ‎‏«الـمبسوط»‏‎[5]‎‏ وإلـیٰ أبناء إدریس وحمزة وأبی عقیل‏‎[6]‎‏.‏

ومنها:‏ الـتفصیل بین الـغسلـة الاُولیٰ والـثانیـة، فتکون نجسـة فی‏‎ ‎‏الاُولیٰ، وطاهرة فی الـثانیـة، وهذا هو الـمنسوب إلـی «الـسرائر» و«مبسوط»‏‎ ‎‏الـشیخ و«خلافـه» فی موضع آخر‏‎[7]‎‏.‏


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 100
ومنها:‏ ما حکی عن الاُستاذ الـشریف فی «مفتاح الـکرامـة» بأنّ‏‎ ‎‏الـغسالـة کالـمحلّ بعدها؛ فإن کان الـمحلّ ممّا یطهر بالاُولیٰ کان الـمستعمل‏‎ ‎‏طاهراً، وإن کان ممّا یطهر بالـثانیـة، کان الـمستعمل فی الاُولیٰ نجساً‏‎[8]‎‏، وهو‏‎ ‎‏الـمحکیّ فی «الـدروس» عن بعض‏‎[9]‎‏، وقد احتملـه «نهایـة الإحکام»‏‎[10]‎‏.‏

‏وفی کونـه قولاً آخر إشکال؛ لأنّ الـقائل بالـتفصیل یکون محلّ کلامـه‏‎ ‎‏الـنجاسـة الـمحتاجـة إلـی الـتکرار فی الـتطهیر، فلعلّـه یقول بطهارة‏‎ ‎‏الـغسالـة الاُولیٰ فیما لایحتاج إلـی الـتکرار، فتدبّر.‏

‏وفی الـمسألـة احتمال آخر: وهو نجاسـة غسالـة الـمتنجّس‏‎ ‎‏بالـنجس، کالـبول وعرق الـجنب مثلاً وهکذا، وطهارة غسالـة الـمتنجّس‏‎ ‎‏مـع الـواسطـة، فلو أصـاب قطـرة مـن غسالـة الـنجاسـة الـبولیّـة،‏‎ ‎‏فغسالـتـه طاهـرة .‏

إن قیـل :‏ هـذه الـمسألـة مـن صغریـات الـمسألـة الآتیـة؛ وهی‏‎ ‎‏تنجیس الـمتنجّس، فإن قلنـا بـه یستلـزم نجاسـة الـغسالـة، وإن لـم نقل‏‎ ‎‏بـذلک فهی طاهرة.‏

قلنا:‏ نعم، هذا بحسب الـموضوع،ولکن لا منع من الـتفکیک حسب‏‎ ‎‏اقتضاء الأدلّـة، فیقال: «بأنّ الـمتنجّس نجس فی غیر الـغسالـة».‏

‏نعم، مع الالتزام بعدم تنجیسـه یشکل الالتزام بنجاسـة الـغسالـة، کما‏‎ ‎


کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 101
‏هو الـظاهر.‏

إن قلت:‏ ما الـفرق بین هذه الـمسألـة والـمسألـة الـسابقـة، الـتی نفینا‏‎ ‎‏فیها عدم الـفرق بین الـوارد والـمورود؟‏

قلت:‏ قد مرّ منّا أنّ الـمراد فی تلک الـمسألـة من «الـماء الـوارد» هو‏‎ ‎‏الـماء الـوارد علیٰ عین الـنجس، أو الـماء الـمزیل للنجاسـة الـباقیـة فی‏‎ ‎‏الـغسالـة‏‎[11]‎‏، والـمراد من «الـماء الـوارد» هنا هو الـمستعمل لـتطهیر‏‎ ‎‏الـمحلّ، من غیر کون عین الـنجاسـة مورودة وباقیـة بعد الـورود، وإلـیٰ هذا‏‎ ‎‏یرجع ما فی «ناصریّات» الـسیّد‏‎[12]‎‏، وإلاّ فهو سخیف جدّاً.‏

‏ ‏

‎ ‎

کتابتحریرات فی الفقه: کتاب الطهاره (ج.2)صفحه 102

  • )) جامع المقاصد 1 : 128 ـ 129 ، مفتاح الکرامة 1 : 90 / السطر 4 ، مستند الشیعة 1 : 89 ـ 90 .
  • )) المبسوط 1: 11، الخلاف 1: 179، المسألة 135.
  • )) المقنع : 18 ، الوسیلة : 74 .
  • )) مفتاح الکرامة 1: 90/ السطر 21.
  • )) جامع المقاصد 1: 128، مفتاح الکرامة 1: 90/ السطر 22، المبسوط 1: 15.
  • )) السرائر 1 : 61 ، مفتاح الکرامة 1 : 90 / السطر 19 و 23، لاحظ الوسیلة : 74 .
  • )) مفتاح الکرامة 1 : 90 / السطر 8 ـ 9 ، السرائر 1 : 180 ، المبسوط 1 : 36 ، الخلاف 1 : 179 ، المسألة 135 .
  • )) مفتاح الکرامة 1 : 90 / السطر 14 ـ 16.
  • )) الدروس الشرعیّة 1 : 122 ، ولاحظ مفتاح الکرامة 1 : 90 / السطر 14 .
  • )) نهایة الإحکام 1 : 244 .
  • )) تقدّم فی الصفحة 98 ـ 99 .
  • )) الناصریات ، ضمن الجوامع الفقهیّة : 215 ، المسألة الثالثة.